بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله
http://www.ahram.org.eg/Media/News/2014/10/16/2014-635490854563556624-355.jpg
الفرق بين جامعة الأمس وجامعة اليوم كالفرق بين السماء والأرض .. فرق شاسع بين طلبة الأمس الذين كانت الجامعة أسمى أمانيهم، وكان الواحد منهم يُعد نفسه منذ يومه الأول ليكون وزيراً أو محامياً ذائع الصيت، أو عضوا بمجلس النواب أو طبيبا يشار إليه بالبنان فكانوا فى سبيل ذلك يتلهفون لتلقى العلم ويكرسون أوقاتهم للعمل والتحصيل ويرتدون أفضل ملابسهم ويتهندمون للذهاب للجامعة .. وطلبة اليوم الذين يبدون وهم فى طريقهم للجامعة وكأنهم فى طريقهم لتمضية بعض الوقت والتسلية، ومنهم من يذهب لمعاكسة الفتيات واختزل بعضهم الجامعة فى أنها «شهادة تُعلق على الحائط أو أحد مسوغات العثور على عروس مناسبة» وما زاد الطين بله ما تشهده جامعاتنا هذه الأيام من فوضى وبلطجة وتكسير وتدمير وشماريخ وألعاب نارية، بل حتى دخول المطاوى والمولوتوف بدعوى حرية الرأى وحق الطالب فى إبداء رأيه والمشاركة فى الحياة السياسية.. وهكذا تحول حرم الجامعة الذى كان يوماً ما مقدساً الى مكان مُستباح لكل من هب ودب ليصرخ ويتطاول ويدمر تحت شعار « حرية الطلبة فى التعبير» .
أما الجامعة زمان فكانت فى شأن آخر كما يؤكد الملف الذى أفردته مجلة «الإثنين والدنيا» وهى إحدى المجلات الخفيفة التى كانت تصدر فى مصر فى مطلع القرن العشرين فى عددها الصادر بتاريخ 12 مارس 1945 عن جامعة فؤاد الأول والذى تحدثت فيه عن الجامعة وطلبتها فى هذه السنة، وعقدت مقارنة بين الطلبة زمان والآن – أى منذ أكثر من 69 عاماً - وأهم مقالات هذا العدد كانت لعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين بعنوان «جامعة فؤاد بن إسماعيل»قال فيها «أن أخص ما امتازت به جامعة فؤاد الأول منذ إنشائها أنها كانت تطمح الى شيئين أساسيين أولهما إذاعة المعرفة العالية الحرة والتى تمكن أصحابها من أن يشاركوا فى ترقية الحضارة الإنسانية، وثانيهما تحقيق الكرامة المصرية التى تنشأ عن الاستقلال الثقافى لتكون مصر مساوية لغيرها من الأمم الحرة الراقية ، فالجامعة لم تنشأ رغبة فى الزينة أو تكلفاً للبهرج إنما لأن بعض الصفوة من المصريين أحسوا أن ما يُقدم للشباب من تعليم لم يكن يحقق هذين الغرضين لأنه كان خاضعاً لسلطان الاحتلال، فأرادت هذه الصفوة وكان على رأسها فؤاد بن إسماعيل - الذى لم يكن ملكاً فى ذلك الوقت - أن تقدم للأمة هذه الجامعة».. ثم تحدث طه حسين عن البرنامج الذى تم وضعه للجامعة حتى تحولت لقبلة لطلاب العلم ليس من الشرق فقط بل للطلاب من الغرب أيضاً.. فقال « وأقبل اليها شباب أوروبيون يدرسون فيها اللغة العربية وآدابها، ومن المحقق أنها إذا احتفظت ببرنامجها كان الذين يسعون اليها من طلاب الشرق والغرب أكثر عدداً وأعظم إنتفاعاً ثم عادوا الى أوطانهم ينقلون اليها علم مصر وأدبها وفنها ويتحدثون الى قومهم أن فؤاد بن إسماعيل قد رد الى مصر ذلك المجد الثقافى العظيم الذى أنشأه البطالمة فجعلها مشرق النور فى العصر الحديث كما كانت مشرق النور فى العصور القديمة» .
وفى هذا العدد أيضاً اكد الدكتور على ابراهيم مدير الجامعة أنه يريد للجامعة شباباً ناهضاً يسعى ويكد فى سبيل التثقيف والتعليم كما أنه يريد ألا تقام الصعاب أمام الفتاة فنحن نراها تسرع فى خطاها الى الأمام فلنتركها تكافح وتجاهد ولنفسح لها المجال، وقال إنه لا يرى شخصياً مانعاً فى أن تصبح الفتاة القديرة مديرة للجامعة .
بينما قال الدكتور سليمان عزمى باشا عميد كلية الطب إنه يريد أن يرتكز كل شئ فى مجلس إدارة الجامعة حسب اللوائح والقوانين، فمجلس الجامعة ما هو إلا نموذج مصغر للبرلمانات ومجالس الشيوخ والنواب فيجب أن يكون له حرمته وقداسته .
كنت أول فتاة دخلت الجامعة
ومن الذكريات الجميلة عن الجامعة ما تحكيها الدكتورة نعيمة الأيوبى إبنة المؤرخ المشهور إلياس الأيوبى التى حصلت على ليسانس الحقوق عام 1933 فتقول : كنا خمس فتيات ظمئت نفوسنا الى ارتياد مناهل العلم فى الجامعة، غير أننا خشينا إثارة الرجعيين عام 1929 ورأينا أن نلجأ الى الدكتور طه حسين، فما أن وقف على رغبتنا حتى وعد بتحقيقها ونصحنا بالتزام الصمت حتى لا تخوض فيه الصحف فيتعذر عليه المسعى، وبالفعل نجحت المؤامرة وفوجئ الرأى العام بنبأ قبولنا فى الجامعة بعد أن أصبح نهائياً .. كان الجو الجامعى غريباً علينا وكنا غرباء فيه وكان الجميع يرقبون حركاتنا وسكناتنا، وأينما اتجهنا أحاطت بنا الأنظار وكأننا مخلوقات عجيبة تظهر على الأرض لأول مرة، وكنا نتحاشى أن نتحدث الى الطلبة أو نقترب من الأماكن التى يكثر وجودهم فيها، حتى إن المرة الاولى التى سمع فيها الطلبة صوتى كانت حينما إعتدت السلطات على إستقلال الجامعة فثرت مع الثائرين ووقفت أخطب فى نحو 1800 طالب وبدت الدهشة على وجوه الطلاب وراحوا يتضاحكون ويقولون وهم يسمعون صوتى لأول مرة «نطق أبو الهول» وقد توليت قيادة الطلبة وإستمر الإضراب عن تلقى الدروس ثلاثة أسابيع وكم كانت غبطتى حينما دعانى العميد وطلب منى أن أعمل على إعادة الطلبة الى الجامعة كما عملت على إخراجهم بعد أن زالت أسباب الإضراب .. وقد جاشت فى صدورنا أثناء الدراسة أمنية التبريز فى ضروب الرياضة، ولكننا لم نجسر على الإفصاح عن هذه الأمنية .. وفى النهاية أقول إن اختلاط الطلبة بالطالبات لا ينجم عنه ضرر بل على العكس يكسب الفتاة حصانة ومناعة فيجب أن تشعر الفتاة أنها مسئولة عن نفسها وأن لها من أخلاقها خير حصن .
بين جيلين فى الجامعة
أما الدكتور محجوب ثابت الذى كان من خطباء ثورة 1919 وعضواً بمجلس النواب المصري وكبيراً لأساتذة الطب الشرعي في الجامعة فكتب مقالة غريبة يفند فيها الفرق بين جيلين .. جيله هو وجيل من بعده، فكان وهو يتحدث عن جيل الشباب كأنه يصف حال شبابنا اليوم فيقول : عاصرت جيلين من شباب، الجامعة ... جيل الجامعة المصرية القديمة وجيلها الحديث وشتان بين الجيلين ، الجيل الأول هو جيل التريث والتطلع لكل مثل أعلى ينبغى أن يحيا من أجله الشباب احتضنه سعد زغلول وخصه برعايته وإعجابه .. جيل كانت قسوة الحياة السياسية تفرض عليه عصيان كل مشورة ولكنه خضع للشورى .. جيل بادر الى علاج نفسه بالطاعة والنظام والأخلاص فكان يقبل على العلم لإقبال النهم الجوعان .. أما جيل اليوم - والحديث عن طلبة عام 1945 وما حولها من سنوات - فحسبى الله ونعم الوكيل فيه «أنظر اليهم تجد فيهم الغرور الى حد الانتفاخ» جيل يبرز مع كل ناعق يتناول المسائل دون بحث مدعياً العلم بكل شئ ولا يحترم أستاذا،ً لإن العلم عنده شئ ثانوى لذلك فقد الأساتذة إحترامهم وإنفصمت العروة الوثقى بين التلميذ وأستاذه، لذلك حيوا معى جيل الأمس وأعذروا جيل اليوم فإن سياسة التعليم ناقصة فهى تترك خريجيها بين السماء والطارق، فهم لم يرضعوا من الحياة الجامعية فمدينتهم الجامعية مازالت حبراً على ورق ولو كانوا أنشأوها لوجد فيها الطلاب عشهم يركنون اليه فلا يتيهون فى حياة الشارع والقهاوى .
وهكذا كانت المدينة الجامعية فى نظر الدكتور محجوب ملاذ وأمنا للطلاب يعينهم على العمل والاجتهاد، أما الآن فقد تحولت الى وكر لبلطجية الطلاب أصحاب الأفكار الهدامة يعدون فيها أسلحتهم وخططهم لتدمير جامعاتهم .. فشتان الفارق بين زمان والآن .
حكاية جامعة فؤاد من البداية
ومن المعروف أن جامعة القاهرة (الجامعة المصرية أو جامعة فؤاد الأول سابقاً) هي ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين، وقد تأسست كلياتها المختلفة في عهد محمد علي، كالمهندسخانة ( 1820) والمدرسة الطبية عام 1827، ثم ما لبثا أن أغلقا في عهد الخديو محمد سعيد ( 1850). وبعد حملة مطالبة شعبية واسعة لإنشاء جامعة حديثة بقيادة مصطفى كامل تأسست الجامعة في 21 ديسمبر 1908 تحت اسم الجامعة المصرية، وأقيم حفل مهيب لافتتاحها بقاعة مجلس شورى القوانين حضره الخديو عباس حلمي الثاني وبعض رجالات الدولة وأعيانها. وكان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفي السيد ، على الرغم من معارضة سلطة الاحتلال الإنجليزي بقيادة لورد كرومر ثم عرفت فيما بعد باسم جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952. وفي مساء يوم الافتتاح عام 1908 بدأت الدراسة على هيئة محاضرات تلقى في قاعات متفرقة كان يعلن عنها في الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادى المدارس العليا، ودار الجريدة حتى اتخذت الجامعة لها مكانا في سراى الخواجة نستور جناكليس الذي تشغله الجامعة الأمريكية بالقاهرة حالياً.
ونتيجة للمصاعب المالية التي تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى انتقل مبناها إلى سراي محمد صدقي بميدان الأزهار ، وقد كافحت الجامعة الوليدة لتقف على قدميها، ولكي تتمكن من إعداد نواة لهيئة التدريس بها .ونتيجة لما حققته الجامعة الأهلية فقد فكرت الحكومة في عام 1917 في إنشاء جامعة حكومية فتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج في الجامعة الجديدة على أن تكون كلية الآداب نواة لهذه الجامعة. وفي 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية .وفي عام 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقار دائمة لها في موقعها الحالي .وفي 23 من مايو عام 1940 صدر القانون رقم 27 بتغيير اسم الجامعة المصرية إلى جامعة فؤاد الأول.
الأميرة فاطمة إسماعيل تنقذ مشروع الجامعة
أعلنت الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل عن رغبتها فى المساهمة فى مشروع الجامعة حينما علمت من طبيبها الخاص الدكتور محمد علوى بالمشكلات التى تتعرض لها، ومنها أن الدار التى كانت تقيم فيها الجامعة ليست ملكا لها، وكانت تنفق فى كل عام لإيجارها ما يقرب من 400 جنية فى العام الواحد، وكانت الجامعة فى حاجة إليها . فأعلنت أنها على استعداد لبذل ما لديها لأجل ذلك. فأوقفت ستة أفدنة خصتها لبناء دار جديدة للجامعة، هذا بخلاف 661 فدانا من أجود الأراضى الزراعية بمديرية الدقهلية، وأوقفت أرضاً للجامعة قدر إيرادها بمبلغ 4000 جنيه سنويا. كما أعلنت أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتى قدرت آنذاك بـ ـ26 ألف جنيه، وذلك بعرض بعض جواهرها وحليها للبيع.
الاحتفال بوضع حجر الأساس لمشروع الجامعة
وقد أقامت الجامعة احتفالا بوضع حجر الأساس يوم الاثنين 31 مارس 1914م فى الأرض التى وهبتها الأميرة فاطمة وتصدر الاحتفال الخديو عباس حلمى الثانى، ووضع الحجر الأساس بيده ، بحضور الأمراء والنظار، وفضيلة قاضى مصر وكتب على حجر الأساس «الجامعة المصرية، الأميرة فاطمة بنت إسماعيل، سنة 1332 هجرية»، وأودع الحجر بطن الأرض، ومعه أصناف العملة المصرية المتداولة، ومجموعة من الجرائد التى صدرت فى يوم الاحتفال، ونسخة من محضر وضع الحجر الأساس، الذى توج بتوقيع الخديو، والأميرة فاطمة، وتلاهما فى التوقيع الأمير «أحمد فؤاد باشا» رئيس شرف الجامعة .
ما بين زمان والآن .. يا قلبى لا تحزن .
وحكايات الجامعة المصرية لا تنتهى فهى كثيرة وجميلة وعريقة وتقص الكثير عن زمن جميل ولى وفات، ومن ضمن الحكايات التى توثقها الصور أن الطلبة الشباب كانوا يذهبون الى الجامعة بالبذلة الرسمية وربطة العنق أو البابيون وقميص أبيض نظيف وبالطبع الطربوش لزوم الأناقة، وكانوا يمضون أوقاتهم فى المحاضرات فإذا فرغوا من تحصيل العلم وقفوا يتسامرون بمنتهى الأدب على مدرجات الجامعة فإذا مرت أمامهم الفتيات اعتدلوا فى وقفتهم وأصلحوا ملابسهم واصطنعوا الاتزان والجد حتى لا تنتقدهم الفتيات .. وقد ترى بعضهم فى مقصف الجامعة المقام فى الهواء الطلق يتناولون الشاى والقهوة فى تلذذ واستمتاع ...أما الفتيات فلم تنسيهن الجامعة اهتمامات المرأة الفطرية فترى بعضهن يقمن بأعمال التريكو أثناء الفراغ أو بين المحاضرات دون أن يتحرش بهن أحد أو يلقى على مسامعهن كلمة مبتذلة .. أما عن ملابسهن فكانت أنيقة ومحتشمة، أما الرياضة فى الجامعة زمان فالحديث عنها يطول فقد كانت تضم ألعابا كثيرة مثل التنس والهوكى وكرة السلة والشيش والكريكيت والجمباز والتجديف شارك فيها الشباب والشابات بمنتهى الاحترام، وحصلت فيها الجامعات على مكاسب فى مباريات دولية مع الجامعات العالمية .. أما الجامعات وطلبتها الآن فحدث ولا حرج .. فلا تقاليد فى ملابس الطلبة والطالبات فكله مباح فقد ذهبت الأناقة والبساطة الى غير رجعة وانتشرت المعاملات والألفاظ الجارحة والخادشة للحياء دون أى مراعاه لوجود الفتيات وانحدر الذوق العام لنقف على حافة الهاوية بدخول التطرف والإرهاب والبلطجة الى داخل الجامعات، مما يستلزم وقفة حاسمة فالجامعة كانت ولابد أن تظل حرماً مقدساً .. وبين زمان والآن .. يا قلبى لا تحزن
الجامعة زمان فى أرقام
> عدد طلبة الجامعة يوم إفتتاحها عام 1925 كان 687 طالب ووصل عددهم عام 1945 الى 7968 طالبا .
> كان عدد الآنسات فى عام 1929 وهى أول سنة قبلت الجامعة فيها فتيات خمس طالبات و أصبح عام 1945 443 طالبة .
> مرتبات أساتذة وموظفى الجامعة فى ميزانية الدولة فى أول سنة أنشئت فيها الجامعة كانت 27 الف و450 مليما بلغت عام 1945 605 الف جنية .
> تحتوى قاعة الإحتفالات الكبرى على 4600 مقعد وهى تُعد من أفخم قاعات الجامعات فى أوروبا من حيث الاتساع والفخامة .
> ساعة الجامعة الدقاقة كلفت الدولة نحو 38 الف جنية وكان لطفى السيد باشا هو الذى أشار ببنائها ولكنه ندم على ذلك حينما أصبح مديراً للجامعة لأن صوتها كان يثير أعصابه .
> عدد مجلدات مكتبة الجامعة كان 170 آلاف عام 1925 أصبح عام 1945 310 آلاف .
> عدد المدرسين والأساتذة والمعيدين كان 200 عام 1925 ووصل الى 950 عام 1945 .
> الدكتور طه حسين أول مصرى يعين أستاذاً ذا كرسى فى الجامعة المصرية .
> عدد فراشى وسعاة الجامعة 539 شخص عام 1945 بينهم 6 يستعملون الموتوسيكل و70 يستعملون الدراجات والباقى يستعملون أقدامهم .
> ملاعب الجامعة تشغل 50 فداناً وكلفت الدولة 90 الف جنية وبها 19 ملعب وأكبر مدرج يتسع ل35 الف شخص وتمارس فيها 21 لعبة رياضية .
> زار الجامعة خمسة ملوك .. الملك فؤاد - الملك فاروق - الملك الايطالى فيكتور عمانوئيل – الملك البيرت ملك بلجيكا – شاهبور امبراطور ايران .
> خمسة من الأساتذة تولوا مناصب وزارية حتى عام 1945 هم على باشا ابراهيم وزير الصحة – نجيب الهلالى باشا وزير المعارف – عبد الواحد الوكيل بك وزير الصحة – عبد الرزاق السنهورى بك وزير المعارف – مصطفى عبد الرازق باشا وزير الأوقاف
#شبكة_انكور_التطويرية
بسم الله
http://www.ahram.org.eg/Media/News/2014/10/16/2014-635490854563556624-355.jpg
الفرق بين جامعة الأمس وجامعة اليوم كالفرق بين السماء والأرض .. فرق شاسع بين طلبة الأمس الذين كانت الجامعة أسمى أمانيهم، وكان الواحد منهم يُعد نفسه منذ يومه الأول ليكون وزيراً أو محامياً ذائع الصيت، أو عضوا بمجلس النواب أو طبيبا يشار إليه بالبنان فكانوا فى سبيل ذلك يتلهفون لتلقى العلم ويكرسون أوقاتهم للعمل والتحصيل ويرتدون أفضل ملابسهم ويتهندمون للذهاب للجامعة .. وطلبة اليوم الذين يبدون وهم فى طريقهم للجامعة وكأنهم فى طريقهم لتمضية بعض الوقت والتسلية، ومنهم من يذهب لمعاكسة الفتيات واختزل بعضهم الجامعة فى أنها «شهادة تُعلق على الحائط أو أحد مسوغات العثور على عروس مناسبة» وما زاد الطين بله ما تشهده جامعاتنا هذه الأيام من فوضى وبلطجة وتكسير وتدمير وشماريخ وألعاب نارية، بل حتى دخول المطاوى والمولوتوف بدعوى حرية الرأى وحق الطالب فى إبداء رأيه والمشاركة فى الحياة السياسية.. وهكذا تحول حرم الجامعة الذى كان يوماً ما مقدساً الى مكان مُستباح لكل من هب ودب ليصرخ ويتطاول ويدمر تحت شعار « حرية الطلبة فى التعبير» .
أما الجامعة زمان فكانت فى شأن آخر كما يؤكد الملف الذى أفردته مجلة «الإثنين والدنيا» وهى إحدى المجلات الخفيفة التى كانت تصدر فى مصر فى مطلع القرن العشرين فى عددها الصادر بتاريخ 12 مارس 1945 عن جامعة فؤاد الأول والذى تحدثت فيه عن الجامعة وطلبتها فى هذه السنة، وعقدت مقارنة بين الطلبة زمان والآن – أى منذ أكثر من 69 عاماً - وأهم مقالات هذا العدد كانت لعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين بعنوان «جامعة فؤاد بن إسماعيل»قال فيها «أن أخص ما امتازت به جامعة فؤاد الأول منذ إنشائها أنها كانت تطمح الى شيئين أساسيين أولهما إذاعة المعرفة العالية الحرة والتى تمكن أصحابها من أن يشاركوا فى ترقية الحضارة الإنسانية، وثانيهما تحقيق الكرامة المصرية التى تنشأ عن الاستقلال الثقافى لتكون مصر مساوية لغيرها من الأمم الحرة الراقية ، فالجامعة لم تنشأ رغبة فى الزينة أو تكلفاً للبهرج إنما لأن بعض الصفوة من المصريين أحسوا أن ما يُقدم للشباب من تعليم لم يكن يحقق هذين الغرضين لأنه كان خاضعاً لسلطان الاحتلال، فأرادت هذه الصفوة وكان على رأسها فؤاد بن إسماعيل - الذى لم يكن ملكاً فى ذلك الوقت - أن تقدم للأمة هذه الجامعة».. ثم تحدث طه حسين عن البرنامج الذى تم وضعه للجامعة حتى تحولت لقبلة لطلاب العلم ليس من الشرق فقط بل للطلاب من الغرب أيضاً.. فقال « وأقبل اليها شباب أوروبيون يدرسون فيها اللغة العربية وآدابها، ومن المحقق أنها إذا احتفظت ببرنامجها كان الذين يسعون اليها من طلاب الشرق والغرب أكثر عدداً وأعظم إنتفاعاً ثم عادوا الى أوطانهم ينقلون اليها علم مصر وأدبها وفنها ويتحدثون الى قومهم أن فؤاد بن إسماعيل قد رد الى مصر ذلك المجد الثقافى العظيم الذى أنشأه البطالمة فجعلها مشرق النور فى العصر الحديث كما كانت مشرق النور فى العصور القديمة» .
وفى هذا العدد أيضاً اكد الدكتور على ابراهيم مدير الجامعة أنه يريد للجامعة شباباً ناهضاً يسعى ويكد فى سبيل التثقيف والتعليم كما أنه يريد ألا تقام الصعاب أمام الفتاة فنحن نراها تسرع فى خطاها الى الأمام فلنتركها تكافح وتجاهد ولنفسح لها المجال، وقال إنه لا يرى شخصياً مانعاً فى أن تصبح الفتاة القديرة مديرة للجامعة .
بينما قال الدكتور سليمان عزمى باشا عميد كلية الطب إنه يريد أن يرتكز كل شئ فى مجلس إدارة الجامعة حسب اللوائح والقوانين، فمجلس الجامعة ما هو إلا نموذج مصغر للبرلمانات ومجالس الشيوخ والنواب فيجب أن يكون له حرمته وقداسته .
كنت أول فتاة دخلت الجامعة
ومن الذكريات الجميلة عن الجامعة ما تحكيها الدكتورة نعيمة الأيوبى إبنة المؤرخ المشهور إلياس الأيوبى التى حصلت على ليسانس الحقوق عام 1933 فتقول : كنا خمس فتيات ظمئت نفوسنا الى ارتياد مناهل العلم فى الجامعة، غير أننا خشينا إثارة الرجعيين عام 1929 ورأينا أن نلجأ الى الدكتور طه حسين، فما أن وقف على رغبتنا حتى وعد بتحقيقها ونصحنا بالتزام الصمت حتى لا تخوض فيه الصحف فيتعذر عليه المسعى، وبالفعل نجحت المؤامرة وفوجئ الرأى العام بنبأ قبولنا فى الجامعة بعد أن أصبح نهائياً .. كان الجو الجامعى غريباً علينا وكنا غرباء فيه وكان الجميع يرقبون حركاتنا وسكناتنا، وأينما اتجهنا أحاطت بنا الأنظار وكأننا مخلوقات عجيبة تظهر على الأرض لأول مرة، وكنا نتحاشى أن نتحدث الى الطلبة أو نقترب من الأماكن التى يكثر وجودهم فيها، حتى إن المرة الاولى التى سمع فيها الطلبة صوتى كانت حينما إعتدت السلطات على إستقلال الجامعة فثرت مع الثائرين ووقفت أخطب فى نحو 1800 طالب وبدت الدهشة على وجوه الطلاب وراحوا يتضاحكون ويقولون وهم يسمعون صوتى لأول مرة «نطق أبو الهول» وقد توليت قيادة الطلبة وإستمر الإضراب عن تلقى الدروس ثلاثة أسابيع وكم كانت غبطتى حينما دعانى العميد وطلب منى أن أعمل على إعادة الطلبة الى الجامعة كما عملت على إخراجهم بعد أن زالت أسباب الإضراب .. وقد جاشت فى صدورنا أثناء الدراسة أمنية التبريز فى ضروب الرياضة، ولكننا لم نجسر على الإفصاح عن هذه الأمنية .. وفى النهاية أقول إن اختلاط الطلبة بالطالبات لا ينجم عنه ضرر بل على العكس يكسب الفتاة حصانة ومناعة فيجب أن تشعر الفتاة أنها مسئولة عن نفسها وأن لها من أخلاقها خير حصن .
بين جيلين فى الجامعة
أما الدكتور محجوب ثابت الذى كان من خطباء ثورة 1919 وعضواً بمجلس النواب المصري وكبيراً لأساتذة الطب الشرعي في الجامعة فكتب مقالة غريبة يفند فيها الفرق بين جيلين .. جيله هو وجيل من بعده، فكان وهو يتحدث عن جيل الشباب كأنه يصف حال شبابنا اليوم فيقول : عاصرت جيلين من شباب، الجامعة ... جيل الجامعة المصرية القديمة وجيلها الحديث وشتان بين الجيلين ، الجيل الأول هو جيل التريث والتطلع لكل مثل أعلى ينبغى أن يحيا من أجله الشباب احتضنه سعد زغلول وخصه برعايته وإعجابه .. جيل كانت قسوة الحياة السياسية تفرض عليه عصيان كل مشورة ولكنه خضع للشورى .. جيل بادر الى علاج نفسه بالطاعة والنظام والأخلاص فكان يقبل على العلم لإقبال النهم الجوعان .. أما جيل اليوم - والحديث عن طلبة عام 1945 وما حولها من سنوات - فحسبى الله ونعم الوكيل فيه «أنظر اليهم تجد فيهم الغرور الى حد الانتفاخ» جيل يبرز مع كل ناعق يتناول المسائل دون بحث مدعياً العلم بكل شئ ولا يحترم أستاذا،ً لإن العلم عنده شئ ثانوى لذلك فقد الأساتذة إحترامهم وإنفصمت العروة الوثقى بين التلميذ وأستاذه، لذلك حيوا معى جيل الأمس وأعذروا جيل اليوم فإن سياسة التعليم ناقصة فهى تترك خريجيها بين السماء والطارق، فهم لم يرضعوا من الحياة الجامعية فمدينتهم الجامعية مازالت حبراً على ورق ولو كانوا أنشأوها لوجد فيها الطلاب عشهم يركنون اليه فلا يتيهون فى حياة الشارع والقهاوى .
وهكذا كانت المدينة الجامعية فى نظر الدكتور محجوب ملاذ وأمنا للطلاب يعينهم على العمل والاجتهاد، أما الآن فقد تحولت الى وكر لبلطجية الطلاب أصحاب الأفكار الهدامة يعدون فيها أسلحتهم وخططهم لتدمير جامعاتهم .. فشتان الفارق بين زمان والآن .
حكاية جامعة فؤاد من البداية
ومن المعروف أن جامعة القاهرة (الجامعة المصرية أو جامعة فؤاد الأول سابقاً) هي ثاني أقدم الجامعات المصرية والثالثة عربيا بعد جامعة الأزهر وجامعة القرويين، وقد تأسست كلياتها المختلفة في عهد محمد علي، كالمهندسخانة ( 1820) والمدرسة الطبية عام 1827، ثم ما لبثا أن أغلقا في عهد الخديو محمد سعيد ( 1850). وبعد حملة مطالبة شعبية واسعة لإنشاء جامعة حديثة بقيادة مصطفى كامل تأسست الجامعة في 21 ديسمبر 1908 تحت اسم الجامعة المصرية، وأقيم حفل مهيب لافتتاحها بقاعة مجلس شورى القوانين حضره الخديو عباس حلمي الثاني وبعض رجالات الدولة وأعيانها. وكان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفي السيد ، على الرغم من معارضة سلطة الاحتلال الإنجليزي بقيادة لورد كرومر ثم عرفت فيما بعد باسم جامعة فؤاد الأول ثم جامعة القاهرة بعد ثورة 23 يوليو 1952. وفي مساء يوم الافتتاح عام 1908 بدأت الدراسة على هيئة محاضرات تلقى في قاعات متفرقة كان يعلن عنها في الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادى المدارس العليا، ودار الجريدة حتى اتخذت الجامعة لها مكانا في سراى الخواجة نستور جناكليس الذي تشغله الجامعة الأمريكية بالقاهرة حالياً.
ونتيجة للمصاعب المالية التي تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى انتقل مبناها إلى سراي محمد صدقي بميدان الأزهار ، وقد كافحت الجامعة الوليدة لتقف على قدميها، ولكي تتمكن من إعداد نواة لهيئة التدريس بها .ونتيجة لما حققته الجامعة الأهلية فقد فكرت الحكومة في عام 1917 في إنشاء جامعة حكومية فتم الاتفاق بين الحكومة وإدارة الجامعة الأهلية على الاندماج في الجامعة الجديدة على أن تكون كلية الآداب نواة لهذه الجامعة. وفي 11 مارس 1925 صدر مرسوم بقانون إنشاء الجامعة الحكومية باسم الجامعة المصرية .وفي عام 1928 بدأت الجامعة في إنشاء مقار دائمة لها في موقعها الحالي .وفي 23 من مايو عام 1940 صدر القانون رقم 27 بتغيير اسم الجامعة المصرية إلى جامعة فؤاد الأول.
الأميرة فاطمة إسماعيل تنقذ مشروع الجامعة
أعلنت الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل عن رغبتها فى المساهمة فى مشروع الجامعة حينما علمت من طبيبها الخاص الدكتور محمد علوى بالمشكلات التى تتعرض لها، ومنها أن الدار التى كانت تقيم فيها الجامعة ليست ملكا لها، وكانت تنفق فى كل عام لإيجارها ما يقرب من 400 جنية فى العام الواحد، وكانت الجامعة فى حاجة إليها . فأعلنت أنها على استعداد لبذل ما لديها لأجل ذلك. فأوقفت ستة أفدنة خصتها لبناء دار جديدة للجامعة، هذا بخلاف 661 فدانا من أجود الأراضى الزراعية بمديرية الدقهلية، وأوقفت أرضاً للجامعة قدر إيرادها بمبلغ 4000 جنيه سنويا. كما أعلنت أن سائر تكاليف البناء سوف تتحملها كاملة والتى قدرت آنذاك بـ ـ26 ألف جنيه، وذلك بعرض بعض جواهرها وحليها للبيع.
الاحتفال بوضع حجر الأساس لمشروع الجامعة
وقد أقامت الجامعة احتفالا بوضع حجر الأساس يوم الاثنين 31 مارس 1914م فى الأرض التى وهبتها الأميرة فاطمة وتصدر الاحتفال الخديو عباس حلمى الثانى، ووضع الحجر الأساس بيده ، بحضور الأمراء والنظار، وفضيلة قاضى مصر وكتب على حجر الأساس «الجامعة المصرية، الأميرة فاطمة بنت إسماعيل، سنة 1332 هجرية»، وأودع الحجر بطن الأرض، ومعه أصناف العملة المصرية المتداولة، ومجموعة من الجرائد التى صدرت فى يوم الاحتفال، ونسخة من محضر وضع الحجر الأساس، الذى توج بتوقيع الخديو، والأميرة فاطمة، وتلاهما فى التوقيع الأمير «أحمد فؤاد باشا» رئيس شرف الجامعة .
ما بين زمان والآن .. يا قلبى لا تحزن .
وحكايات الجامعة المصرية لا تنتهى فهى كثيرة وجميلة وعريقة وتقص الكثير عن زمن جميل ولى وفات، ومن ضمن الحكايات التى توثقها الصور أن الطلبة الشباب كانوا يذهبون الى الجامعة بالبذلة الرسمية وربطة العنق أو البابيون وقميص أبيض نظيف وبالطبع الطربوش لزوم الأناقة، وكانوا يمضون أوقاتهم فى المحاضرات فإذا فرغوا من تحصيل العلم وقفوا يتسامرون بمنتهى الأدب على مدرجات الجامعة فإذا مرت أمامهم الفتيات اعتدلوا فى وقفتهم وأصلحوا ملابسهم واصطنعوا الاتزان والجد حتى لا تنتقدهم الفتيات .. وقد ترى بعضهم فى مقصف الجامعة المقام فى الهواء الطلق يتناولون الشاى والقهوة فى تلذذ واستمتاع ...أما الفتيات فلم تنسيهن الجامعة اهتمامات المرأة الفطرية فترى بعضهن يقمن بأعمال التريكو أثناء الفراغ أو بين المحاضرات دون أن يتحرش بهن أحد أو يلقى على مسامعهن كلمة مبتذلة .. أما عن ملابسهن فكانت أنيقة ومحتشمة، أما الرياضة فى الجامعة زمان فالحديث عنها يطول فقد كانت تضم ألعابا كثيرة مثل التنس والهوكى وكرة السلة والشيش والكريكيت والجمباز والتجديف شارك فيها الشباب والشابات بمنتهى الاحترام، وحصلت فيها الجامعات على مكاسب فى مباريات دولية مع الجامعات العالمية .. أما الجامعات وطلبتها الآن فحدث ولا حرج .. فلا تقاليد فى ملابس الطلبة والطالبات فكله مباح فقد ذهبت الأناقة والبساطة الى غير رجعة وانتشرت المعاملات والألفاظ الجارحة والخادشة للحياء دون أى مراعاه لوجود الفتيات وانحدر الذوق العام لنقف على حافة الهاوية بدخول التطرف والإرهاب والبلطجة الى داخل الجامعات، مما يستلزم وقفة حاسمة فالجامعة كانت ولابد أن تظل حرماً مقدساً .. وبين زمان والآن .. يا قلبى لا تحزن
الجامعة زمان فى أرقام
> عدد طلبة الجامعة يوم إفتتاحها عام 1925 كان 687 طالب ووصل عددهم عام 1945 الى 7968 طالبا .
> كان عدد الآنسات فى عام 1929 وهى أول سنة قبلت الجامعة فيها فتيات خمس طالبات و أصبح عام 1945 443 طالبة .
> مرتبات أساتذة وموظفى الجامعة فى ميزانية الدولة فى أول سنة أنشئت فيها الجامعة كانت 27 الف و450 مليما بلغت عام 1945 605 الف جنية .
> تحتوى قاعة الإحتفالات الكبرى على 4600 مقعد وهى تُعد من أفخم قاعات الجامعات فى أوروبا من حيث الاتساع والفخامة .
> ساعة الجامعة الدقاقة كلفت الدولة نحو 38 الف جنية وكان لطفى السيد باشا هو الذى أشار ببنائها ولكنه ندم على ذلك حينما أصبح مديراً للجامعة لأن صوتها كان يثير أعصابه .
> عدد مجلدات مكتبة الجامعة كان 170 آلاف عام 1925 أصبح عام 1945 310 آلاف .
> عدد المدرسين والأساتذة والمعيدين كان 200 عام 1925 ووصل الى 950 عام 1945 .
> الدكتور طه حسين أول مصرى يعين أستاذاً ذا كرسى فى الجامعة المصرية .
> عدد فراشى وسعاة الجامعة 539 شخص عام 1945 بينهم 6 يستعملون الموتوسيكل و70 يستعملون الدراجات والباقى يستعملون أقدامهم .
> ملاعب الجامعة تشغل 50 فداناً وكلفت الدولة 90 الف جنية وبها 19 ملعب وأكبر مدرج يتسع ل35 الف شخص وتمارس فيها 21 لعبة رياضية .
> زار الجامعة خمسة ملوك .. الملك فؤاد - الملك فاروق - الملك الايطالى فيكتور عمانوئيل – الملك البيرت ملك بلجيكا – شاهبور امبراطور ايران .
> خمسة من الأساتذة تولوا مناصب وزارية حتى عام 1945 هم على باشا ابراهيم وزير الصحة – نجيب الهلالى باشا وزير المعارف – عبد الواحد الوكيل بك وزير الصحة – عبد الرزاق السنهورى بك وزير المعارف – مصطفى عبد الرازق باشا وزير الأوقاف
#شبكة_انكور_التطويرية