بسم الله الرحمن الرحيم
كائي عليكِ العمرَ يا أمّ أسعدا...
ولو كان لي رأيٌ لكنتُ لكِ الفدا
تركتِ الليالي يا سُليْمى حزينة...
وخلَّفتِ صُبْحيَ كالح الوجه أسودا
وغادرتِ جرحا بين جنبيَّ غائرا...
إذا ما دجا ليلٌ جديد تجددا
أُداري على خدَّيَّ دمعا مبددا...
وأكتمُ في جنبيَّ سهما مسددا
وفي الصدر مِنِّي لوعةٌ إثر لوعةٍ...
كأنّ فؤادي في لهيب توقَّدا
ولست أهاب الموت بعد افتراقنا...
ومرحى به إن زارني اليوم... لا غدا!
أموت لأحيا بعد موتِي بقربها...
فتَسْعَدُ من قربي... وإن كنتُ أسعدا
وكيف يطيب العيش والشؤمُ أطبقت...
جحافله الرَّعناء والسّعدُ أُبعدا
فحظِّي من الدنيا تلاشى ضياؤَهُ...
وأضحى ترابا بعد أن كان عسجدا
وأضحى سواءً بعد سلمىوقد نَأَتْ...
سَمِعْتُ نعيقا... أم هزارا مغرِّدا؟!
بكت ليلةَ النَّأيِ السماءُ بأدمعٍ...
غزارٍ فجاء السيل غضبان أربدا
تحدّرَ ما ينفكُّ يعتامُ أربُعاً...
وينثال جيَّاشا وينحطُّ مزبدا
كأنَّ به من لوعة الحزن ما بنا...
ولكنَّ ما بالقلب قد كان أبعدا
ولستُ بناسٍ في الجنوب ندائها...
إليَّ من الخرطوم أَمدد ليَ اليدا
تركتُ جوبا خلفي... وبادرتُ عائداً...
ولم يكُ عَوْدي ياابنةَ القوم أحمدا
أُنادي وسلمى -ويحها- لا تجيبُني...
وكنتُ إذا ناديتُ لبَّاءةَ النِّدا
وحولي أكبادٌ رطابٌ رمى بها...
إلى غمرةِ الأحزانِ دهرٌ... فأقصدا
لئن كنتِ تحكينَ النسيماتِ رقةً...
فقد كنتِ لِي حِصْناً منيعا موطَّدا
وعلّمتِني يا سلمُ أن أفعل الذي...
يَسُرُّ أحِبَّائي ويُشقِي به العِدا
وعوّدتني -إحدى وعِشرين حُجةً-
متى أُصْدِرُ البلوى إذا الغِيرُ أوردا
شمائلُ يا بنت الميامينِ لو بدتْ...
لقومٍ كرامٍ خرَّتِ القومُ سُجَّدا
ووجهُكِ يا سلمى على النَّأيِ ماثلٌ...
أُطالِعُ فيه الخيرَ والنُّبْبَ والنَّدى
حرامٌ عليَّ الرّاحُ بعدكِ سلوة ً...
حرامٌ عليَّ اللهوُبعدكِ موردا
سأحيا... كما يحيى غريبٌ بقفرةٍ...
تَفرَّق عنه الأهلُ مثنى وموحدا
وداعا سليمى إننا سوف نلتقي...
فإنَّ لنا في جنَّةِ الخلدِ موعدا
______________________________
الخرطوم يوليو 1970
#شبكة_انكور_التطويرية
كائي عليكِ العمرَ يا أمّ أسعدا...
ولو كان لي رأيٌ لكنتُ لكِ الفدا
تركتِ الليالي يا سُليْمى حزينة...
وخلَّفتِ صُبْحيَ كالح الوجه أسودا
وغادرتِ جرحا بين جنبيَّ غائرا...
إذا ما دجا ليلٌ جديد تجددا
أُداري على خدَّيَّ دمعا مبددا...
وأكتمُ في جنبيَّ سهما مسددا
وفي الصدر مِنِّي لوعةٌ إثر لوعةٍ...
كأنّ فؤادي في لهيب توقَّدا
ولست أهاب الموت بعد افتراقنا...
ومرحى به إن زارني اليوم... لا غدا!
أموت لأحيا بعد موتِي بقربها...
فتَسْعَدُ من قربي... وإن كنتُ أسعدا
وكيف يطيب العيش والشؤمُ أطبقت...
جحافله الرَّعناء والسّعدُ أُبعدا
فحظِّي من الدنيا تلاشى ضياؤَهُ...
وأضحى ترابا بعد أن كان عسجدا
وأضحى سواءً بعد سلمىوقد نَأَتْ...
سَمِعْتُ نعيقا... أم هزارا مغرِّدا؟!
بكت ليلةَ النَّأيِ السماءُ بأدمعٍ...
غزارٍ فجاء السيل غضبان أربدا
تحدّرَ ما ينفكُّ يعتامُ أربُعاً...
وينثال جيَّاشا وينحطُّ مزبدا
كأنَّ به من لوعة الحزن ما بنا...
ولكنَّ ما بالقلب قد كان أبعدا
ولستُ بناسٍ في الجنوب ندائها...
إليَّ من الخرطوم أَمدد ليَ اليدا
تركتُ جوبا خلفي... وبادرتُ عائداً...
ولم يكُ عَوْدي ياابنةَ القوم أحمدا
أُنادي وسلمى -ويحها- لا تجيبُني...
وكنتُ إذا ناديتُ لبَّاءةَ النِّدا
وحولي أكبادٌ رطابٌ رمى بها...
إلى غمرةِ الأحزانِ دهرٌ... فأقصدا
لئن كنتِ تحكينَ النسيماتِ رقةً...
فقد كنتِ لِي حِصْناً منيعا موطَّدا
وعلّمتِني يا سلمُ أن أفعل الذي...
يَسُرُّ أحِبَّائي ويُشقِي به العِدا
وعوّدتني -إحدى وعِشرين حُجةً-
متى أُصْدِرُ البلوى إذا الغِيرُ أوردا
شمائلُ يا بنت الميامينِ لو بدتْ...
لقومٍ كرامٍ خرَّتِ القومُ سُجَّدا
ووجهُكِ يا سلمى على النَّأيِ ماثلٌ...
أُطالِعُ فيه الخيرَ والنُّبْبَ والنَّدى
حرامٌ عليَّ الرّاحُ بعدكِ سلوة ً...
حرامٌ عليَّ اللهوُبعدكِ موردا
سأحيا... كما يحيى غريبٌ بقفرةٍ...
تَفرَّق عنه الأهلُ مثنى وموحدا
وداعا سليمى إننا سوف نلتقي...
فإنَّ لنا في جنَّةِ الخلدِ موعدا
______________________________
الخرطوم يوليو 1970
#شبكة_انكور_التطويرية