بسم الله الرحمن الرحيم
تعالوا لنرى كيف أظهر لنا الله عاطفة المرأة في القرآن, كيف أنّه لم ينكرها ولم ينتقص منها, هو خلق هذه العاطفة فيها, هذا ما ميّزها به عن الرجل وقسوته وشدّته.
في سورة القصص يتحدث الله عن أم موسى بعد أن رمت أبنها في البحر خوفاً من بطش فرعون الذي كان يقتل كل الذكور.
"وأصبح فؤادُ أمّ موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين"
ترمي أم موسى ابنها في البحر, في قلب التابوت, أوحى إليها الله بذلك, استمعت لما أمرها الله, رمت ابنها, لكن بعد أن نظرت إلى التابوت وهو يدخل تحت الموج تارةً وتارةً اخرى يظهر, ظنّت أنها ألقت بابنها للموت بيدها, ظنّت أن الموت الذي ظنّت أنها ستنقذ موسى منه, سيلقاه موسى الآن في البحر بسببها.
أصبح قلبها فارغاً من أي شيء آخر إلا موسى, فرغ قلبها من وعد الله لها بأنه سيرعاه, وتلبّسها القلق والخوف على ابنها وكادت أن تصرخ للناس لتنقذ ابنها من البحر فيتم كشف أمره ربما ويقتله فرعون, لكن الله تدخّل "لولا أن ربطنا على قلبها", يربط الله على قلب أم موسى, على مصدر المشاعر في الإنسان, ويُنزل عليها السكينة والطمأنينة فتمتنع عن كشف ما يحصل.
هل أخطأت أم موسى فيما شعرت به؟ لا, هذه مشاعر أمٍ ترى ابنها يغرق بعد أن رمته إلى البحر بيديها.
هل كانت تتقصّد أن تصرخ للناس لينقذوا ابنها فيعلم فرعون به فيأخذه ويقتله؟ طبعاً لا, هي فقط أرادت انقاذه وكادت أن ترضخ لقرار عاطفي ظاهره الرحمة لولدها لكن باطنه قد يؤدي لموت موسى.
لم يلمها الله على ما شعرت به, بل تدخّل وثبّتها وربط على قلبها.
المصدر : حساب نور مشلح على الفيس بوك
والسلام ختام
المصدر : حساب نور مشلح على الفيس بوك
والسلام ختام