Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.

" مِعراج حُزن "

عبد الرؤوف

عضو جديد
عضو انكور
النَّحْوُ يَبْسُطُ مِنْ لِسَانِ الأَلْكَنِ

وَالمَرْءُ تُعْظِمُهُ إِذَا لَمْ يَلْحَنِ

فَإِذَا طَلَبْتَ مِنَ العُلُومِ أَجَلَّهَا

فَأَجَلُّهَا مِنْهَا مُقِيمُ الأَلْسُنِ

لَحْنُ الشَّرِيفِ يُزِيلُهُ عَنْ قَدْرِهِ

وَتَرَاهُ يَسْقُطُ مِنْ لِحَاظِ الأَعْيُنِ

وَتَرَى الوَضِيعَ إِذَا تَكَلَّمَ مُعْرِبًا

نَالَ المَهَابَةَ بِاللِّسَانِ الأَلْسَنِ

مَا وَرَّثَ الآبَاءُ عِنْدَ وَفَاتِهِمْ

لِبَنِيهِمُ مِثْلَ العُلُومِ فَأَتْقِنِ

فَاطْلُبْ هُدِيتَ وَلا تَكُنْ مُتَأَبِّيًا

فَالنَّحْوُ زَيْنُ العَالِمِ المُتَفَنِّنِ

والنَّحْوُ مِثْلُ المِلْحِ إِنْ أَلْقَيْتَهُ

فِي كُلِّ صِنْفٍ مِنْ طَعَامٍ يَحْسُنِ

— إسحاق بن خَلَف



انها لغتنا الجميلة/



مِعراجُ حُزن..

.

.





جِئتَ مُترنِحاً..!

هَا هو ذا مِعوَل جبَروتك يَجترُّ قَدَماكَ عِنوة..

يَرتادُ المَدى

يتنمّرُ على فَواصِلِ الكونِ المُرتَعِدَة

والريَاحُ المُتدليّة الأرجُل







جِئتَ مُترنِحاً..!

قَدماكَ غارِقتانِ في مَواضِع الطينِ والوَحل..!

لا تُوقِظ الأرض بتَثَاقُلِكَ ذاك..

فهذهِ الأرضُ لن تنبتُ تِريَاقاً

أو لِقاحاً شديدُ الفعالِيَة

للسُموم العالِقَة في شجَرة الرّمان تلك

ولا الجِبال المُحيطة ستُجهِضُ مَعادِنها الصَلدَة

على أرضٍ ديجُورَها نِصفُ بؤرتِك

ولا الأزقّة ستلقي السَمعَ مُحاوِلة تحسُس إرتِفاع أنفاسِك

ولا النَوافِذ قد تسرِفُ في النَظَرِ إليك

لاشكَ أنكَ فقدتَ أولى مُحاوَلاتِك

في تَشويه وجهَ العَالم

بخطوَتِكَ المُبهرَجَة







جِئتَ مُترنِحاً..!

تُقطّعُ العَتَباتَ إرباً إرباً..!

يقفُ البابُ مشدوهاً حانِقاً، يلقي تحيتهُ الألفَ بعدَ المئة

على تكنيس الشُقوق العَتيقَة ل قدميك..

ومِن ثم.. ذاكَ الفقدُ الغَائِر مازالَ راسِخاً

لم يتَلاشى..

لازالَ يُذكّرهُ جيداً بمراوغتكَ تلك..

حينمَا هززتَ ذيلَ الريحِ بحمَاسَة

جامِعاً صَفيرهُ في آنيَة

وحينما..

تسللتَ إلى المَآذنِ والسقوف عبرَ رقصةٍ بالِيَة

إلى ذاكِرَةٌ لا تندَمِلُ في عيون التائِهين..

المُتعَبين..

جئتَ مُترنِحاً.. تُؤطِّرُ تُهمةَ الذِكرى

كم منَ البَلادة اقتَرَفَتها الألسِنَة

وكم من خيبةٍ عقاربها بانَت على صمتِهم

حنينٌ كافرٌ.. يَحظَى بالمُكُوثِ على مَقرِبَة







جئتَ مُترنِحاً..

الليلُ صرّةَ الجُنون.. يؤمُ الخُطى في صلاةٍ لا ركوعَ لها

ولا يَقين

فكيفَ أَدرَكتَ مفاتيحَ العودَةِ بتفاصيلٍ ضبابيّةُ الرؤيا

وكيفَ إستَوَت مَوجةَ السُكوت على وقعِ غيمةٍ شعثاء..

جئتَ مترنحاً..

جئتَ متمرداً..

وعبثاً تجئ..

تختالُ في خُطاكَ أجنّةُ البوحِ بقسطٍ من تيه

تقفُ على شُرفَةَ حُلمٍ..

تملأَ العالمَ ضجيجاً

وأمتلئُ أنا بغُربَةٍ لا مثيلَ لها

وعبثاً تَجئ..

تُحطّمُ معظمَ الأشيَاء..

تُجلِي حِدّةَ المَعنَى على عَجَل..

وتَنقُلُنا.. على جُنحٍ من سراديبِ الوَجَع





/ ​
 

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى