بسم الله الرحمن الرحيم
"أبي"
قصيدة الشاعر الطيب العباسي في رثاء والده محمد سعيد العباسي:
نأيتَ أبي فالنور في حيِّنا خبا...
وروض الأماني بعد نأْيِك أجدبا
بكيتُ وسكب الدَّمعِ لم يطفئِ اللّظى...
بروحي ولن يسلى فؤادي المعذَبا
لقد كنتَ لي نعم الأبِ البرِّ يا أبي...
وكنتَ لعيني في دُجى الليل كوكبا
وأنت إلى آبائك الصِّيد تنتمي...
وكنتَ لهم فرعا نما وتأشَّبا
ملكتَ زمام المجد عنهم فصُنتَه...
بعزمةِ مفتولِ الذِّراعين أغلبا
فلو لم تكن أنت الذي قد ولدتني...
لما رضِيَتْ نفسي بغيرك لي أبا
حدوتَ بشعب النِّيل للمجد والعُلا...
ولم ترضَ إلاّ وحدة النيل مذهبا
هي العروة الوثقى فمن رام غيرها...
يرُم شرعةً كانت إلى الكُفر أقربا
وما هي إلاّ الفجر لاريب طالعٌ...
فإن طال إظلامٌ... يطول ليذهبا
وأنت كهذا النيل برّاً ورحمةٌ...
إذا الدّهر بالعافين أكدى وأجدبا
أخذتَ عليه العهد أن تفعل الذي...
يوالي من الإحسان شرقا ومغربا
أَبي إن أخلَّ الناس أوفى وإن دعوْا...
أجاب... وإمّا أبهموا القول... أعربا
وإن أسرع الساعون للمجد... فاتهم...
وإن قبِلوا الدنيا –على ما بها- أبَى
وإن تخذَ الأديانَ قومٌ تجارةٌ...
فلم يتَّخذ ديناً لدنياه مأربا
وقد حارب العادين، لا عزمُهُ وهَى...
ولا يدُهُ كلَّت ولا سيفُهُ نبا
ويستقبل الأضياف بالبِشْرِ والقِرى...
ويُولِيهُمُوا أهلاً وسهلاً ومرحبَا
مَهيبٌ متى لاقيتَهُ خِلْتَ أنّه...
نَبِيٌّ بأثوابِ المعالي تجلببا
كأنِّي به في الخُلدِ يختالُ زاهياً...
بأثوابه البِيضِ النَّقِيَّاتِ معجبا
يحُفُّ به آلٌ تغنّى بحبِّهم...
ويَقدُمُهُ رهط ُ الملائِكِ موكبا
_____________________________
الخرطوم
#شبكة_انكور_التطويرية
"أبي"
قصيدة الشاعر الطيب العباسي في رثاء والده محمد سعيد العباسي:
نأيتَ أبي فالنور في حيِّنا خبا...
وروض الأماني بعد نأْيِك أجدبا
بكيتُ وسكب الدَّمعِ لم يطفئِ اللّظى...
بروحي ولن يسلى فؤادي المعذَبا
لقد كنتَ لي نعم الأبِ البرِّ يا أبي...
وكنتَ لعيني في دُجى الليل كوكبا
وأنت إلى آبائك الصِّيد تنتمي...
وكنتَ لهم فرعا نما وتأشَّبا
ملكتَ زمام المجد عنهم فصُنتَه...
بعزمةِ مفتولِ الذِّراعين أغلبا
فلو لم تكن أنت الذي قد ولدتني...
لما رضِيَتْ نفسي بغيرك لي أبا
حدوتَ بشعب النِّيل للمجد والعُلا...
ولم ترضَ إلاّ وحدة النيل مذهبا
هي العروة الوثقى فمن رام غيرها...
يرُم شرعةً كانت إلى الكُفر أقربا
وما هي إلاّ الفجر لاريب طالعٌ...
فإن طال إظلامٌ... يطول ليذهبا
وأنت كهذا النيل برّاً ورحمةٌ...
إذا الدّهر بالعافين أكدى وأجدبا
أخذتَ عليه العهد أن تفعل الذي...
يوالي من الإحسان شرقا ومغربا
أَبي إن أخلَّ الناس أوفى وإن دعوْا...
أجاب... وإمّا أبهموا القول... أعربا
وإن أسرع الساعون للمجد... فاتهم...
وإن قبِلوا الدنيا –على ما بها- أبَى
وإن تخذَ الأديانَ قومٌ تجارةٌ...
فلم يتَّخذ ديناً لدنياه مأربا
وقد حارب العادين، لا عزمُهُ وهَى...
ولا يدُهُ كلَّت ولا سيفُهُ نبا
ويستقبل الأضياف بالبِشْرِ والقِرى...
ويُولِيهُمُوا أهلاً وسهلاً ومرحبَا
مَهيبٌ متى لاقيتَهُ خِلْتَ أنّه...
نَبِيٌّ بأثوابِ المعالي تجلببا
كأنِّي به في الخُلدِ يختالُ زاهياً...
بأثوابه البِيضِ النَّقِيَّاتِ معجبا
يحُفُّ به آلٌ تغنّى بحبِّهم...
ويَقدُمُهُ رهط ُ الملائِكِ موكبا
_____________________________
الخرطوم
#شبكة_انكور_التطويرية