بسم الله الرحمن الرحيم
بِغَيرِكَ راعِيًا عَبِثَ الذِئابُ "
" وَغَيرَكَ صارِمًا ثَلَمَ الضِرابُ
وَتَملِكُ أَنفُسَ الثَقَلَينِ طُرًّا "
" فَكَيفَ تَحوزُ أَنفُسَها كِلابُ
وَما تَرَكوكَ مَعصِيَةً وَلَكِن "
" يُعافُ الوِردُ وَالمَوتُ الشَرابُ
طَلَبتَهُم عَلى الأَمواهِ حَتّى "
" تَخَوَّفَ أَن تُفَتِّشَهُ السَحابُ
فَبِتُّ لَيالِيًا لا نَومَ فيها "
" تَخُبُّ بِكَ المُسَوَّمَةُ العِرابُ
يَهُزُّ الجَيشُ حَولَكَ جانِبَيهِ "
" كَما نَفَضَت جَناحَيها العُقابُ
وَتَسأَلُ عَنهُمُ الفَلَواتِ حَتّى "
" أَجابَكَ بَعضُها وَهُمُ الجَوابُ
فَقاتَلَ عَن حَريمِهِمُ وَفَرّوا "
" نَدى كَفَّيكَ وَالنَسَبُ القُرابُ
وَحِفظُكَ فيهِمُ سَلَفي مَعَدٍّ "
" وَأَنَّهُمُ العَشائِرُ وَالصِحابُ
تُكَفكِفُ عَنهُمُ صُمَّ العَوالي "
" وَقَد شَرِقَت بِظُعنِهِمُ الشَعابُ
وَأُسقِطَتِ الأَجِنَّةُ في الوَلايا "
" وَأُجهِضَتِ الحَوائِلُ وَالسِقابُ
وَعَمرٌ في مَيامِنِهِم عُمورٌ "
" وَكَعبٌ في مَياسِرِهِم كِعابُ
وَقَد خَذَلَت أَبو بَكرٍ بَنيها "
" وَخاذَلَها قُرَيظٌ وَالضِبابُ
إِذا ما سِرتَ في آثارِ قَومٍ "
" تَخاذَلَتِ الجَماجِمُ وَالرِقابُ
فَعُدنَ كَما أُخِذنَ مُكَرَّماتٍ "
" عَلَيهِنَّ القَلائِدُ وَالمَلابُ
يُثِبنَكَ بِالَّذي أَولَيتَ شُكرًا "
" وَأَينَ مِنَ الَّذي تولي الثَوابُ
وَلَيسَ مَصيرُهُنَّ إِلَيكَ شَينًا "
" وَلا في صَونِهِنَّ لَدَيكَ عابُ
وَلا في فَقدِهِنَّ بَني كِلابٍ "
" إِذا أَبصَرنَ غُرَّتَكَ اغتِرابُ
وَكَيفَ يَتِمُّ بَأسُكَ في أُناسٍ "
" تُصيبُهُمُ فَيُؤلِمُكَ المُصابُ
تَرَفَّق أَيُّها المَولى عَلَيهِمْ "
" فَإِنَّ الرِفقَ بِالجاني عِتابُ
وَإِنَّهُمُ عَبيدُكَ حَيثُ كانوا "
" إِذا تَدعو لِحادِثَةٍ أَجابوا
وَعَينُ المُخطِئينَ هُمُ وَلَيسوا "
" بِأَوَّلِ مَعشَرٍ خَطِئُوا فَتابوا
وَأَنتَ حَياتُهُمْ غَضِبَت عَلَيهِمْ "
" وَهَجرُ حَياتِهِمْ لَهُمُ عِقابُ
وَما جَهِلَت أَيادِيَكَ البَوادي "
" وَلَكِن رُبَّما خَفِيَ الصَوابُ
وَكَم ذَنبٍ مُوَلِّدُهُ دَلالٌ "
" وَكَم بُعدٍ مُوَلِّدُهُ اقتِرابُ
وَجُرمٍ جَرَّهُ سُفَهاءُ قَومٍ "
" وَحَلَّ بِغَيرِ جارِمِهِ العَذابُ
فَإِن هابوا بِجُرمِهِمِ عَلِيًّا "
" فَقَد يَرجو عَلِيًّا مَن يَهابُ
وَإِن يَكُ سَيفَ دَولَةِ غَيرِ قَيسٍ "
" فَمِنهُ جُلودُ قَيسٍ وَالثِيابُ
وَتَحتَ رَبابِهِ نَبَتوا وَأَثّوا "
" وَفي أَيّامِهِ كَثُروا وَطابوا
وَتَحتَ لِوائِهِ ضَرَبوا الأَعادي "
" وَذَلَّ لَهُم مِنَ العَرَبِ الصِعابُ
وَلَو غَيرُ الأَميرِ غَزا كِلابًا "
" ثَناهُ عَن شُموسِهِمِ ضَبابُ
وَلاقى دونَ ثايِهِمُ طِعانًا "
" يُلاقي عِندَهُ الذِئبَ الغُرابُ
وَخَيلًا تَغتَذي ريحَ المَوامي "
" وَيَكفيها مِنَ الماءِ السَرابُ
وَلَكِن رَبُّهُمْ أَسرى إِلَيهِمْ "
" فَما نَفَعَ الوُقوفُ وَلا الذَهابُ
وَلا لَيلٌ أَجَنَّ وَلا نَهارٌ "
" وَلا خَيلٌ حَمَلنَ وَلا رِكابُ
رَمَيتَهُمُ بِبَحرٍ مِن حَديدٍ "
" لَهُ في البَرِّ خَلفَهُمُ عُبابُ
فَمَسّاهُمْ وَبُسطُهُمُ حَريرٌ "
" وَصَبَّحَهُمْ وَبُسطُهُمُ تُرابُ
وَمَن في كَفِّهِ مِنهُمْ قَناةٌ "
" كَمَن في كَفِّهِ مِنهُمْ خِضابُ
بَنو قَتلى أَبيكَ بِأَرضِ نَجدٍ "
" وَمَن أَبقى وَأَبقَتهُ الحِرابُ
عَفا عَنهُمْ وَأَعتَقَهُمْ صِغارًا "
" وَفي أَعناقِ أَكثَرِهِمْ سِخابُ
وَكُلُّكُمُ أَتى مَأتى أَبيهِ "
" فَكُلُّ فَعالِ كُلِّكُمُ عُجابُ
كَذا فَليَسرِ مَن طَلَبَ الأَعادي "
" وَمِثلَ سُراكَ فَليَكُنِ الطِلابُ
#شبكة_انكور_التطويرية