تناقش أزليـن برادي في Foreign Policy سيناريوهات إنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، التي بدأت بسلسلة من الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية، وردّت عليها طهران بهجمات صاروخية محدودة. تطرح الكاتبة ثلاثة احتمالات لنهاية الصراع: استسلام سياسي إيراني مموَّه بعد تنفيذ هجمات رمزية، أو صمود إيراني نسبي يؤدي إلى ضغوط دولية على إسرائيل لوقف التصعيد، أو تطور خطير نحو حرب إقليمية موسعة تشمل الولايات المتحدة. وبينما يضغط ترامب للعودة إلى طاولة المفاوضات، تواجه إيران معضلة التفاوض تحت القصف، مما يضعها في موقف ضعف سياسي. ومع انهيار اقتصادها وتراجع قدرة حلفائها، قد تميل طهران إلى تخفيض التصعيد، لكن احتمال توسع النزاع يظل قائمًا بشدة.
How the Israel-Iran War Might End
الحرب بين إسرائيل وإيران بدأت لتوها. فقد أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستواصل ضرباتها "لعدد الأيام التي يتطلبها الأمر" — ما يعني على الأرجح عدة أسابيع — بهدف مواصلة إضعاف البرنامج النووي الإيراني وتدمير قدراته العسكرية. وقد بدأت إيران بالفعل بإطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية نحو إسرائيل، ولديها مجموعة من خيارات الرد، وإن كانت محدودة. وبرغم أن المزيد من إراقة الدماء يبدو مرجّحًا، بل حتميًا، إلا أن الوقت لم يَفُت بعد للتفكير في سُبل خفض التصعيد والطرق المحتملة لإنهاء هذه الحرب.
الاحتمال الأول هو أن تنفّذ إيران عدة ضربات عسكرية بارزة على إسرائيل، وتدّعي أمام شعبها أنها وجّهت ضربة موجعة وردّت الصاع، لكنها تقبل بسرعة بالجهود الأميركية والدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. باختصار، استسلام متردد مغطى بواجهة حفظ ماء الوجه.
وهذا، في جوهره، ما قبِله حليف إيران الوثيق، حزب الله اللبناني، بعد الحملة الإسرائيلية ضده في سبتمبر وأكتوبر الماضيين. فالحملة الإسرائيلية الحالية على إيران تُشبه كثيرًا تلك السابقة: ضربات مدمّرة للبنية التحتية العسكرية، مصحوبة باغتيالات وضربات تستهدف القيادات، ما يُظهر اختراقًا استخباراتيًا عميقًا من قِبل إسرائيل لعدوها. وكان حزب الله، رغم امتلاكه ترسانة صواريخ ضخمة وعشرات الآلاف من المقاتلين، قد قبل بوقف إطلاق النار إلى حد كبير بشروط إسرائيل، دون أن يشن هجومًا مضادًا فعالًا.
قد تكون إيران في وضع مشابه لحزب الله في عام 2024. فهجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل باءت بالفشل، وحلفاؤها الأساسيون، وعلى رأسهم حزب الله، أصبحوا مجرد ظلّ لما كانوا عليه، ما يشير إلى تراجع فاعلية الردع الإيراني. وقد تكون الضربات الإسرائيلية الموجّهة ضد القيادة الإيرانية قد أدخلت النظام في حالة من الفوضى، مما يصعّب التنسيق لتنفيذ ضربات صاروخية أو حتى اتخاذ قرارات أساسية في الوقت الحقيقي. وعلى الرغم من إعلان طهران عن تعيين قادة جدد بسرعة، فإن فاعلية هذه القيادة الجديدة خلال نزاع مستمر لا تزال غير واضحة، كما أن إسرائيل على الأرجح ستستهدف القادة الجدد ومن سيخلفهم كذلك. وبالطبع، لا ترغب إيران بالاستسلام تحت النار، لكنها قد تفضّل البقاء لتقاتل لاحقًا بدلاً من الاستمرار في تلقي الضربات القاسية.
الاحتمال الثاني هو أن تصمد إيران وتُوجه بعض الضربات لإسرائيل — سواء على شكل هجمات إرهابية، أو صواريخ تخترق الدفاعات الإسرائيلية، أو بوسائل أخرى — بينما يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب. قد تتعرض منشآت إيران النووية، مثل نطنز وغيرها، لأضرار، لكنها تكون قادرة على إجراء إصلاحات سريعة نسبيًا.
بوجه عام، عندما تنفذ إسرائيل ضربات ضد أعدائها، غالبًا ما تحظى بدعم أميركي قصير الأمد، وأحيانًا من حلفاء أوروبيين رئيسيين، لكن هذه الدول ما تلبث أن تدعو سريعًا إلى إنهاء الأعمال القتالية، حتى في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى مواصلة هجماتها. وقد دعت فرنسا والمملكة المتحدة بالفعل إلى التهدئة. وقد لا تُعير إسرائيل اهتمامًا كبيرًا للمواقف الأوروبية — التي تطالب منذ شهور بوقف إطلاق النار في غزة — لكنها تولي أهمية أكبر للرأي الأميركي، لا سيما رأي الرئيس دونالد ترامب. وإذا مارس الأخير ضغطًا حقيقيًا على نتنياهو، فقد تقرر إسرائيل إنهاء العمليات، على أمل أن يكون ما حققته من ضرر كافيًا في الوقت الراهن.
ما إذا كان ذلك سيقود إلى مسار دبلوماسي منتج، فذلك غير مؤكد. فقد سعت إدارة ترامب إلى التوصل إلى اتفاق تفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني (رغم أن ما كان مطروحًا لا يختلف كثيرًا عن خطة العمل الشاملة المشتركة التي انسحب منها ترامب في 2018). وكانت إيران تأخذ المفاوضات على محمل الجد، على ما يبدو، وبدعم من قيادتها، رغم استمرار الخلافات بشأن تخصيب اليورانيوم. وقد دعا ترامب بالفعل إلى العودة إلى المفاوضات بعد الضربات، وكتب على منصة Truth Social: "على إيران أن تعقد صفقة، قبل أن لا يبقى شيء، ولتنقذ ما كان يُعرف بالإمبراطورية الفارسية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار. فقط افعلوها، قبل فوات الأوان."
هذه المفاوضات قد تكون جذابة لطهران: فاقتصادها منهار، ووعد تخفيف العقوبات مغرٍ. بالإضافة إلى ذلك، وبعد الحملة الإسرائيلية المدمرة، لن تكون إيران مضطرة لتقديم الكثير على طاولة التفاوض. لكن الإقدام على ذلك في ظل الهجمات الإسرائيلية أمر بالغ الصعوبة سياسيًا. وسيقوم ترامب بالتأكيد بالتباهي بأي تنازلات، ما سيُظهر إيران بمظهر من رضخ تحت الضغط — وهو ما سيكون صحيحًا.
هناك أيضًا سيناريوهات أكثر قتامة، وربما أكثر احتمالًا. أحدها أن تتوسّع الحرب بين إسرائيل وإيران إلى صراع إقليمي. فقد هددت إيران، قبل الضربات الإسرائيلية، باستهداف منشآت أميركية في الشرق الأوسط — وهي هجمات، إن حصلت، ستزيد بشكل كبير من احتمالية دخول الولايات المتحدة الحرب. وقد تدفع علاقات التعاون الأمني الممتدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والدعم الأميركي لإسرائيل في مجال الدفاع الجوي وغيرها، إيران إلى الاعتقاد بأن واشنطن في حالة حرب فعلية معها. وبينما أنكرت الولايات المتحدة أي تورط مباشر في الهجمات، قد ترى إيران أن واشنطن متواطئة، وأن المفاوضات لم تكن سوى غطاء للاستعدادات العسكرية الإسرائيلية. ورغم أن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كانوا قد حذروا من أن رفض إيران للاتفاق سيؤدي إلى عمل عسكري، إلا أن ترامب أكد، قبل ساعات فقط من العملية، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحل الدبلوماسي، وأن الهجمات ليست وشيكة. وإذا رأت طهران أن المفاوضات مجرد خدعة، فقد تعتبر الأهداف الأميركية مشروعة في إطار "هجمات انتقامية".
وقد تصعّد الولايات المتحدة بدورها لأسبابها الخاصة. فقد يرى المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل قد أدت نصف المهمة، ويمكن للولايات المتحدة أن تُكمل ما بدأته، عبر قصف منشأة فوردو المحصّنة باستخدام ذخائر خارقة للتحصينات، أو عبر معالجة الأهداف التي تبقّت بعد الضربات الإسرائيلية الأولى.
الاحتمال الأول هو أن تنفّذ إيران عدة ضربات عسكرية بارزة على إسرائيل، وتدّعي أمام شعبها أنها وجّهت ضربة موجعة وردّت الصاع، لكنها تقبل بسرعة بالجهود الأميركية والدولية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. باختصار، استسلام متردد مغطى بواجهة حفظ ماء الوجه.
وهذا، في جوهره، ما قبِله حليف إيران الوثيق، حزب الله اللبناني، بعد الحملة الإسرائيلية ضده في سبتمبر وأكتوبر الماضيين. فالحملة الإسرائيلية الحالية على إيران تُشبه كثيرًا تلك السابقة: ضربات مدمّرة للبنية التحتية العسكرية، مصحوبة باغتيالات وضربات تستهدف القيادات، ما يُظهر اختراقًا استخباراتيًا عميقًا من قِبل إسرائيل لعدوها. وكان حزب الله، رغم امتلاكه ترسانة صواريخ ضخمة وعشرات الآلاف من المقاتلين، قد قبل بوقف إطلاق النار إلى حد كبير بشروط إسرائيل، دون أن يشن هجومًا مضادًا فعالًا.
قد تكون إيران في وضع مشابه لحزب الله في عام 2024. فهجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل باءت بالفشل، وحلفاؤها الأساسيون، وعلى رأسهم حزب الله، أصبحوا مجرد ظلّ لما كانوا عليه، ما يشير إلى تراجع فاعلية الردع الإيراني. وقد تكون الضربات الإسرائيلية الموجّهة ضد القيادة الإيرانية قد أدخلت النظام في حالة من الفوضى، مما يصعّب التنسيق لتنفيذ ضربات صاروخية أو حتى اتخاذ قرارات أساسية في الوقت الحقيقي. وعلى الرغم من إعلان طهران عن تعيين قادة جدد بسرعة، فإن فاعلية هذه القيادة الجديدة خلال نزاع مستمر لا تزال غير واضحة، كما أن إسرائيل على الأرجح ستستهدف القادة الجدد ومن سيخلفهم كذلك. وبالطبع، لا ترغب إيران بالاستسلام تحت النار، لكنها قد تفضّل البقاء لتقاتل لاحقًا بدلاً من الاستمرار في تلقي الضربات القاسية.
الاحتمال الثاني هو أن تصمد إيران وتُوجه بعض الضربات لإسرائيل — سواء على شكل هجمات إرهابية، أو صواريخ تخترق الدفاعات الإسرائيلية، أو بوسائل أخرى — بينما يتزايد الضغط الدولي على إسرائيل لوقف الحرب. قد تتعرض منشآت إيران النووية، مثل نطنز وغيرها، لأضرار، لكنها تكون قادرة على إجراء إصلاحات سريعة نسبيًا.
بوجه عام، عندما تنفذ إسرائيل ضربات ضد أعدائها، غالبًا ما تحظى بدعم أميركي قصير الأمد، وأحيانًا من حلفاء أوروبيين رئيسيين، لكن هذه الدول ما تلبث أن تدعو سريعًا إلى إنهاء الأعمال القتالية، حتى في الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل إلى مواصلة هجماتها. وقد دعت فرنسا والمملكة المتحدة بالفعل إلى التهدئة. وقد لا تُعير إسرائيل اهتمامًا كبيرًا للمواقف الأوروبية — التي تطالب منذ شهور بوقف إطلاق النار في غزة — لكنها تولي أهمية أكبر للرأي الأميركي، لا سيما رأي الرئيس دونالد ترامب. وإذا مارس الأخير ضغطًا حقيقيًا على نتنياهو، فقد تقرر إسرائيل إنهاء العمليات، على أمل أن يكون ما حققته من ضرر كافيًا في الوقت الراهن.
ما إذا كان ذلك سيقود إلى مسار دبلوماسي منتج، فذلك غير مؤكد. فقد سعت إدارة ترامب إلى التوصل إلى اتفاق تفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني (رغم أن ما كان مطروحًا لا يختلف كثيرًا عن خطة العمل الشاملة المشتركة التي انسحب منها ترامب في 2018). وكانت إيران تأخذ المفاوضات على محمل الجد، على ما يبدو، وبدعم من قيادتها، رغم استمرار الخلافات بشأن تخصيب اليورانيوم. وقد دعا ترامب بالفعل إلى العودة إلى المفاوضات بعد الضربات، وكتب على منصة Truth Social: "على إيران أن تعقد صفقة، قبل أن لا يبقى شيء، ولتنقذ ما كان يُعرف بالإمبراطورية الفارسية. لا مزيد من الموت، لا مزيد من الدمار. فقط افعلوها، قبل فوات الأوان."
هذه المفاوضات قد تكون جذابة لطهران: فاقتصادها منهار، ووعد تخفيف العقوبات مغرٍ. بالإضافة إلى ذلك، وبعد الحملة الإسرائيلية المدمرة، لن تكون إيران مضطرة لتقديم الكثير على طاولة التفاوض. لكن الإقدام على ذلك في ظل الهجمات الإسرائيلية أمر بالغ الصعوبة سياسيًا. وسيقوم ترامب بالتأكيد بالتباهي بأي تنازلات، ما سيُظهر إيران بمظهر من رضخ تحت الضغط — وهو ما سيكون صحيحًا.
هناك أيضًا سيناريوهات أكثر قتامة، وربما أكثر احتمالًا. أحدها أن تتوسّع الحرب بين إسرائيل وإيران إلى صراع إقليمي. فقد هددت إيران، قبل الضربات الإسرائيلية، باستهداف منشآت أميركية في الشرق الأوسط — وهي هجمات، إن حصلت، ستزيد بشكل كبير من احتمالية دخول الولايات المتحدة الحرب. وقد تدفع علاقات التعاون الأمني الممتدة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والدعم الأميركي لإسرائيل في مجال الدفاع الجوي وغيرها، إيران إلى الاعتقاد بأن واشنطن في حالة حرب فعلية معها. وبينما أنكرت الولايات المتحدة أي تورط مباشر في الهجمات، قد ترى إيران أن واشنطن متواطئة، وأن المفاوضات لم تكن سوى غطاء للاستعدادات العسكرية الإسرائيلية. ورغم أن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كانوا قد حذروا من أن رفض إيران للاتفاق سيؤدي إلى عمل عسكري، إلا أن ترامب أكد، قبل ساعات فقط من العملية، أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحل الدبلوماسي، وأن الهجمات ليست وشيكة. وإذا رأت طهران أن المفاوضات مجرد خدعة، فقد تعتبر الأهداف الأميركية مشروعة في إطار "هجمات انتقامية".
وقد تصعّد الولايات المتحدة بدورها لأسبابها الخاصة. فقد يرى المسؤولون الأميركيون أن إسرائيل قد أدت نصف المهمة، ويمكن للولايات المتحدة أن تُكمل ما بدأته، عبر قصف منشأة فوردو المحصّنة باستخدام ذخائر خارقة للتحصينات، أو عبر معالجة الأهداف التي تبقّت بعد الضربات الإسرائيلية الأولى.