[color=##006600]بسم الله الرحمن الرحيم[/color]
كانت تدفعني بكلتا يديها الناعمتين ... وكنت أطير فرحا ,,, وأعود لها فتسحبني للوراء وتدفعني مرة أخرى ,,,
كنت أصرخ من شدة الفرح ممزوجا بشيء من الخوف ,,, وأقول لها :
أحبك أمي ... وأحب الأرجوحة ,,,, ولكن لا تدفعيني بقوة ...أخاف أن أقع من الأرجوحة ...
فتبتسم قائلة :
لا تخف يا صغيري ... ربي و قلبي معك ,,,
كنت صغيرا ... ولم أدرك أن بين ذهاب وإياب أرجوحة أمي ’’’ وبين خفقات قلبي وأنا أطير فرحا ’’’
ورعشات قلبها وهي تدفعني لأعود لها سالما ,,,قصة عمر طويلة ,,,
بدأت تلك القصة مع مرضي المفاجئ... حيث قرر الطبيب أن يجري لي عملا جراحيا سريعا
وفي ذلك اليوم
كانت تدفع سرير المشفى بكلتا يديها الناعمتين ... وتهمس في أذني
لا تخف يا صغيري ,,, هذا السرير مثل الأرجوحة تماما ,,, سأدفعك لتعود لي سالما ,,,
أقرأ سورة ياسين والكرسي ,,, ولا تخف ... ربي و قلبي معك ,,,
ومن ثم بدأت تقرأ أية الكرسي حتى
وصلت غرفة العمليات فظل صوتها يطن في أذني كمزمار من مزامير داود لا أسمع غيره
غير أبه بالأصوات التي كانت تحوم في الغرفة ,,,
حتى غفوت مرغما لأصحو على دفء لمسات أصابعها وهي تسحب السرير للوراء .. وتقول لي :
الحمد لله ... عدت لي سالما ,,, ألم أقل لك أن ذلك السرير مثل الأرجوحة ,,,
ألم ترى لقد عدت لي سالما ’’’
أعدك عندما تخرج من المشفى ... وسوف أصحبك إلى الحديقة لتركب الأرجوحة من جديد ومن ثم قبلتني و قالت :
كان ربي وقلبي معك ’’’
فضحكت ’’’ فرحا ’’’’
وبعد خمسين عاما ... وبعد أن ركبت أرجوحة الحياة ودفعتني رياحها بقسوة يديها يمنة ويسرة ...
وبعد أن سحبتني مشاكلها ومصائبها للوراء ورمتني لأقع على نار حجارها وهمومها,,,
تكرر المشهد ,,,
مع تبادل للأدوار ...
كنت أدفع سرير أمي في المشفى بكلتا يديا الخشنتين ... وأهمس في أذنها الهرمة :
لا تخافِ أمي ,,,, هذا السرير مثل الأرجوحة تماما هل تذكرينها ؟؟؟؟ ...
أقرئي سورة ياسين والكرسي ,,, ولا تخافِ ,,, ربي وقلبي معك ,,,
لتبتسم قائلة :
انتهى دوري مع تلك الأرجوحة يا بني ,,, واستلمت أنت مكاني ,,, واستلم أولادك مكانك ,,,
أنتبه أليهم كثيرا عندما تدفعهم ... واجعل قلبك معهم ,,, حماكم الله جميعا
ربي وقلبي معكم ,,,
كنت صغيرا ...رغم أنني في الستين من العمر ولم أدرك ما معنى كلماتها ,,, في تلك اللحظات ’’’
حتى صدمتني الفاجعة والحقيقة ...
عندما عاد لي السرير خاويا من جسد أمي ’’’ وانقطع حبل الأرجوحة ,,, ووقعت صاعدة روحها النقية إلى بارئها
كما انقطعت شرايين قلبي ,,, ووقع قلبي من صدري
فعلمت أنني قريبا سأركب أرجوحة أمي ليدفعني أولادي ,,,
وينقطع حبل أرجوحتي أيضا ’’’’’
#شبكة_انكور_التطويرية
كانت تدفعني بكلتا يديها الناعمتين ... وكنت أطير فرحا ,,, وأعود لها فتسحبني للوراء وتدفعني مرة أخرى ,,,
كنت أصرخ من شدة الفرح ممزوجا بشيء من الخوف ,,, وأقول لها :
أحبك أمي ... وأحب الأرجوحة ,,,, ولكن لا تدفعيني بقوة ...أخاف أن أقع من الأرجوحة ...
فتبتسم قائلة :
لا تخف يا صغيري ... ربي و قلبي معك ,,,
كنت صغيرا ... ولم أدرك أن بين ذهاب وإياب أرجوحة أمي ’’’ وبين خفقات قلبي وأنا أطير فرحا ’’’
ورعشات قلبها وهي تدفعني لأعود لها سالما ,,,قصة عمر طويلة ,,,
بدأت تلك القصة مع مرضي المفاجئ... حيث قرر الطبيب أن يجري لي عملا جراحيا سريعا
وفي ذلك اليوم
كانت تدفع سرير المشفى بكلتا يديها الناعمتين ... وتهمس في أذني
لا تخف يا صغيري ,,, هذا السرير مثل الأرجوحة تماما ,,, سأدفعك لتعود لي سالما ,,,
أقرأ سورة ياسين والكرسي ,,, ولا تخف ... ربي و قلبي معك ,,,
ومن ثم بدأت تقرأ أية الكرسي حتى
وصلت غرفة العمليات فظل صوتها يطن في أذني كمزمار من مزامير داود لا أسمع غيره
غير أبه بالأصوات التي كانت تحوم في الغرفة ,,,
حتى غفوت مرغما لأصحو على دفء لمسات أصابعها وهي تسحب السرير للوراء .. وتقول لي :
الحمد لله ... عدت لي سالما ,,, ألم أقل لك أن ذلك السرير مثل الأرجوحة ,,,
ألم ترى لقد عدت لي سالما ’’’
أعدك عندما تخرج من المشفى ... وسوف أصحبك إلى الحديقة لتركب الأرجوحة من جديد ومن ثم قبلتني و قالت :
كان ربي وقلبي معك ’’’
فضحكت ’’’ فرحا ’’’’
وبعد خمسين عاما ... وبعد أن ركبت أرجوحة الحياة ودفعتني رياحها بقسوة يديها يمنة ويسرة ...
وبعد أن سحبتني مشاكلها ومصائبها للوراء ورمتني لأقع على نار حجارها وهمومها,,,
تكرر المشهد ,,,
مع تبادل للأدوار ...
كنت أدفع سرير أمي في المشفى بكلتا يديا الخشنتين ... وأهمس في أذنها الهرمة :
لا تخافِ أمي ,,,, هذا السرير مثل الأرجوحة تماما هل تذكرينها ؟؟؟؟ ...
أقرئي سورة ياسين والكرسي ,,, ولا تخافِ ,,, ربي وقلبي معك ,,,
لتبتسم قائلة :
انتهى دوري مع تلك الأرجوحة يا بني ,,, واستلمت أنت مكاني ,,, واستلم أولادك مكانك ,,,
أنتبه أليهم كثيرا عندما تدفعهم ... واجعل قلبك معهم ,,, حماكم الله جميعا
ربي وقلبي معكم ,,,
كنت صغيرا ...رغم أنني في الستين من العمر ولم أدرك ما معنى كلماتها ,,, في تلك اللحظات ’’’
حتى صدمتني الفاجعة والحقيقة ...
عندما عاد لي السرير خاويا من جسد أمي ’’’ وانقطع حبل الأرجوحة ,,, ووقعت صاعدة روحها النقية إلى بارئها
كما انقطعت شرايين قلبي ,,, ووقع قلبي من صدري
فعلمت أنني قريبا سأركب أرجوحة أمي ليدفعني أولادي ,,,
وينقطع حبل أرجوحتي أيضا ’’’’’
#شبكة_انكور_التطويرية