دأبت المنظومة الفكرية العربية إلى تمثل النهضة الأوروبية والسعي للكشف عن سبب الفجوة الشاسعة التي سببها الحراك النهضوي في المتون المعرفية والفلسفية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، في مقابل الركود والتبعية للأخر التي إنماز بها المشهد العربي (*)، ولما كانت ركيزة كثير من الأفكار تتأسس من إثارة مشروع من الأسئلة التي ينضح بها الواقع العربي بإزاء ما نشهده من واقع متهافت، وبعد مئتي عام - تقريبا - من النهضة العربية الشكلية الكاذبة.. نعيد أسئلة مكرورة ومرة. ما هو الدور الذي اضطلع به الليبراليون العرب منذ زوبعاتهم الإعلامية و(الشعاراتية) الأولى.. إن سلمنا - جدلا - بوجودهم الفاعل في المتن العربي الفكري، وماذا أخذ هؤلاء من الليبرالية الغربية؟ وهل يصح نسخ ولصق تلك الليبرالية في المتن الفكري والمجتمعي العربي دون محاولة تشذيب الأرضية الصالحة له (وفقا للاصطلاح الرقمي المعاصر)؟.
إن إثارة هذه الأسئلة المهمة نابع من مرارة الواقع العربي المتهافت بسبب المنظومة الفكرية والمجتمعية المتهافتة بعد عجزنا عن أن نقرأ (ذاتنا) الحضارية على نحو ناجع وسليم. إن نظرة سريعة لهذا الواقع تمنحنا القدرة لوضع الأصبع على مكمن الصدع، للسعي لرتق الفجوة الكبيرة التي منحناها للأخر. بسبب القراءة غير البريئة لتلك الذات المتعالية في شكلها الخارجي والفارغة من محتواها الحضاري المعاصر. وهذا ما جعل النخبة تسقط ويحجم دورها أمام المد الأصولي المتطرف في كافة أشكاله الدينية والعقيدية الأخرى كالماركسية والوجودية وحتى العلمانية، إذا سلمنا بمفهوم الأصولية العام دون حصره في الإطار الديني فقط.
إن إثارة هذه الأسئلة المهمة نابع من مرارة الواقع العربي المتهافت بسبب المنظومة الفكرية والمجتمعية المتهافتة بعد عجزنا عن أن نقرأ (ذاتنا) الحضارية على نحو ناجع وسليم. إن نظرة سريعة لهذا الواقع تمنحنا القدرة لوضع الأصبع على مكمن الصدع، للسعي لرتق الفجوة الكبيرة التي منحناها للأخر. بسبب القراءة غير البريئة لتلك الذات المتعالية في شكلها الخارجي والفارغة من محتواها الحضاري المعاصر. وهذا ما جعل النخبة تسقط ويحجم دورها أمام المد الأصولي المتطرف في كافة أشكاله الدينية والعقيدية الأخرى كالماركسية والوجودية وحتى العلمانية، إذا سلمنا بمفهوم الأصولية العام دون حصره في الإطار الديني فقط.
(*) ولعل أهم تمثل لتلك المنظومة الناهضة ما قام به ثلة من رجال الدين وعلى رأسهم رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده، وخير الدين التونسي، جمال الدين الأفغاني وغيرهم. حتى أطلق عليهم أحد الباحثين ((عمائم ليبرالية)) من باب تسمية الكل باسم الجزء، أما الليبراليون العرب الذين تواتروا بعدهم فلا نغالي إن قلنا إن دورهم في التغيير محدود جدا.
المصدر: مجلة ثقافتنا | الناشر: وزارة الثقافة - دائرة العلاقات الثقافية العامة | المؤلف الرئيسي: التميمى، احسان محمد | المجلد/العدد: ع13 | التاريخ الميلادي: 2014
د. إحسان التميمي: نائب رئيس التحري