Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.

شرح الزحافات والعلل في البحر المتدارك: دراسة عروضية موجزة

Basil Abdallah

عضو جديد
عضو انكور
يُعدّ البحر المتدارك من البحور الشعرية التي أضافها الخليل بن أحمد الفراهيدي لاحقًا إلى دوائره العروضية، ويُنسب أحيانًا إلى تلميذه الأخفش الأوسط الذي اعتمد تفعيلاته في أوزان الشعر. يتميّز هذا البحر بتفعيلته الأساسية "فَاعِلُنْ" التي تتكرر في كل شطر أربع مرات. ومن خصائصه الإيقاعية أنه أقرب إلى الرقة والنعومة، ويُستعمل غالبًا في القصائد التي تتسم بالوجدانية أو الموسيقى الخفيفة.

ولكثرة ما يطرأ عليه من تغييرات عروضية، فإن للزحافات والعلل فيه أهمية خاصة في تلوين إيقاعاته وإغناء تنوّعه الموسيقي. وفيما يلي بيانٌ لأهم الزحافات والعلل الجائزة في البحر المتدارك:​

أولاً: الزحافات الجائزة في حشو البحر المتدارك​

  1. الخبن: يُعد الخبن من الزحافات المشهورة، ويقصد به حذف الحرف الثاني الساكن من التفعيلة. وعند تطبيقه على "فَاعِلُنْ" تتحول إلى "فَعِلُنْ". ويكثر استعمال هذا الزحاف في البحر المتدارك حتى إنه قد يصيب جميع التفعيلات في البيت الواحد، وحينها يُطلق عليه اسم الخَبَب، في إشارة إلى الخفة والسرعة في الإيقاع.​
  2. القطع: أما القطع، فهو من العلل لا الزحافات، ويتمثل في حذف ساكن الوتد المجموع في آخر التفعيلة وتسكين ما قبله، فتصبح "فَاعِلُنْ" إلى "فَاعِلْ". وعندما تصاب جميع التفعيلات بالقطع، يُعرف البحر حينها باسم قطر الميزاب أو دقّ الناقوس، تعبيرًا عن شدة تلاحق الإيقاع وانسيابه بصورة متواصلة وقوية.​
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن الجمع بين الخبن والقطع في البيت الواحد، فتأتي بعض التفعيلات مخبونة وأخرى مقطوعة، مما يضفي تنوعًا إيقاعيًا يثري البناء الموسيقي للنص الشعري.​

ثانياً: الزحافات والعلل في العروض والضرب​

كما هو الحال في الحشو، يجوز في العروض (التفعيلة الأخيرة من الشطر الأول) والضرب (التفعيلة الأخيرة من الشطر الثاني) أن يصيبهما الخبن أو القطع دون أن يكون ذلك لزوميًا. فقد نجد في القصيدة الواحدة عروضًا مخبونة وأخرى مقطوعة، وكذلك ضربًا مخبونًا أو مقطوعًا. وهذا التنوّع لا يخلّ بالإيقاع العام، بل يمنح الشاعر حرية أكبر في استخدام الأوزان بما يخدم المعنى والموسيقى.

تنبيهات مهمة​

  • يُفهم من الخبن أنه زحاف خفيف يعتمد على حذف الحرف الثاني الساكن، وهو ما يجعل التفعيلة أقصر إيقاعيًا وأكثر رشاقة.​
  • أما القطع، فهو علّة لأنه يصيب العروض أو الضرب عادة، ويغير من شكل التفعيلة بنحو محسوس يؤدي إلى نهاية حادة في الموسيقى.​
إنّ معرفة الزحافات والعلل التي تصيب البحر المتدارك تمثل ضرورة لكل من يهتم بالشعر العربي من حيث النظم أو النقد أو الدراسة الأكاديمية. فهي لا تؤثر فقط على البنية الإيقاعية للنص، بل تلعب دورًا في التأثير العاطفي والإيقاعي الذي يتركه الشعر في المتلقي. والبحر المتدارك، بما يتسم به من مرونة في الإيقاع وسعة في الزحافات والعلل، يظلّ مساحة خصبة للإبداع الشعري وابتكار الأساليب الموسيقية.​
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى