Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.

أدوات الخطاطين

Basil Abdallah

عضو جديد
عضو انكور


1 ـ القلم



2 ـ أنواع الأقلام



3 ـ الحبر



4 ـ صناعة الحبر



5 ـ الورق



6 ـ المحو واللطع



7 ـ سكين الخطاط



1- القلم

هو أداة الكتابة والخط، ويسمى في لغة العرب (المِزْبَر) و(المِذْبَر). يقال : زَبَرْتُ أي كتبتُ، وذَبَرْتُ: أي قرأتُ.



(وسمَّوه قلماً لأنه قُلِمَ، أي: قُطِعَ وسُوِّيَ كلما يُقلَّم الظُّفْر. وكل عود يُقطع ويُحزُّ رأسه، ويُعَلَّمُ بعلامة فهو قلم).([1])



وكان العرب يصفون الشيء بمثيله، فقد قيل لأعرابي: ما القلم؟ ففكر ساعة، وجعل يقلِّب يديه وينظر إلى أصابعه ثم قال: لا أدري.



فقيل له: توهَّمه في نفسك.



فقال: هوعُود قُلِم من جوانبه كتقليم الأظفار([2]).



ومرَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأبي حكيمة وهو يكتب المصاحف فقال له: (أَجلِل قلمك. فقصم من قلمه قصمة.



فقال علي: هكذا نوِّره كما نوَّره الله).([3])



وقد وصف ابن عبد ربه الأندلسي جماعة يكتبون فقال:



ومعشر تنطق أقلامهم









بحكمة تلقنها الأَعْيُن





تلفظها في الصَّكِّ أقلامهم









كأنما أقلامهم([4]) ألْسنُ





فالقلم هو الذي يتكلم بما يفكر به العبقري، ويدوّن ما بعقله من حكمة، ولذلك كان أرسطو طاليس يقول: (عقول الرجال تحت سن أقلامهم).([5])



لقد استعمل العرب جريد النخل الأخضر للكتابة وتفننوا في دِقَّتِه وبَرْيِهِ بالشكل والحجم الذي فيه يرغبون، فلما أعزّهم الله بالإسلام الذي حثَّ على طلب العلم، ودعا للكتابة والقراءة والتدوين؛ استعملوا القصب في الخط، واتخذوا أقلامهم منه. ثم رأوا بعد توسع الفتوحات الإسلامية أن القصب يختلف من مِصر إلى مِصر، وأن قساوته وليونته تساعد الخطّاط والكاتب في جودة الخط وإتقانه، وتبيّن لهم أن القصب الفارسي هو أفضل أنواع القصب، لأنه (يكون صلباً قوياً مدوّراً سليماً غير معقد ويكون لون قشرته أحمر ضارباً للسواد).([6])



وقد كان الخطاطون يميزّون بين قصب أيّ قُطر وآخر، ويميزون بين صحيحه من سقيمه، ولذلك نرى ذا الرُّمة يصف قلم القصب، ثم يشبّهه بأنف الطير جمالاً ودِقَّة فيقول:



كأن أنوف الطير في عرصاتها









خراطيم أقلام تخطُّ وتُعجم([7])





وكان هذا النوع من القصب يُزرع، أو ينبت في الهند وبلاد فارس، فكان التجار يجلبونه إلى العراق والشام مع ما يجلبون من بضائع تلك البلاد إلى بلاد العلم، فيتلقّفه الورّاقون والكتبة في أسواق الكتب في مدن العراق والشام ومصر والأندلس.



وبعد أن برعوا في صناعة الورق والحبر اخترعوا قلم الحبر السائل، الذي يمتاز بخزان صغير للحبر وقبضة، وله ريشة مدببة. وقد استُعمل هذا القلم لأول مرة في مصر، وكتب به المعز لدين الله الفاطمي. ثم تفننوا في صناعة الأقلام والمحابر وطوّروها، لكن الخطاطين مازالوا يخطّون بالقصب لأسباب كثيرة، قد لا تتوفر في أي قلم آخر من المعدن، أو أية ريشة من مادة أخرى.



فالريشة المعدنية تفرض على الخطاط عرض الخط، بينما يتصرف الخطاط في ريشة القصب بالشكل الذي يرغب؛ من حيث البري والقط، ولأن القصب من تركيبه النعومة والسلاسة، ووجود المسامات فيه تسمح بنزول الحبر قليلاً قليلاً، وبقدر ما يكتب الخطاط ويستهلك من الحبر المخزّن فيها.



بينما قلم الخط المصنوع من المعدن؛ فربما يُنزل من الحبر كثيراً عند بداية الخط، بينما يُنزل حبراً بطيئاً بعد ذلك، وربما إذا أسرع الخطاط فإنه لا ينزل من الريشة حبر يكفي الخط.



2- أنواع الأقلام

كان العرب في العصرين الأموي والعباسي يكتبون رسائلهم وخطوطهم بأقلام معروفة، فلا يجوز ما يُكتب بهذا أن يكتب بذاك.



يقول ابن مقلة: (للخط أجناس كان الناس يعرفونها ويعلّمونها أولادهم على ترتيب ثم تركوا ذلك، وزهدوا فيه كزهدهم في سائر العلوم والصناعات).([8])



ويبين لنا الخطاط ابن مقلة هذه الأقلام ومهمة كل قلم منها:



فقلم الثلثين : لكتابة السجلات.



وقلم ثقيل الطومار وقلم الشامي: يكتب بهما ملوك بني أمية.



ومُفَّتح الشامي: يكتب به بنو العباس حين تركوا ثقيل الطومار والشامي.



وقلم الرئاسي: الذي أمر به المأمون أن يكتب بقلم النصف ويباعد مابين سطوره، فصارت المكاتبة عن السلطان بقلم النصف والقلم الرئاسي، والمكاتبة بين الوزراء إلى العمال بقلم الثلث، وكذا من العمال إلى الوزراء، ومن الوزراء إلى السلطان بقلم المنشور عوضاً عن مُفتّح الشامي.



وقلم الرقاع: وهو صغير الثلث، للحوائج والظلامات.



وقلم الحلبة وغبار الحلبة وصغيرهما: للأسرار والكتب التي تنفّذ على أجنحة الأطيار.



ويذكر ابن مقلة أن أغلب أهل عصره لا يعرفون أكثر هذه الأقلام، وقد بلغت أنواع الأقلام واحداً وعشرين نوعاً، كل نوع له ما يناسبه([9]).



وقد ابتكر الخطاط البغدادي إسماعيل الفرضي مجموعة من الأنابيب المعدنية، وراح يقطها كأقلام القصب، ثم جعل لها (جلفة) مشروحة بعد أن قضى مدة يبريها بالمبرد([10]).



قد انفرد بهذه الوسيلة التي استحدثها لنفسه، لكن غيره لم يسلك هذا المسلك.



وقد وصف الشيخ الخطاط محمد بن حسن السنجاري قلم الخط وكيفية قَطَّه فقال:



طوِّل لها الجلفة بالسّكين









وشُقّها في الوسْط بالتمكين





واجعل لها شحيمة لطيفة









من بطن قشر ولتكن خفيفة





وإن تكن قشرتها سمينة









فاسلُب لها الشحمة([11]) بالسّكينه





وشجّع الخطاطون تلاميذهم على قط القلم وصفاء رأسه، واعتبروا جودة الخط في قط القلم، وأن الخطاط لا يمكن أن يكون ناجحاً مالم يكن يحسن القطّ وبري القلم، حتى أن بعض كبار الخطاطين ـ كابن البواب مثلاً ـ كانوا يحتفظون بسرِّ قطِّ القلم لأنفسهم، فكانوا لا يقطّون الأقلام أمام تلاميذهم، ولعل ذلك يعود لإتقانهم لتلك المهنة، وليدفعوا تلاميذهم لتعلّمها بأنفسهم. وبلغ من أنانية بعض الخطاطين أنه (إذا أراد أن ينصرف من ديوانه قطع رؤوس أقلامه حتى لا يراها أحد).([12])



وعابوا على الخطاط الذي لا يحسن بري القلم وقطَّه، بل ذمُّوه، حتى أن أحد الشعراء قال يذم خطاطاً لا يحسن بري القلم وقطِّه:



دخيل في الكتابة ليس منها









فما يدري دبيراً من قبيل





إذا ما رام للأنبوب بَرْيَاً









تنكبّ عاجزاً قصد([13]) السَّبيل





وكان الخطاطون والكتّاب يكثرون السؤال عن الخط والقَط والمداد والقرطاس، فلا يبدأ أحدهم في عمل ما لم يتقنه. وكانوا يكثرون التردد على أهل الصنعة، ويراسلون مَنْ كان بعيداً عنهم، فقد كتب جعفر بن يحيى إلى محمد بن الليث يطلب منه الإيضاح في القلم والبري والحبر والورق لتحسن كتابته، وتجود خطوطه فكتب إليه الليث يقول:



أما بعد:



فليكن قلمك بحرياً، لا سميناً ولا رقيقاً، مابين الرِّقَّة والغِلَظِ، ضيّق النقب. فابره برياً مستوياً كمنقار الحمامة، اعطف قَطَّته، ورقّق شفرته.



وليكن مدادك صافياً خفيفاً إذا استمددت منه، فانقعه ليلة ثم صَفِّهِ في الدواة.



وليكن قرطاسك رقيقاً مُسْتَوِيَ النِّسْجِ، تخرج السِّحاة مستوية من أحد الطرفين إلى الآخر، فليست تستقيم السطور إلاّ فيما كان كذلك، وليكن أكثر تمطيطك في طرف القرطاس الذي في يسارك، وأقلُّه في الوسط، ولا تمطَّ في الطرف الآخر، ولا تمطَّ كلمة ثلاثة أحرف أو أربعة، ولا تترك الأخرى بغير مطّ، فإنك إذا فرَّقت القليل كان قبيحاً، وإذا جمعت الكثير كان سمجاً....).([14])



ويسترسل محمد بن الليث في نصيحته لجعفر، فيحدثه عن كيفية كتابة الحروف حرفاً حرفاً ليحسن الخط وتجود كتابته. كما تغنَّى الأدباء والشعراء بالقلم، وجعلوه واسطة العِقد في عالم المعرفة والفن، والترجمان لما يريد الأديب والعالم من مسموع إلى مكتوب فقالوا: (القلم أحد اللِّسانين، وهو المخاطب للعيون بسرائر القلوب، على لغات مختلفة)([15]).

 
 

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى