فاحرص عليها فإنها نفيسة !....
قال الشيخ العلامة محمد سعيد رسلان حفظه الله في شريط موسوم بالعالم الأبي على موقعه : ومن أجودِ ما جادتْ به قرائحُ أهلِ العلمِ والأدبِ في بيانِ صيانةِ أهلِ العلمِ للعلمِ, وفي رعايتهم لجانبه, وركونهم إلى صَرْحِ عِزِّهِ: قصيدةُ القاضي أبي الحسنِ علي بن عبدِ العزيزِ الجُرجانيِّ - رحمه الله تعالى -, وهي قصيدة عصماءُ في وصفِ العالِمِ الأَبِيِّ, والاعتزازِ بالعلمِ, وسُمُوِّ الهمة ،هذه هي :
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما*** رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم*** ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا*** بدا مطمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعرضي جانباً*** عن الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى*** ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها ***مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما*** وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا فاتني الأمرُ لم أبت*** أقلِّبُ كفّي إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه*** وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ*** إذا لم أَنلها وافر العرضِ مُكرما
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً*** وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل*** إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً*** وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي*** لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً ***إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
وإني لراض عن فتى متعفف ***يروح ويغدو ليس يملك درهما
يبيت يراعي النجم من سوء حاله ***ويصبح طلقا ضاحكا متبسما
ولا يسأل المثرين ما بأكفهم ***ولو مات جوعا عفة وتكرما
فإن قُلتَ زندُ العلم كابٍ فإنما*** كبا حين لم نحرس حماه وأظلما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم*** ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانوا ودَنَّسُوا*** مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني*** ولا كلُّ من لاقيت أرضاه مُنعِما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ*** أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره*** إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
وكان علماؤنا من سلفنا بعدُ ،يوصون طلابها بحفظها، فاحرص عليها فإنها نفيسة!
المصدر'موقع'التصفية'والتربية'السلفية'تحت'إشراف'الشيخ'أزهر'سنيقرة'حفظه'الله
قال الشيخ العلامة محمد سعيد رسلان حفظه الله في شريط موسوم بالعالم الأبي على موقعه : ومن أجودِ ما جادتْ به قرائحُ أهلِ العلمِ والأدبِ في بيانِ صيانةِ أهلِ العلمِ للعلمِ, وفي رعايتهم لجانبه, وركونهم إلى صَرْحِ عِزِّهِ: قصيدةُ القاضي أبي الحسنِ علي بن عبدِ العزيزِ الجُرجانيِّ - رحمه الله تعالى -, وهي قصيدة عصماءُ في وصفِ العالِمِ الأَبِيِّ, والاعتزازِ بالعلمِ, وسُمُوِّ الهمة ،هذه هي :
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما*** رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم*** ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا*** بدا مطمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
وما زلتُ مُنحازاً بعرضي جانباً*** عن الذلِّ أعتدُّ الصيانةَ مَغنما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى*** ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
أُنزِّهها عن بَعضِ ما لا يشينُها ***مخافةَ أقوال العدا فيم أو لما
فأصبحُ عن عيبِ اللئيمِ مسلَّما*** وقد رحتُ في نفسِ الكريمِ مُعَظَّما
وإني إذا فاتني الأمرُ لم أبت*** أقلِّبُ كفّي إثره مُتَنَدِّما
ولكنه إن جاء عَفواً قبلتُه*** وإن مَالَ لم أُتبعهُ هَلاِّ وليتَما
وأقبضُ خَطوي عن حُظوظٍ كثيرةٍ*** إذا لم أَنلها وافر العرضِ مُكرما
وأكرمُ نفسي أن أُضاحكَ عابساً*** وأن أَتلقَّى بالمديح مُذمَّما
وكم طالبٍ رقي بنعماه لم يَصِل*** إليه وإن كَانَ الرَّئيسَ الُمعظَّما
وكم نعمة كانت على الُحرِّ نقمَةً*** وكم مغنمٍ يَعتَده الحرُّ مَغرَما
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي*** لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً ***إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
وإني لراض عن فتى متعفف ***يروح ويغدو ليس يملك درهما
يبيت يراعي النجم من سوء حاله ***ويصبح طلقا ضاحكا متبسما
ولا يسأل المثرين ما بأكفهم ***ولو مات جوعا عفة وتكرما
فإن قُلتَ زندُ العلم كابٍ فإنما*** كبا حين لم نحرس حماه وأظلما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم*** ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانوا ودَنَّسُوا*** مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
وما كلُّ برقٍ لاحَ لي يستفزُّني*** ولا كلُّ من لاقيت أرضاه مُنعِما
ولكن إذا ما اضطرني الضُّرُّ لم أَبتِ*** أُقلبُ فكري مُنجداً ثم مُتهما
إلى أن أرى ما لا أغَصُّ بذِكره*** إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنعما
وكان علماؤنا من سلفنا بعدُ ،يوصون طلابها بحفظها، فاحرص عليها فإنها نفيسة!
المصدر'موقع'التصفية'والتربية'السلفية'تحت'إشراف'الشيخ'أزهر'سنيقرة'حفظه'الله