《 الأديب الذي وجد في مرضه لذة نفسية !》
يقول جبران خليل جبران في رسالة بعثها إلى مي زيادة : لقد وجدت في المرض لذة نفسية تختلف بتأثيرها عن كل لذة أخرى, بل وجدت نوعاً من الطمأنينة يكاد يحبب إلي الاعتلال, إن المريض لفي مأمن من منازع وأغراض الناس، والوعود والمواعيد والمخالطة والمنازعة، والكلام الكثير، ورنين جرس التلفون.
وقد اكتشفت شيئاً آخر أهم, بما لا يقاس من اللذة والطمأنينة, وهو هذا: إني في اعتلالي أدنى إلى الكليات المجردة مني إليها في صحتي. فإذا ما أسندت رأسي إلى هذه المساند وأغمضت عيني عن هذا المحيط، وجدتني سابحاً كالطير فوق أودية وغابات هادئة متشحة بنقاب لطيف, ووجدتني قريباً ممّن أحبّهم، أناجيهم وأحدثهم، ولكن بدون غضب, وأشعر شعورهم وأفتكر أفكارهم. يلومونني ولا يسخطون عليّ, بل يلقون أصابعهم على جبهتي بين الآونة والأخرى ويباركونني .
جميل جبر : كتاب مي في حياتها المضطربة
يقول جبران خليل جبران في رسالة بعثها إلى مي زيادة : لقد وجدت في المرض لذة نفسية تختلف بتأثيرها عن كل لذة أخرى, بل وجدت نوعاً من الطمأنينة يكاد يحبب إلي الاعتلال, إن المريض لفي مأمن من منازع وأغراض الناس، والوعود والمواعيد والمخالطة والمنازعة، والكلام الكثير، ورنين جرس التلفون.
وقد اكتشفت شيئاً آخر أهم, بما لا يقاس من اللذة والطمأنينة, وهو هذا: إني في اعتلالي أدنى إلى الكليات المجردة مني إليها في صحتي. فإذا ما أسندت رأسي إلى هذه المساند وأغمضت عيني عن هذا المحيط، وجدتني سابحاً كالطير فوق أودية وغابات هادئة متشحة بنقاب لطيف, ووجدتني قريباً ممّن أحبّهم، أناجيهم وأحدثهم، ولكن بدون غضب, وأشعر شعورهم وأفتكر أفكارهم. يلومونني ولا يسخطون عليّ, بل يلقون أصابعهم على جبهتي بين الآونة والأخرى ويباركونني .
جميل جبر : كتاب مي في حياتها المضطربة