في دراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة PLoS ONE، قام علماء الآثار بفحص بقايا بشرية استثنائية تعود إلى العصر التريبيليا الوسيط (حوالي 3700-3600 قبل الميلاد) من موقع كوسينيفكا في أوكرانيا. تُعد ثقافة تريبيليا واحدة من الثقافات الأوروبية البارزة في العصر الحجري الحديث، وقد نشأت بين نهري سيريت وبوغ، مع امتدادات إلى رومانيا ومولدوفا الحديثة وشرقًا إلى نهر دنيبر. تتميز هذه الثقافة بالزراعة المتقدمة، وصناعة الفخار، والتنظيم الاجتماعي الراقي، كما كان مجتمعها أموميًا حيث كانت النساء يتولين الأعمال الزراعية وصناعة الملابس والفخار، بينما كان الرجال يصطادون ويصنعون الأدوات ويربون الحيوانات.
الاكتشافات الجديدة: البقايا العظمية والنظام الغذائي
كشف الباحثون عن 50 قطعة من عظام بشرية في موقع كوسينيفكا، تعود إلى ما لا يقل عن سبعة أفراد، بينهم أطفال وبالغون. أظهرت التحليلات أن اللحوم شكلت أقل من 10% من نظامهم الغذائي، بينما اعتمد السكان بشكل رئيسي على الحبوب والنباتات، مما يدعم النظرية التي تشير إلى أن الأبقار كانت تُستخدم للتسميد وإنتاج الحليب أكثر من اللحوم.
كما تضمنت الدراسة تحليلاً لأسباب الحروق التي أصابت بقايا أربعة أفراد، حيث يُرجح أنها حدثت بسرعة بعد الوفاة. أظهرت التأريخ بالكربون المشع وفاة أحد الأفراد بعد حوالي 100 عام من الحريق، مما يشير إلى احتمال وجود عوامل أخرى، مثل طقوس دفن نادرة أو عنف.
أشارت الدراسة إلى أن دراسة موقع كوسينيفكا توفر رؤى قيمة حول حياة وموت سكان تريبيليا، مما يبرز الإمكانات الكبيرة التي لم تُستغل بعد في دراسة هذه الثقافة القديمة.
كما تضمنت الدراسة تحليلاً لأسباب الحروق التي أصابت بقايا أربعة أفراد، حيث يُرجح أنها حدثت بسرعة بعد الوفاة. أظهرت التأريخ بالكربون المشع وفاة أحد الأفراد بعد حوالي 100 عام من الحريق، مما يشير إلى احتمال وجود عوامل أخرى، مثل طقوس دفن نادرة أو عنف.
أشارت الدراسة إلى أن دراسة موقع كوسينيفكا توفر رؤى قيمة حول حياة وموت سكان تريبيليا، مما يبرز الإمكانات الكبيرة التي لم تُستغل بعد في دراسة هذه الثقافة القديمة.