Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.
في مقابلة شاملة مع Foreign Affairs، يناقش دانيال ب. شابيرو الضربة الإسرائيلية الواسعة التي استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية إيرانية في 12 يونيو، معتبراً أنها تمثل تصعيداً غير مسبوق قد يشعل حرباً إقليمية واسعة ويهدد بتدخل أميركي مباشر. رغم محاولة إدارة ترامب النأي بنفسها عن الهجمات، يُحتمل أن تجد الولايات المتحدة نفسها منخرطة إذا ما قررت إيران الرد بشكل موسع على أهداف إسرائيلية أو أميركية. إيران، من جهتها، تمتلك القدرة على شن ضربات صاروخية على إسرائيل ودول الخليج، وتلوح بإغلاق مضيق هرمز. ومع استمرار الضربات الإسرائيلية وتصاعد الردود الإيرانية، تزداد احتمالية أن تسعى طهران للوصول السريع إلى السلاح النووي، مما يضع واشنطن أمام خيار صعب بين التدخل العسكري أو القبول بالأمر الواقع.
الصراع بين إيران وإسرائيل

How War Between Iran and Israel Could Escalate—and Drag In the United States​

في مساء 12 يونيو، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات الكبرى ضد إيران. شملت الأهداف منشآت نووية إيرانية، ومواقع صواريخ، وعددًا من كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين. وفي خطاب متلفز، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجاح العملية. في المقابل، توعّد المسؤولون الإيرانيون بالانتقام، بينما استعدّ قادة المنطقة لاحتمال اندلاع اضطرابات.

لفهم أفضل لما تعنيه هذه الضربات، أجرى كبير محرري مجلة Foreign Affairs، دانيال بلوك، مقابلة مع دانيال ب. شابيرو. وكان شابيرو قد شغل منصب نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط حتى يناير الماضي—وكان من بين مسؤولياته دراسة السيناريوهات التي قد تؤدي فيها التوترات بين إسرائيل وإيران إلى حرب شاملة، وتحضير الخيارات الأمريكية للرد عليها. ويشغل شابيرو الآن منصب زميل متميز في المجلس الأطلسي، كما سبق أن عمل سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، ومديرًا أول لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي.​

ما مدى أهمية هذه الهجمات؟ وهل هي أكثر خطورة بكثير من الهجمات الإسرائيلية على إيران في أبريل وأكتوبر من العام الماضي؟​

لم يُكشف بعد عن الحجم الكامل لضربات إسرائيل على إيران، لكن من الواضح أنها تفوق، بأضعاف مضاعفة، ما حققته إسرائيل في هجومي أبريل وأكتوبر 2024. فقد أصبح من المؤكد أن إسرائيل تمكّنت من ضرب مواقع نووية رئيسية، مثل منشأة التخصيب في نطنز، ومواقع مرتبطة بأبحاث محتملة لتسليح البرنامج، ومنصات إطلاق صواريخ باليستية، إضافة إلى عدد كبير من القادة البارزين في النظام الإيراني والشخصيات المرتبطة بالبرنامج النووي. وهذا يفوق بكثير ما توقعه معظم المحللين.

ومع تكشّف التفاصيل، فإن مدى اختراق إسرائيل للمنظومة الإيرانية سيتسبب في إحراج إضافي للنظام. ستكون إيران مدفوعة بقوة للرد، لكن قدرتها على تنفيذ رد فعّال في المدى القريب ستتأثر بالفوضى القيادية التي خلفتها الضربات. ما يزال غير واضح مدى الضرر الذي لحق بالمواقع غير الرسمية، أو عدد الضحايا المدنيين. لكن من المرجّح أن تحاول إيران موازنة خسائرها في الجانب المدني، بالإضافة إلى مهاجمة أهداف عسكرية واستخباراتية وقيادية إسرائيلية.​

حتى الآن، نأت إدارة ترامب بنفسها بشكل واضح عن هذه الضربات. لماذا برأيك؟​

لقد طلب ترامب من نتنياهو منحه مزيدًا من الوقت للمفاوضات النووية، لكن نتنياهو لم يستجب له. من خلال النأي بنفسه عن قرار نتنياهو، يسعى ترامب إلى ردع إيران عن توجيه أي ردّ ضد الولايات المتحدة. وربما يأمل أيضًا في الحفاظ على أمل، ولو ضئيل، في استمرار المفاوضات النووية. لكن حلمه بالتوصل إلى تسوية دبلوماسية تنهي تخصيب إيران لليورانيوم يبدو الآن قد تبخّر. فإيران على الأرجح ستحاول الآن الإسراع نحو امتلاك قدرة نووية، ما يضع ترامب أمام معضلة: هل سيتعين عليه التدخل عسكريًا لمنع ذلك؟​

ما رأيك في تصريح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الذي تعهد بحماية الأمريكيين، لكنه لم يذكر إسرائيل؟​

كان بيان روبيو يهدف إلى توجيه رسالة لإيران مفادها أن الولايات المتحدة ليست متورطة، وأن إسرائيل تصرفت بمفردها. أما إغفال ذكر إسرائيل، فهو مؤشر إضافي على أن واشنطن لا تريد أن يُنظر إليها كداعمة للهجوم الإسرائيلي. ومع ذلك، من غير المعقول أن يكون المسؤولون الأمريكيون غير مطلعين مسبقًا على العملية. عدم ذكر إسرائيل لا يعني أن الولايات المتحدة لن تساعد في الدفاع عنها. بل ستفعل.​

لماذا قررت إسرائيل شنّ الهجوم الآن، رغم رغبة ترامب الظاهرة بالتأجيل؟​

لطالما وعد نتنياهو الإسرائيليين بأنه لن يسمح لإيران بتطوير سلاح نووي. وقد شكل هذا الوعد محورًا أساسيًا في مسيرته السياسية. وأعتقد أنه شعر بأن هذه اللحظة قد تكون الفرصة الأخيرة لإسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية. فقد دمّرت إسرائيل في سبتمبر 2024 وكيل إيران اللبناني، حزب الله. ثم في أكتوبر، دمّرت بطاريات الدفاع الجوي الإيرانية المتقدمة S-300 التي زوّدتها بها روسيا—وهي الأكثر تطورًا لدى طهران. هذان النجاحان، إلى جانب سقوط الحليف الإقليمي الرئيسي لإيران، نظام الأسد في سوريا، جعل قدرة إيران على الدفاع عن مواقعها النووية أو الردّ على الهجوم محدودة للغاية.​

كيف يُتوقَّع أن يتطور الرد الإيراني؟ وكيف ستتفاعل منظومة الدفاع الإسرائيلية؟​

قد تحاول إيران إطلاق ما يصل إلى عدة مئات من الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل. هذا الأسلوب ينسجم مع ردود إيران السابقة على الأعمال الإسرائيلية. فبعد أن قتلت إسرائيل قائدًا إيرانيًا بارزًا في دمشق في أبريل 2024، أطلقت إيران أكثر من 300 قذيفة، بما في ذلك أكثر من 100 صاروخ باليستي متوسط المدى، على إسرائيل. وفي أكتوبر، بعد أن دمرت إسرائيل حزب الله في لبنان، ضاعفت إيران عدد الصواريخ الباليستية التي أطلقتها. في أبريل، تمكنت إسرائيل من تفادي أضرار كبيرة بفضل دفاعاتها الجوية وتحالف تقوده الولايات المتحدة. لكن هجوم أكتوبر حقق بضع عشرات من الإصابات التي أسفرت عن أضرار طفيفة نسبيًا. وفي وقت سابق من يونيو، تعهدت إيران صراحةً بضرب المنشآت النووية الإسرائيلية ردًا على مثل هذا النوع من الهجمات.

من خلال تركيز دفاعاتها على مواقع حساسة معينة والمراكز السكانية المدنية، ستسعى إسرائيل—بدعم من الولايات المتحدة—إلى منع تشبّع منظومتها الدفاعية وتقليل الأضرار، تمامًا كما فعلت خلال الهجومين الإيرانيين السابقين. وقد نشرت الولايات المتحدة بطاريتي THAAD (الدفاع الجوي على ارتفاع عالٍ ضمن مسرح العمليات) في إسرائيل للمساعدة في ذلك. وتُكمل هذه المنظومة منظومة "السهم" الإسرائيلية للدفاع الصاروخي، إلى جانب السفن الأميركية القريبة المجهزة بأنظمة دفاع صاروخي.

من شبه المؤكد أيضًا أن تواجه إسرائيل هجمات إضافية من الحوثيين في اليمن. وقد يُطلب من حزب الله، حتى في حالته الضعيفة، تنفيذ عمليات انتقامية. لكن من غير المرجّح أن يتمكن الحوثيون من شنّ وابل واسع النطاق، كما أن القدرات المحدودة لحزب الله—إلى جانب ضغوط محتملة من الحكومة اللبنانية الجديدة—ستحدّ من تأثيره.​

هل سترد إسرائيل على انتقام إيران بهجمات إضافية؟​

قال نتنياهو إن الضربات الإسرائيلية ستستمر حتى تطمئن إسرائيل إلى زوال تهديد إيران النووي. لذا، قد لا نكون بصدد ضربة واحدة، بل حملة مستمرة. ما إذا كانت إسرائيل سترد على محاولات إيران للانتقام سيعتمد إلى حدّ كبير على حجم الأضرار والخسائر التي تتكبدها. فإذا نجحت إسرائيل في التصدي للهجمات الصاروخية الإيرانية، فقد يكون لذلك أثر مهدئ، بينما ستدفع خسائر بشرية كبيرة إسرائيل بالتأكيد إلى تنفيذ ضربات إضافية.

في أكتوبر الماضي، سعت إسرائيل إلى تنسيق ردها على هجوم إيراني مع واشنطن، وهو ما منح الرئيس الأميركي جو بايدن فرصة لتوجيه وضبط الرد الإسرائيلي. لكن إسرائيل لم تُبدِ هذا الاهتمام بالتنسيق هذه المرة، وربما لا يرى ترامب فائدة في ذلك أيضًا. هذا قد يُصعّب على إيران إيجاد سُلّم لتخفيف التصعيد.

كما أن الصراع لن ينتهي على الأرجح حتى لو تراجعت إيران عسكريًا بسرعة. يجب أن تتوقع إسرائيل سلسلة من الهجمات غير المتكافئة، مثل العمليات السيبرانية، والهجمات الإرهابية ضد سفاراتها ومسافريها وشركاتها.​

ما احتمالية أن تهاجم إيران القوات الأميركية؟​

الكثير يعتمد على الرسائل التي توجهها الولايات المتحدة. فقد أوضح ترامب أن واشنطن لم تكن مشاركة في الضربات الإسرائيلية، وحذّر إيران من استهداف القوات الأميركية. وإذا أدركت القيادة الإيرانية أن استهداف الولايات المتحدة أو أطراف أخرى في المنطقة قد يؤدي إلى هجوم أميركي مباشر يضاعف الضرر الذي ألحقته إسرائيل، فإنها ستكون أكثر ميلًا لحصر ردّها في مهاجمة إسرائيل فقط. وربما تلجأ إلى تقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتسعى إلى إعادة بناء بنيتها النووية وتحصينها بشكل أعمق وأقوى. لكنها قد تختار عدم مهاجمة أطراف أخرى لتفادي توسع نطاق الحرب.​

فلنفترض أن إيران هاجمت الولايات المتحدة، مما أدى إلى ردّ أميركي، أو أن واشنطن قررت التدخل المباشر لمنع اندفاع إيران نحو امتلاك سلاح نووي. كيف يمكن أن يبدو الهجوم الأميركي على إيران؟​

بعض الأصول العسكرية التي قد تُستخدم في الضربة الأميركية متوفرة بالفعل. فمجموعة حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسون لا تزال منتشرة في المنطقة. وقبل تنفيذ أي ضربة، قد تتوجه مجموعة حاملة طائرات ثانية إلى هناك. ومن المرجح أن يتم نشر طائرات إضافية، مثل أسراب المقاتلات، وطائرات التزود بالوقود، وطائرات البحث والإنقاذ، في قواعد بالمنطقة. كما تمتلك الولايات المتحدة قدرات فريدة يمكنها استخدامها إذا قررت استهداف منشأة فوردو الإيرانية المحصنة بشدة تحت الأرض.​

كيف ستتعامل إيران مع تورط مباشر من الولايات المتحدة؟​

لن تتلقى إيران ضربات أميركية دون رد. فهي تمتلك ترسانة من آلاف الصواريخ الباليستية قصيرة المدى والطائرات المسيّرة، والتي يمكن أن تُطلقها على القواعد الأميركية في البحرين والكويت وقطر والسعودية والإمارات. وقد سبق أن استخدمت مثل هذه الصواريخ لمهاجمة القوات الأميركية بعد اغتيال واشنطن لقاسم سليماني، قائد فيلق القدس، عام 2020.

كما أن الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، المزوّدة بمسيّرات إيرانية، قد تطلق النار على القواعد الأميركية، كما فعلت على مدى عدة أشهر بعد 7 أكتوبر 2023. وقد تستهدف أيضًا السفارة الأميركية في بغداد. وقد يُجبر الجنود والموظفون في تلك المواقع على البقاء لفترات طويلة في الملاجئ. وربما لا تكون أنظمة الدفاع الجوي في بعض المواقع قادرة على صدّ هذا الكم من القذائف. وسيكون هناك خطر من وقوع إصابات أميركية. وسيتعيّن على الولايات المتحدة الضغط على الحكومة العراقية لمنع انضمام الميليشيات الشيعية إلى القتال، كما نجحت في ذلك منذ منتصف 2024. وستحتاج القوات الأميركية إلى الاستعداد لتوجيه ضربات لتلك الميليشيات في حال هاجمتها، كما فعلت عدة مرات في العام الماضي.

وسيتعيّن على الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين أيضًا الضغط على الحوثيين لعدم استئناف الهجمات في البحر الأحمر. ويجب أن يكونوا مستعدين لاستئناف الضربات إذا استأنف الحوثيون هجماتهم. كما يجب على واشنطن أن تستعد لهجمات غير متكافئة داخل المنطقة وحتى داخل أراضيها.​

هل يمكن أن تقرر إيران أو شركاؤها مهاجمة دول عربية، كما فعلوا في السابق؟​

من المرجح أن تُدين دول الخليج الهجوم الإسرائيلي، في محاولة لثني إيران عن استهداف أراضيها أو أصولها. لكن إذا تدخلت الولايات المتحدة، فقد تُقدِم إيران على إطلاق صواريخ باليستية قصيرة المدى نحو مواقع مدنية أو منشآت للطاقة في دول الخليج، من أجل فرض ثمن لما تعتبره تواطؤًا مع الهجوم الأميركي.

وقد تنظر إيران أيضًا في محاولة إغلاق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط والغاز، من خلال حصار بحري، أو زراعة ألغام بحرية، أو استخدام ألغام لاصقة تُطلقها زوارق سريعة، أو مزيج من هذه الوسائل. وتمتلك كل من السعودية والإمارات قدرات دفاع جوي كبيرة، لكن رغم ذلك، ستظل جميع هذه الدول عرضة للهجمات.​

ما الذي يعنيه هذا الصراع لمستقبل البرنامج النووي الإيراني؟​

تشير أغلب التقديرات إلى أن إسرائيل، بمفردها، يمكن أن تؤخّر البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر. بينما تشير تقارير علنية إلى أن الضربات الأميركية قد تؤخر البرنامج لمدة تصل إلى عام. لكن هذه الجداول الزمنية تفترض أن إيران ستبدأ بإعادة البناء فورًا، ولا تأخذ في الحسبان التأخيرات الإضافية التي قد تنجم عن عوامل اقتصادية أو سياسية. كما أن هذه التقديرات لا تأخذ بعين الاعتبار تأثير الردع أو احتمال تكرار الضربات.

ومع ذلك، من المرجّح أن تسعى إيران الآن، بشكل يائس، إلى الوصول السريع إلى القدرة النووية الكاملة. وسيتعين على ترامب، بالمقابل، اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان سيتدخل عسكريًا لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. مثل هذا القرار سيُحدث انقسامًا بين مستشاريه وقاعدته السياسية، نظرًا لتمسكه الطويل المدى بعدم التورط في حروب جديدة في الشرق الأوسط.​
 
سلام عليكم
أحسنت الاختيار، و الترجمة رائعة!
يبدو أنك بذلت جهدًا كبيرًا في نقل الفكرة بدقة ووضوح.
عن نفسي، أجد أن الوضع في المنطقة حساس للغاية، وتصعيد الصراع بين إيران وإسرائيل يمكن أن يكون له تداعيات خطيرة على الأمن القومي في معظم الدول العربية، خاصة دول الخليج التي تنعم بفترة شبه مستقرة بعيدة عن الحروب على عكس دول الشام و العراق. يجب على جميع الأطراف أن تتحلى بالحكمة والروية في التعامل مع هذا الوضع، وأن تسعى إلى حلول دبلوماسية لتجنب المزيد من التصعيد.

أعتقد أن المقال يقدم رؤية قيمة حول تعقيدات الصراع، وآراء الخبراء حول التداعيات المحتملة.

شكرًا لك على جهودك في نقل هذه الرؤية.
دمت بكل الود 🌹
 
  • Like
التفاعلات: Admin

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى