بسم الله الرحمن الرحيم
مجموعة من أجمل ما قيل في شعر مدح الرسول عليه الصلاة والسلام
في ذكرى الهجرة النبوية المطهرة
كل القلوب إلي الحبيب تميل ومعى بهـذا شـــاهد ودليــــل
اما الــدليل إذا ذكرت محمدا ً صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى هذا لكل العــــالمين رســـول
يا سيد الكونين يا عــلم الهدى هذا المتيم في حمــــاك نزيــل
لو صــادفتني من لدنك عناية لأزور طيبة و الــنخـيل جميل
هذا رســول الله هذا المصطفى هذا لـــرب العــــالمين رســول
هذا الــــذي رد العــــيون بكفه لما بدت فوق الـــخدود تسـيل
هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى كانت تقيل إذا الــــحبـيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه منهــــاجه للسالكين ســـبيل
يــــارب إني قـد مدحـت محمداً فيه ثوابي وللـــــمديــح جزيــل
صلى عليك الله يا عــلم الهدى ما حن مشتـــــاق وســار دليل
وُلِــدَ الهُــدى فَالكائِناتُ ضِيــاءُ وَفَمُ الزَمـــــانِ تَبَسُّمٌ وَثَـنــاءُ
الروحُ وَالمَــلَأُ المَلائِكُ حَــولَهُ لِلـــدينِ وَالــدُنيــا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُــرجُمـــانِ شَذِيَّةٌ غَنّـــاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ وَاللَـــوحُ وَالقَلَمُ البَديــعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ في اللَـوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديـعِ حُروفِهِ أَلِــفٌ هُنالِكَ وَاســمُ طَـــهَ البــاءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِـيّـينَ الَّذي لا يَلتَقي إِلّا الحَنــائِــفُ فيــهِ وَالحُنَفـــاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حــازَهُمْ لَكَ آدَمٌ دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـــوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت فيهـــا إِلَيــكَ العِـــزَّةُ القَعســاءُ
خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها إِنَّ العَظــائِمَ كُفـــؤُها العُظَمــاءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت وَتَضَـــوَّعَت مِسكًــا بِكَ الغَبـراءُ
وَبَدا مُحَيّـــاكَ الَّذي قَسَمــاتُهُ حَــقٌّ وَغُـــرَّتُهُ هُـــدىً وَحَــيـــاءُ
وَعَلَيهِ مِـن نورِ النُبُــوَّةِ رَونَقٌ وَمِنَ الخَليــــلِ وَهَــديِــهِ سيمـــاءُ
أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ وَتَهَــلَّلـَت وَاهــتَــزَّتِ العَــــذراءُ
يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ وَمَــســـــاؤُهُ بِمُـحَــمَّـــدٍ وَضّـــاءُ
الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ فــي المُلكِ لا يَعلـــو عَلَيـــهِ لِواءُ
بأبي وأمي أنت يا خير الورى وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا
لك يا رسول الله منا نصرةٌ بالفعل والأقوال عما يُفترى
نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ من دون عِرضك بذلها والمشترى
للشر شِرذمةٌ تطاول رسمُها لبستْ بثوب الحقد لوناً أحمرا
قد سولتْ لهمُ نفوسُهم التي خَبُثَتْ ومكرُ القومِ كان مدبَّرا
تبّت يداً غُلَّتْ بِشرّ رسومِها وفعالِها فغدت يميناً أبترا
الدينُ محفوظٌ وسنةُ أحمدٍ والمسلمون يدٌ تواجِه ما جرى
أوَ ما درى الأعداءُ كم كنــا إذا ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا
الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا ولأفضلِ كل الديانات قام فأنذرا
ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّماً يدعو لأحسنِها ويمحو المنكرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ سرى
وعليه من لدن الإلهِ تحيةٌ رَوْحٌ وريحانٌ بطيب أثمرا
وختامُها عاد الكلامُ بما بدا بأبي وأمي أنت يا خيرَ الورى
عز الورود .. وطال فيك أوام ……..وأرقت وحدي..والأنام نيام
ورد الجميع ومن سناك تزودوا ……..وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم..ولم أكد .…..وتقطعت نفسي عليك ..وحاموا
قصدوك وامتدحواودوني اغلقت……..أبواب مدحك..فالحروف عقام
أدنوا فأذكرما جنيت فأنثني ……..خجلا..تضيق بحملي الأقدام
أمن الحضيض أريد لمسا للذرى ……..جل المقام.. فلا يطال مقام
وزري يكبلني..ويخرسني الأسى ……..فيموت في طرف اللسان.. كلام
يممت نحوك يا حبيب الله في ……..شوق..تقض مضاجعي الآثام
أرجوالوصول فليل عمري غابة ……..أشواكها.. الأوزار.. والآلام
يا من ولدت فأشرقت بربوعنا ……..نفحات نورك..وانجلى الإظلام
أأعود ظمئآنا وغيري يرتوي ……..أيرد عن حوض النبي ..هيام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى ……..والنفس حيرى والذنوب جسام
أو كلما حاولت إلمام به ……..أزف البلاء فيصعب الإلمام
ماذا أقول وألف ألف قصيدة ……..عصماء قبلي.. سطرت أقلام
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم ……..أسوار مجدك فالدنو لمام
ودنوت مذهولا.. أسيرا لاأرى ……..حيران يلجم شعري الإحجام
وتمزقت نفسي كطفل حائر ……..قد عاقه عمن يحب ..زحام
حتى وقفت أمام قبرك باكيا ……..فتدفق الإحساس ..والإلهام
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى ……..وطوى الفؤاد سكينة وسلام
يا ملء روحي..وهج حبك في دمي ……..قبس يضيء سريرتي..وزمام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا ……..حتى أضاء قلوبنا..الإسلام
حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى ……..من يحمه الرحمن كيف يضام
وملأت هذا الكون نورا فأختفت……..صور الظلام..وقوضت أصنام
الحزن يملأ يا حبيب جوارحي ……فالمسلمون عن الطريق تعاموا
والذل خيم فالنفوس كئيبة …….وعلى الكبار تطاول الأقزام
الحزن..أصبح خبزنا فمساؤنا ……..شجن ..وطعم صباحناأسقام
واليأس ألقى ظله بنفوسنا ……..فكأن وجه النيرين.. ظلام
أنى اتجهت ففي العيون غشاوة …….وعلىالقلوب من الظلام ركام
الكرب أرقنا وسهد ليلنا …….من مهده الأشواك كيف ينام
يا طيبة الخيرات ذل المسلمون …….ولا مجير وضيعت ..أحلام
يغضون ان سلب الغريب ديارهم …..وعلى القريب شذى التراب حرام
باتوا أسارى حيرة..وتمزقا …….فكأنهم بين الورى..أغنام
ناموا فنام الذل فوق جفونهم …….لاغرو..ضاع الحزم والإقدام
يا هادي الثقلين هل من دعوة …….تدعى..بها يستيقظ النوام
هـلّ الهـلال فكـيـف ضــل الـسـاري *** وعـــلام تـبـقــى حــيــرة الـمـحـتـارٍ
ضحك الطريق لسالكيـه فقـل لمـن *** يـلـوي خـطـاه عــن الطـريـق حــذارِ
وتنفس الصبـح الوضـيء قـلا تسـل *** عــن فـرحــة الأغـصــان والأشـجــارِ
غـنّــت بـواكـيـر الـصـبــاح فـحـرّكــت *** شـجــو الـطـيـور ولـهـفــة الأزهــــارِ
غــنّــت فـمـكّــة وجـهـهــا مـتــألــق *** أمــــلا ووجــــه طـغـاتـهـا مــتـــواري
هــلّ الـهـلال فــلا العـيـون تـــرددت *** فـيـمـا رأتـــه ولا الـعـقــول تــمــاري
والجاهـلـيـة قـــد بـنــت أســوارهــا *** دون الـهـدى فانـظـر إلــى الأســوارِ
واقــرأ عليـهـا ســورة الفـتـح الـتـي *** نــزلــت ولاتــركــن إلـــــى الـكــفّــارِ
أو مـاتـرى البـطـحـاء تـفـتـح قلـبـهـا *** فــرحــاً بـمــقــدم ســيـــد الأبـــــرارِ
عطشى يلمّضها الحنيـن ولـم تـزل *** تهفـو إلـى غيـث الهـدى المـدراري
ماذا ترى الصحراء في جنح الدجـى *** هــي لاتــرى إلا الـضـيـاء الـســاري
وتـرى علـى طيـف المسافـر هـالـة *** بـيـضـاء تــســرق لـهـفــة الأنــظــارِ
وتـــرى عـنـاقـيـد الـضـيــاء ولــوحــة *** خـضـراء قـــد عـرضــت بـغـيـر إطـــارِ
هـي لاتــرى إلا طـلـوع الـبـدر فــي *** غسـق الدجـى وسـعـادة الأمـصـارِ
مـازلـت أسمعـهـا تـصـوغ سـؤالـهـا *** بـعــبــارة تـخــلــو مـــــن الــتــكــرارِ
هـل يستطيـع الليـل ان يبـقـى إذا *** ألـقــى الـصـبـاح قـصـيــدة الأنــــوارِ
مـاذا يقـول حـراء فـي الزمـن الـذي *** غـلـبـت عـلـيـه شـطــارة الـشـطّـارِ
مــــاذا يــقــول لـلاتـهــم ومـنـاتـهـم *** مــــاذا يــقـــول لـطـغـمــة الـكــفّــارِ
مــــاذا يــقــول ومــايــزل مـتـحـفّــزاَ *** مـتـطـلــعــاَ لـخـبــيــئــة الأقــــــــدارِ
طـــب يــاحــراء فللـيـتـيـم حـكـايــة *** نسـجـت ومـنــك بـدايــة الـمـشـوارِ
أو مـاتــراه يـجــيء نـحــوك عــابــداً *** مــتــبــتــلاً لــلـــواحـــد الـــقـــهـــارِ
أو ماتـرى فـي الليـل فيـض دموعـه *** أو مــاتـــرى نـــجـــواه بــالأســحــارِ
أسمعت شيئـاً ياحـراء عـن الفتـى *** أقـــــرأت عــنـــه دفــاتـــر الأخــيـــارِ
طـــب يــاحــراء فــأنــت أول بـقـعــة *** في الأرض سـوف تفيـض بالأسـرارِ
طب ياحـراء فأنـت شاطـىء مركـب *** مــــازال يــرســم لــوحــة الإبــحــارِ
ماجت بحار الكفر حين جرى علـى *** أمـواجـهــا الـرعـنــاء فــــي إصــــرارِ
وتسـاءل الكـفـار حـيـن بــدت لـهـم *** فـي ظلمـة الأهـواء شمعـة سـاري
مـــن ذلـــك الآتـــي يــمــد للـيـلـنـا *** قبسـاً سيكشـف عـن خبايـا الــدارِ
مــن ذلـــك الآتـــي يـزلــزل ملـكـنـا *** ويــــرى عـبـيــد الــقــوم كــالأحــرارِ
مـابـالــه يـتـلــوا كــلامـــا ســاحـــراً *** يـغـري ويـلـقـي خـطـبـة إستـنـفـارِ
هــــذا مـحـمــد يـاقـريــش كـأنـكــم *** لــــــم تــعــرفــوه بــعــفــة ووقــــــارِ
هـــذا الأمــيــن أتـجـهـلـون نــقــاؤه *** وصــــفــــاؤه ووفــــــــاؤه لـــلـــجـــارِ
هـــذا الـصــدوق تـطـهـرت أعـمـاقـه *** فــأتــى ليـرفـعـكـم عــــن الأقـــــذارِ
طـــب يـاحــراء فـأنــت أول سـاحــة *** ستـلـيـن فـيـهـا قـســوة الأحــجــارِ
سترى توهـج لحظـة الوحـي الـذي *** سـيـفـيــض بالـتـبـشـيـر والإنـــــذارِ
إقـرأ ألـم تسـمـع أمـيـن الـوحـي إذ *** نادى الرسـول فقـال لسـت iiبقـاريْ
إقــــرأ فـديـتــك يـامـحـمـد عـنـدمــا *** واجـهـت هـــذا الأمـــر باستـفـسـارِ
وفـــديــــت صـــوتــــك إذ رددتـــهــــا *** آي مـــن الـقــرآن بـاســم الــبــاري
وفـديــت صـوتــك خـائـفـاً متـهـدجـا *** تـدعـو خديـجـة أسـرعـي بـدثــاري
وفديـت صوتـك نـاطـق بالـحـق لــم *** يـمـنـعـك مـالاقـيــت مــــن إنــكـــارِ
وفديت زهدك في مباهج عيشهـم *** وخـلـو قلـبـك مــن هـــوى الـديـنـارِ
يـــا سـيــد الأبـــرار حــبــك دوحــــة *** فـــي خـاطــري صـدّاحــة الأطــيــارِ
والـشــوق مــاهــذا بــشــوق إنــــه *** فــي قلـبـي الـولـهـان جـــذوة iiنـــارِ
حـاولـت إعـطـاء المـشـاعـر صـــورة *** فتهـيـبـت مــــن وصـفـهــا اشــعــارِ
ماذا يقول الشعـر عـن بـدر الدجـى *** لـمّــا يـضـتـيْ مـجـالـس الـسـمــارِ
يـاسـيــد الأبــــرار أمــتـــك الــتـــي *** حـررتـهــا مــــن قـبـضــة الأشـــــرارِ
وغسلـت مــن درن الرذيـلـة ثوبـهـا *** وصـرفــت عـنـهـا قـســوة الإعـصــارِ
ورفــعــت بـالـقــرآن قــــدر رجـالـهــا *** وسـقـيـتـهــا بــالــحــب والإيـــثــــارِ
يـاسـيــد الأبــــرار أمــتــك إلــتـــوت *** فــي عصـرنـا ومـضــت مـــع الـتـيـارِ
شربـت كـؤوس الـذل حيـن تعلقـت *** بـثـقــافــة مـسـمــومــة الأفـــكــــارِ
إنـي إراهــا وهــي تسـحـب ثوبـهـا *** مخـدوعـة فــي قبـضـة السـمـسـارِ
إنــي إراهــا تستـطـيـب خضـوعـهـا *** وتــلــيــن لـلــرهــبــان والأحـــبــــارِ
إنـــي أرى فـيـهــا مــلامــح خــطــة *** لـلـمـعـتـديـن غــريــبــة الأطـــــــوارِ
إنــي أرى بــدع الـمـوالـد اصـبـحـت *** داء يـــهــــدد مــنــهـــج الأخــــيــــارِ
وأرى القباب علـى القبـور تطاولـت *** تـغـري العـيـون بفـنـهـا المـعـمـاري
يـتـبـركـون بــهـــا تــبـــرك جــاهـــل *** أعـمــى البـصـيـرة فــاقــد الإبــصــارِ
فــــرق مـضـلـلـة تـجـســد حـبــهــا *** للمصـطـفـى بالـشـطـح والـمـزمــارِ
أنا لست أعـرف كيـف يجمـع عاقـل *** بــيـــن إمــتـــداح نـبـيـنــا والــطـــارِ
كـبــرت دوائـــر حـزنـنــا وتـعـاظـمـت *** فـــي عـالــم أضـحــى بـغـيـر قـــرارِ
إنــي أقــول لـمـن يـخــادع نـفـسـه *** ويـعـيــش تــحــت سـنــابــك الأوزارِ
سـل أيهـا المخـدوع طيـبـة عنـدمـا *** بـلـغــت مــداهــا نــاقــة الـمـخـتــارِ
ســل صوتـهـا لـمـا تعـالـى هـاتـفـاً *** وشــدى بـألـف قصـيـدة إستبـشـارِ
سل عن حنين الجذع فـي محرابـه *** وعن الحصى فـي لحظـة إستغفـارِ
سـل صحبـة الصديـق وهـو أنيسـه *** فـــي دربـــه ورفـيـقـه فـــي الــغــارِ
سـل حمـزة الأسـد الهصـور فعـنـده *** خــبــر عـــــن الـجــنــات والأنــهـــارِ
سـل وجـه حنظلـة الغسيـل فربـمـا *** أفـضــى إلـيــك الــوجــه بــالأســرارِ
ســل مصـعـب لـمــا تـقـاصـر ثـوبــه *** عــن جسـمـه ومـضـى بنـصـف إزارِ
سل فـي ريـاض الجنـة إبـن رواحـة *** واســـأل جـنـاحـي جـعـفـر الـطـيـارِ
سـل كـل مـن رفعـوا شعـار عقيـدة *** وبهـا اغتنـوا عــن رفــع كــل شـعـارِ
سلهم عن الحـب الصحيـح ووصفـه *** فلـسـوف تسـمـع صــادق الأخـبــارِ
حــب الـرسـول تـمـسـك بشـريـعـة *** غــــرّاء فــــي الإعــــلان والإســــرارِ
حـــب الـرســول تـعـلــق بـصـفـاتـه *** وتــخــلــق بــخــلائـــق الأطـــهــــارِ
حــب الـرسـول حقيـقـة يحـيـا بـهـا *** قــلــب الـتـقــي عـمـيـقــة الآثـــــارِ
إحــيــاء سـنـتــه إقــامــة شــرعـــه *** فــي الأرض دفــع الـشــك بـالإقــرارِ
إحــيــاء سـنـتــه حـقـيـقــة حــبـــه *** في القلب في الكلمات في الأفكارِ
ياسـيـد الأبــرار حـبـك فــي دمـــي *** نـهـر عـلـى أرض الصـبـابـة جـــاري
يـامـن تـركـت لـنـا المحـجـة نبعـهـا *** نــبــع الـيـقـيــن ولـيـلـهــا كـنــهــارِ
سُحـب مـن الإيمـان تنعـش أرضنـا *** بالـغـيـث حـيــن تـخـلــف الأمــطــارِ
لــــك يـانـبــي الله فــــي أعـمـاقـنـا *** قــمــم مــــن الإجـــــلال والإكــبـــارِ
عـهــد علـيـنـا أن نـصــون عـقـولـنـا *** عــن وهــم مبـتـدع وظــنّ مـمـاري
علـمـتـنـا مـعـنــى الــــولاء لـربــنــا *** والـصـبـر عــنــد تــزاحــم الأخــطــارِ
ورسـمـت للتوحـيـد أكـمــل صـــورة *** نفـضـت عــن الأذهــان كـــل غـبــارِ
فــرجــاؤنـــا ودعـــاؤنــــا ويـقـيـنــنــا *** وولاؤنــــــــا لــلـــواحـــد الـــقـــهـــارِ
بانت سعاد فقلبـي اليوم متبــــول متيــم إثرهــا لــــم يـــــــفد مكبـــــــول
وما سعـاد غــداة البين إذ رحلــــوا إلا أغــــــنُّ غضيـضُ الطــرف مكحـــول
هيفـــــاء مقبلـــة عجزاء مدبــــــرة لا يشتكـي قصــــر منــــــها ولا طــــول
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كـأنــــه منــــهـل بالـــــراح معـلـــــــول
شُجت بذي شبم مــــن ماء محنية صاف بأبطـــح أضحى وهـــو مشمـــول
تنفي الرياح القـذى عنـــه وأفرطه من صــــوب ســــــارية بيض يعــاليـــل
أكرم بهـا خُلــــــة لو أنهـا صـــدقت موعدها أو لـــــو أن النصــــح مقبــــول
لكنها خلة قد سيـــط من دمهــــــا فجــعٌ وولــــــعٌ وإخـــــــلافٌ وتبديــــــلُ
فما تدوم علـى حـــال تكــــون بها كمـــــا تلــــون في أثوابهـــــا الغـــــول
ولا تمسك بالعهـد الـــــذي زعمت إلا كمــــا يمســــــك المـــاء الغرابيــــل
فلا يغرنك ما منت ومـــــــا وعدت إن الأمانـــــــي والأحـــــــــلام تضليــ،ل
كانت مواعيد عرقـوب لها مثـــــلا ً ومـــــا مــــــواعيدهــــا إلا الأباطيـــــــل
أرجو وآمل أن تدنــــــو مودتهـــــا وما إخــــــال لدينــــا منـــــك تنويـــــــل
أمست سعـــاد بأرض لا يبلُغهــــا إلا العِتــــاق النّجيـــــــات المراسيــــــل
ولن يُبلِّغـــــــــها إلا غُـــــــــدا فرة لهـــــا علـــــــى الأين إرقالٌ وتبغيــــــلُ
من كل نضاخـة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامـــــــس الأعلام مجهـــــول
ترمي الغُيُوب بعيني مفرد ٍ لهــقٍ إذا توقــــــدت الحــــراز والميــــــــــــــلُ
ضخمـٌ مُقلـــــــدها فَعمٌ مُقيدهــا في خلقـــها عن بنات الفحـــــل تفضيلُ
غلباءُ وجناء علكـــــــــومٌ مذكــرةٌ في دفـهــــــــا سعـــــــةٌ قدّامهــــا ميلُ
وجلدُها من أطــــــوم لا يؤيســــهُ طلــحٌ بضاحيــــة المتين مهــــــــــــزول
حرفٌ أخوها أبوهــــــا من مهجنةٍ وعمُّـــــها خالهـــــا قـــــوداءُ شمـــــليلُ
يمشي القرادُ عليهــــــا ثم يُزلقُهُ منهــــــا لبـــــــانٌ وأقـــــرابٌ زهاليـــــلُ
عيرانةٌ قذفت بالنحض عن عُرُضٍ مرفقُهـــــا عـــن نبــــات الزور مفتــــولُ
كأنما فــــــات عينيها ومذبحهـــــا من خطمـهـــــــا ومـــــن اللحيين برطيلُ
تمرُّ مثل عسيب النخــل ذا خُصلٍ في غـــــــارزٍ لـــــم تخوّنــــهُ الأحاليــــلُ
قنواء فــي حُريتهــــــا للبصيـر بها عتق مبيـــن وفــــي الخدين تسهيــــــلُ
تخذي على سيراتٍ وهي لاحقةٌ ذوابــــــل مسّــهُـــنَّ الأرض تحــــليـــــلُ
سُمرُ العجايات يتركن الحصى زيماً لـــم يقهـــــنّ رؤوس الأكــــــم تنعيـــــلُ
كأنّ أوب ذراعيـــــــها إذا عرقـــت وقـــد تلفّــــــع بالكـــــور العســاقيـــــلُ
يوماً يظلُّ بـه الحربـــــاءُ مصطخداً كـــــأن ضاحيــــــهُ بالشمسِ مملــولُ
وقال للقوم حاديهــم وقد جعلت وُرقُ الجنادب يركضـن الحصى قيلوا
شدَّ النهَّارُ ذراعــا ًعيطـــلٍ نصفٍ قامت فجــاوَبَهَـــــا نــًُــكدٌ مثاكيــــــــلُ
نوَّاحةٌ رخوةُ الضّبعين ليس لهـــــا لمــــا نعى بِكرَهَــــا النّاعون معقــولُ
تفري اللبَانَ بكفيهـــا ومدرعــهــــا مشقــــــقٌ عـــن تراقيهــــــا رعابيـــــل
تسعى الوشاةُ جنابيها وقولهُــــمُ إنك يا ابن أبـــــي سلمــــــى لمقتــــولُ
وقــال كـــــل خليــل ٍ كنتُ آمُلـــهُ لا ألهينـــك إني عنـــــك مشغــــــــــولُ
فقلتُ خلوا سبيلــــي لا أبالكــــم فكل ماقــــدَّرَ الــــرحمنُ مفعـــــــــــولُ
كلُّ ابن أنثى وإن طالــت سلامتُهُ يومــــا ً علــــى آلــةٍ حدباءَ محمـــــولُ
أُنبئتُ أنُّ رســــولَ الله أوعدنـــي والعفـــــو عنـد رســــول الله مأمـــــولُ
مهلاً هداك الذي أعطاك نافلةً الـ ـقـرآن فيـــهـــا مواعيــتظ ُ وتفضيـــــلُ
لا تأخذنــي بأقوال الوُشــــاة ولم أذنب وقـــــــد كثُـــرت فيٌّ الأقاويــــــلُ
لقد أقوم ُ مقامــا ً لـو يقـــــومُ به أرى وأسمع ما لـم يسمـــع الفيــــــــلُ
لظــلَّ يرعُــــــدُ إلاَّ أن يكــــون لــه من الرســــــــول بإذن الله تنويــــــــــلُ
حتى وضعــتُ يمينـــي لا أُنازِعُــهُ فـــي كــفِّ ذي نقمــــاتٍ قيلـــــهُ القيلُ
لتذاك أهيــبُ عنـــدي إذ أُكلِّمُــــهُ وقيــــل إنك منســــــــوبٌ ومســــــؤولُ
من خادرٍ من لُيوثِ الأُسدِ مسكنُهُ من بطـــن عـثَّـرَ غيـــــلٌ دُونــــهُ غيــــلُ
يغدو فيُلحمُ ضـرغــامين عيشُهُما لحمٌ مــــــن القوم مغفـــــــور خراديـــلُ
إذا يُســـــاور قرنا ً لا يحـــــلُّ لهُ أن يترك القِــــرنَ إلا وهـــــو مجــــدولُ
منه تظلُّ سِبتاعُ الجَـــوِّ ضامــــرة ولا تَمَشَّــــى بـــــواديه الأراجيـــــــلُ
ولا يــــزالُ بـــواديه أخــتــو ثقـــةٍ مُطـــــرَّحَ البَزَّ والدِّرســــانِ مأكــولُ
إن الرًّسُولَ لنور يُستضاءُ بِهِ مُهنَّـدٌ مــن سيــــــوف الله مسلــــــــولُ
في فتيةٍ من قريشٍ قال قائلهُـــم ببطـــن مكـــــة لما أسلمــــوا زُولــــــوا
زالوا فما زال أنكـــاسٌ ولا كشفٌ عند اللقـــــاءِ ولا ميـــــلٌ معـــــازيلُ
شُمُّ العرانين أبطـالٌ لبوسُهُـــــمُ من نسج ِ داودَ فــــي الهَيجَـــا سَرَابيـلُ
بيضٌ سوابغ ُ قد شُكت لهـــا حلقٌ كأنَّها حلــــقُ القفعـــــاءِ مَجـــــــدُولُ
يمشونَ مشيَ الجمالِ الزُّهرِ يعصمُهُم ضــربٌ إذا غـــرَّدَ السُّــودُ التَّنابيـلُ
لا يفرحـــون إذا نــالت رماحُهُمُ قومـــا ً وليسُوا مجازيعـــا ً إذا نيلُوا
لا يقـعُ الطعنُ إلا فــي نُحُورِهِمُ وما لهُـــم عن حياض ِ الموتِ تهليـــلُ
محمد أشـرف الأعـراب والعجــم محمد خير من يمشي على قدم
محمد باسـط المعــروف جـامعـه محمد صـاحب الإحسان والكــرم
محمد تــــاج رســل الله قـاطبــة محمد صـادق الأقــوال والكلـــم
محمد ثـابـت الميثــاق حـافــظه محمد طـيب الأخلاق والشيــم
محمد خُـبِـيَت بالنــــور طــينتُـهُ محمد لم يـزل نــوراً من القِــدم
محمد حــاكم بالعدل ذو شـرفٍ محمد مـعـدن الأنعام والحكــم
محمد خير خلق الله من مضــر محمد خــير رسـل الله كلهـــم
محمد دينــه حــق نـديــن بـــه محمد مجملاً حقاً على علــم
محمد ذكــــــره روح لأنـفـسنـا محمد شكره فرض على الأمم
محمد زينــة الدنيــا وبـهـجتـهـا محمد كـاشف الغـمات والظلم
محمـد ســـيد طـابـت مناقـبـهُ محمد صــاغه الرحـمن بالنعم
محمد صـفــوة الباري وخيرتـه محمد طـاهــر من سائر التهم
محمد ضـاحـك للضيف مكرمه محمد جــاره والله لــم يضــم
محمد طـابـت الدنيــا ببعـثتـه محمد جــاء بالآيــات والحكـم
محمد يوم بعث الناس شافعنا محمد نـوره الهادي من الظلم
محمد قـائـم للـه ذو هــــمم محمد خـاتــم للرسـل كلهم
ريم على القاع بين البــان والعلم أحـل سفــك دمـي فــــي الأشهرالحرم
لما رنا حدثتنــــي النفـس قائلة! ياويـح جنبك بالسهــــم المصيـب رمــي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي جرح الأحبــة عنــــدي غيــــــر ذي ألم
يا لائمي في هـواه والهـــوى قدر لو شفـك الوجــد لم تعذل ولـم تلــم!
لقـــد أنلتــك أذنا غـيـــر واعيـة ورب مستمــع والقــــلب في صمــم!
يا ناعس الطرف لاذقت الهوى أبدا أسهرت مضناك في حفـظ الهوى فنم
يا نفس دنياك تخفــــي كل مبكية وإن بــــدا لك منهــــا حسن مبتســــم
صلاح أمـرك للأخــــلاق مرجـعـــه فقــــوم النــفس بالأخــلاق تستقـم
والنفس من خيرها في خيرعافية والنفس من شرهـا في مرتــــع وخـم
إن جل ذنبي عن الغفران لي أمل في الله يجعلنــي فــــي خير معتصـــم
ألقي رجائي إذا عـز المجير على مفرج الكــــرب في الــــدارين والغمـــم
إذا خفضت جناح الذل أسأله عـز الشفاعــــة لــــم أسـأل ســـوى أمـــم
وإن تقدم ذي تقـــوى بصـالحـــة قدمــــت بين يـــــديه عـبــــرة النــــدم
لزمت باب أمير الأنـبيــــاء ومن يمســــك بمفـتـــــاح باب الله يغتنــــــم
محمد صـفـوة الباري ورحـمتـــه وبغيـــة الله مــــن خلــــق ومـــن نسـم
ونودي إقرأ تعـالى الله قائـلهــــا لـــم تتصــل قبل مـــن قيلت له بفـــــم
هنــــاك أذن للرحمــــن فامتـلأت أسـماع مكـــة من قدسـيـــة النغــــم!
سرت بشائر بالهادي ومولده في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
أتيت والنـاس فوضى لا تمر بهـم إلا علـــى صنـم قد هــام في صنـــم!
أسـرى بك الله ليلا إذ ملائـــكــه والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لما خطرت بهم التفوا بسـيدهـم كالشهب بالبـدر أو كالجنـد بالعلــم
صلى وراءك منهـم كل ذي خطـر ومـــن يفــــــز بحـبـيــــب الله يـأتم
جبت السماوات أو ما فـوقهن بهم علــى مـنـــورة دريـــــة اللـجـــم
مشيئة الله الـبـــاري وصنعـتــه وقـدرة الله فـــوق الشــــــك والتهــم
حتى بلغت سماء لا يطـــار لهـــا على جنـاح ولا يسـعـــى علــى قدم
وقـيل كل نبـي عنــــد رتبـتــــه؟ ويا محمـــد هـــذا العـــرش فاستلـم
يا ربي هبـت شعوب مـــن منيتها واستيقـظت أمــم من رقـــدة العـــــدم
رأى قضـاؤك فينــــا رأي حكمتـــه فاكرم بوجهـــك مـن قــاض ومنتقـــم
فالطف لأجل رسول العالميـن بنا ولا تزد قـومــه هــدمــــــا ولا تـســـم
يارب أحسنت بـدء المسلمــين به فتمم الفضــــل وامنح حسن مختتـــــم
رسـول الله .. أنفسنـا فداكـا*** ولا سلِمت من السُّوأى عِداكـا
فُديتَ من الجنـاةِ وكـلّ نـذْل*** ٍتعمَّـدَ مـن سفاهتِـه أذاكــا
ألا شُلّت يـدٌ خطّـت خطايـا*** خيالاً حاقـداً زعمـوا حكاكـا
أرادوا النّيلَ من طـودٍ علـيّ *** ٍوقد نصبوا الحبائـلَ والشِّباكـا
وأنت البدرُ يسمو فـي عـلاه*** ولكن ما استضاؤوا من سناكـا
وأنت الشمـسُ أهدتهـم حيـاةً *** ولكن – حسرةً – جحدوا جداكا
وأنت البحرُ جُدَّت لهـم بـدُرّ *** ّفهل صادوا اللآلئَ من حشاكا؟
وأنت الدوحُ يمنحُهـم ظـلالاً *** ًوأثماراً فهم طعمـوا جناكـا!
وأنت الزهرُ يحبوهـم أريجـاً *** ًوقد نكِـرت أنوفهمـو شذاكـا
همو جهلوك فاشتطـوا عِـداءً *** فهل خبِروك فاكتشفوا فضاكا!
فضاؤك رائقٌ رحْـبٌ جميـل ***ٌ مهيبٌ لا تُطاولُ فـي عُلاكـا
رسولَ الله أنـت لنـا حبيـبٌ *** و ما بقلوبنـا بشـرٌ سواكـا
رسـولَ الله أنـت لنـا شفيـعٌ *** بإذن اللهِ نُحشـرُ فـي لِواكـا
فلا عشنا ولا دمنـا صِحاحـاً *** إذا لم نحمِ مـن كيـدٍ حماكـا
فعذراً يا رسول الله .. عـذرا *** ًفقوم السَّوْءِ قد خرقـوا مداكـا
فقد جعلوك للإرهـابِ رمـزا *** ًوهم عاشوا السَّلام على ذُراكا
وأنت مبَّـرأ مـن كـلِّ سُـوءٍ*** تبـارك مـن بقدرتـهِ براكـا
بنيت حضارةً في أرض قفـر*** وباديـةٍ فغـاروا مـن بِناكـا
حضارةَ رحمةٍ، عدلٍ، وطهـر *** ٍوإحسـانٍ أقامتـهـا يـداكـا
وحررت العقول بنـورِ علـم*** ٍفدُورُ العلم تقبسُ مـن هُداكـا
ملكت قلـوبَ أعـرابٍ جفـاةٍ *** أسرت اللُبَّ ممـن قـد رآكـا
ولسـت بغـادرٍ فـظٍّ غليـظٍ *** جهولٍ تظلـمُ الأعـدا سِواكـا
فـلا واللهِ لـم يُفلـحْ كـفـور *** ٌحقودٌ قـد أسـاءك أو قلاكـا
فقـل للحاقـدِ الموتـور تبّـا *** ًوتعساً أيُّ خزيٍ قـد دهاكـا!
فسُنّةُ أحمد انتشـرت كضـوءٍ *** ودينُ محمَّـدٍ يمضـي دراكـا
ونفخُك ليس يطفئُ ضوءَ شمسٍ *** ألا فانفُخْ فقـد أجهـدت فاكـا
أردت النيل من مبعوثِ ربـي *** ولا والله لـن تُؤتـى مُنـاكـا
وعرضُ محمّدٍ إن نلـتَ منـه *** عراكَ الـذلُّ وانهـدت قواكـا
فمت بالغيظِ مذؤومـاً حقيـرا *** ًولُقيـتَ المـذلـةَ والهـلاكـا
فهـذي أمتـي هبـت كليـث *** ٍفعارِكْ إن أطقتَ لهـا عِراكـا
ولا خوفٌ عليك رسولَ أمـنٍ *** فـإن إلهَـك الأعلـى حماكـا
ألا صلى الإلـهُ عليـك دومـا *** ًمتى ما قيـل: أنفسُنـا فداكـا
تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيها حتّى ذكَرْتُك فانْهالتْ قوافيها
(محمّدٌ) قُلْتُ فاخْضرّت رُبى لُغتي وسالَ نَهْرُ فُراتٌ في بواديها
فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُهُ وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيها
تفتحتْ زهرةُ الالفاظِ فاحَ بها مِسْكٌ من القُبّة الخضراء يأتيهأ
وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلها وفجرّ الغار نبعا في فيافيها
تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيتْ لو لمْ تكُن يا رسول الله هاديها
أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بها الى ذ ُرى النور فانجابت دياجيها
أشرقتَ فيها إماما للهُدى ،،علَماً ما زال يخفِق ُ زهوا في سواريها
وحّدْ ت بالدين والايمان موقفها ومنْ سواك على حُب يؤاخيها
كُنت الامامَ لها في كلّ معْتَرَكٍ وكنت أسوة قاصيها ودانيها
في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتدرا طودا وقفْتَ وأعلى من عواليها
رميتّ قبضة حصباءِ بأعْيُنها فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيها
وما رميتَ ولكنّ القدير رمى ولمْ تُخِب رمية ٌ الله راميها
هو الذي أنشأ الاكوانَ قُدرتُهُ طيّ السجل إذا ما شاء يطويها
ياخاتمَ الانبياءِ الفذ ّ ما خُلقتْ أرضٌ ولا تُبّتتْ فيها رواسيها
الاّ لانك آتيها رسولَ هُدىً طوبى لها وحبيب الله آتيها
حقائقُ الكون لم تُدركْ طلاسمُها لولا الحديثُ ولم تُكشفْ خوافيها
حُبيتَ منْزلة ًلاشيئَ يعْدلُها لأنّ ربّ المثاني السّبع حابيها
ورفْعة ًمنْ جبين الشمْس مطلعُها لا شيء في كوننا الفاني يُضاهيها
ياواقفاً بجوار العرْش هيبتُهُ منْ هيبة الله لا تُرقى مراقيها
مكانة لم ينلها في الورى بشرٌ سواكَ في حاضر الدُنيا وماضيها
بنيت للدين مجدا أنت هالتُهُ ونهضة لم تزل لليوم راعيها
سيوفُك العدلُ والفاروقُ قامتُهُ والهاشميّ الذي للباب داحيها
وصاحبُ الغار لا تُحصى مناقبُهُ مؤسسُ الدولة الكبرى وبانيها
وجامعُ الذكر عُثمانٌ أخو كرمٍ كم غزوة بثياب الحرْب كاسيها
ياسيدي يارسول الله كمْ عصفت بي الذنوبُ وأغوتني ملاهيها
وكمْ تحملتُ اوزارا ينوءُ بها عقلي وجسمي وصادتني ضواريها
لكن حُبّكَ يجري في دمي وأنا من غيره موجة ٌ ضاعت شواطيها
يا سيدي يا رسول الله يشفعُ لي اني اشتريتُك بالدُنيا وما فيها
#شبكة_انكور_التطويرية
مجموعة من أجمل ما قيل في شعر مدح الرسول عليه الصلاة والسلام
في ذكرى الهجرة النبوية المطهرة
كل القلوب إلي الحبيب تميل ومعى بهـذا شـــاهد ودليــــل
اما الــدليل إذا ذكرت محمدا ً صارت دموع العارفين تسيل
هذا رسول الله نبراس الهدى هذا لكل العــــالمين رســـول
يا سيد الكونين يا عــلم الهدى هذا المتيم في حمــــاك نزيــل
لو صــادفتني من لدنك عناية لأزور طيبة و الــنخـيل جميل
هذا رســول الله هذا المصطفى هذا لـــرب العــــالمين رســول
هذا الــــذي رد العــــيون بكفه لما بدت فوق الـــخدود تسـيل
هذا الغمـــامة ظللته إذا مشى كانت تقيل إذا الــــحبـيب يقيل
هذا الذي شرف الضريح بجسمه منهــــاجه للسالكين ســـبيل
يــــارب إني قـد مدحـت محمداً فيه ثوابي وللـــــمديــح جزيــل
صلى عليك الله يا عــلم الهدى ما حن مشتـــــاق وســار دليل
وُلِــدَ الهُــدى فَالكائِناتُ ضِيــاءُ وَفَمُ الزَمـــــانِ تَبَسُّمٌ وَثَـنــاءُ
الروحُ وَالمَــلَأُ المَلائِكُ حَــولَهُ لِلـــدينِ وَالــدُنيــا بِهِ بُشَراءُ
وَالعَرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي وَالمُنتَهى وَالسِدرَةُ العَصماءُ
وَحَديقَةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا بِالتُــرجُمـــانِ شَذِيَّةٌ غَنّـــاءُ
وَالوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلًا مِن سَلسَلٍ وَاللَـــوحُ وَالقَلَمُ البَديــعُ رُواءُ
نُظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ في اللَـوحِ وَاسمُ مُحَمَّدٍ طُغَراءُ
اسمُ الجَلالَةِ في بَديـعِ حُروفِهِ أَلِــفٌ هُنالِكَ وَاســمُ طَـــهَ البــاءُ
يا خَيرَ مَن جاءَ الوُجودَ تَحِيَّةً مِن مُرسَلينَ إِلى الهُدى بِكَ جاؤوا
بَيتُ النَبِـيّـينَ الَّذي لا يَلتَقي إِلّا الحَنــائِــفُ فيــهِ وَالحُنَفـــاءُ
خَيرُ الأُبُوَّةِ حــازَهُمْ لَكَ آدَمٌ دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـــوّاءُ
هُم أَدرَكوا عِزَّ النُبُوَّةِ وَانتَهَت فيهـــا إِلَيــكَ العِـــزَّةُ القَعســاءُ
خُلِقَت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها إِنَّ العَظــائِمَ كُفـــؤُها العُظَمــاءُ
بِكَ بَشَّرَ اللَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت وَتَضَـــوَّعَت مِسكًــا بِكَ الغَبـراءُ
وَبَدا مُحَيّـــاكَ الَّذي قَسَمــاتُهُ حَــقٌّ وَغُـــرَّتُهُ هُـــدىً وَحَــيـــاءُ
وَعَلَيهِ مِـن نورِ النُبُــوَّةِ رَونَقٌ وَمِنَ الخَليــــلِ وَهَــديِــهِ سيمـــاءُ
أَثنى المَسيحُ عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ وَتَهَــلَّلـَت وَاهــتَــزَّتِ العَــــذراءُ
يَومٌ يَتيهُ عَلى الزَمانِ صَباحُهُ وَمَــســـــاؤُهُ بِمُـحَــمَّـــدٍ وَضّـــاءُ
الحَقُّ عالي الرُكنِ فيهِ مُظَفَّرٌ فــي المُلكِ لا يَعلـــو عَلَيـــهِ لِواءُ
بأبي وأمي أنت يا خير الورى وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا
يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ بالوحي والقرآن كنتَ مطهرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى
لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ لا تنتهي أبداً ولن تتغيرا
لك يا رسول الله منا نصرةٌ بالفعل والأقوال عما يُفترى
نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ من دون عِرضك بذلها والمشترى
للشر شِرذمةٌ تطاول رسمُها لبستْ بثوب الحقد لوناً أحمرا
قد سولتْ لهمُ نفوسُهم التي خَبُثَتْ ومكرُ القومِ كان مدبَّرا
تبّت يداً غُلَّتْ بِشرّ رسومِها وفعالِها فغدت يميناً أبترا
الدينُ محفوظٌ وسنةُ أحمدٍ والمسلمون يدٌ تواجِه ما جرى
أوَ ما درى الأعداءُ كم كنــا إذا ما استهزؤوا بالدين جنداً مُحضَرا
الرحمةُ المهداةُ جاء مبشِّرا ولأفضلِ كل الديانات قام فأنذرا
ولأكرمِ الأخلاق جاء مُتمِّماً يدعو لأحسنِها ويمحو المنكرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ما قام عبدٌ في الصلاة وكبّرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ما عاقب الليلُ النهارَ وأدبرا
صلى عليه اللهُ في ملكوته ما دارت الأفلاكُ أو نجمٌ سرى
وعليه من لدن الإلهِ تحيةٌ رَوْحٌ وريحانٌ بطيب أثمرا
وختامُها عاد الكلامُ بما بدا بأبي وأمي أنت يا خيرَ الورى
عز الورود .. وطال فيك أوام ……..وأرقت وحدي..والأنام نيام
ورد الجميع ومن سناك تزودوا ……..وطردت عن نبع السنى وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم..ولم أكد .…..وتقطعت نفسي عليك ..وحاموا
قصدوك وامتدحواودوني اغلقت……..أبواب مدحك..فالحروف عقام
أدنوا فأذكرما جنيت فأنثني ……..خجلا..تضيق بحملي الأقدام
أمن الحضيض أريد لمسا للذرى ……..جل المقام.. فلا يطال مقام
وزري يكبلني..ويخرسني الأسى ……..فيموت في طرف اللسان.. كلام
يممت نحوك يا حبيب الله في ……..شوق..تقض مضاجعي الآثام
أرجوالوصول فليل عمري غابة ……..أشواكها.. الأوزار.. والآلام
يا من ولدت فأشرقت بربوعنا ……..نفحات نورك..وانجلى الإظلام
أأعود ظمئآنا وغيري يرتوي ……..أيرد عن حوض النبي ..هيام
كيف الدخول إلى رحاب المصطفى ……..والنفس حيرى والذنوب جسام
أو كلما حاولت إلمام به ……..أزف البلاء فيصعب الإلمام
ماذا أقول وألف ألف قصيدة ……..عصماء قبلي.. سطرت أقلام
مدحوك ما بلغوا برغم ولائهم ……..أسوار مجدك فالدنو لمام
ودنوت مذهولا.. أسيرا لاأرى ……..حيران يلجم شعري الإحجام
وتمزقت نفسي كطفل حائر ……..قد عاقه عمن يحب ..زحام
حتى وقفت أمام قبرك باكيا ……..فتدفق الإحساس ..والإلهام
وتوالت الصور المضيئة كالرؤى ……..وطوى الفؤاد سكينة وسلام
يا ملء روحي..وهج حبك في دمي ……..قبس يضيء سريرتي..وزمام
أنت الحبيب وأنت من أروى لنا ……..حتى أضاء قلوبنا..الإسلام
حوربت لم تخضع ولم تخشى العدى ……..من يحمه الرحمن كيف يضام
وملأت هذا الكون نورا فأختفت……..صور الظلام..وقوضت أصنام
الحزن يملأ يا حبيب جوارحي ……فالمسلمون عن الطريق تعاموا
والذل خيم فالنفوس كئيبة …….وعلى الكبار تطاول الأقزام
الحزن..أصبح خبزنا فمساؤنا ……..شجن ..وطعم صباحناأسقام
واليأس ألقى ظله بنفوسنا ……..فكأن وجه النيرين.. ظلام
أنى اتجهت ففي العيون غشاوة …….وعلىالقلوب من الظلام ركام
الكرب أرقنا وسهد ليلنا …….من مهده الأشواك كيف ينام
يا طيبة الخيرات ذل المسلمون …….ولا مجير وضيعت ..أحلام
يغضون ان سلب الغريب ديارهم …..وعلى القريب شذى التراب حرام
باتوا أسارى حيرة..وتمزقا …….فكأنهم بين الورى..أغنام
ناموا فنام الذل فوق جفونهم …….لاغرو..ضاع الحزم والإقدام
يا هادي الثقلين هل من دعوة …….تدعى..بها يستيقظ النوام
هـلّ الهـلال فكـيـف ضــل الـسـاري *** وعـــلام تـبـقــى حــيــرة الـمـحـتـارٍ
ضحك الطريق لسالكيـه فقـل لمـن *** يـلـوي خـطـاه عــن الطـريـق حــذارِ
وتنفس الصبـح الوضـيء قـلا تسـل *** عــن فـرحــة الأغـصــان والأشـجــارِ
غـنّــت بـواكـيـر الـصـبــاح فـحـرّكــت *** شـجــو الـطـيـور ولـهـفــة الأزهــــارِ
غــنّــت فـمـكّــة وجـهـهــا مـتــألــق *** أمــــلا ووجــــه طـغـاتـهـا مــتـــواري
هــلّ الـهـلال فــلا العـيـون تـــرددت *** فـيـمـا رأتـــه ولا الـعـقــول تــمــاري
والجاهـلـيـة قـــد بـنــت أســوارهــا *** دون الـهـدى فانـظـر إلــى الأســوارِ
واقــرأ عليـهـا ســورة الفـتـح الـتـي *** نــزلــت ولاتــركــن إلـــــى الـكــفّــارِ
أو مـاتـرى البـطـحـاء تـفـتـح قلـبـهـا *** فــرحــاً بـمــقــدم ســيـــد الأبـــــرارِ
عطشى يلمّضها الحنيـن ولـم تـزل *** تهفـو إلـى غيـث الهـدى المـدراري
ماذا ترى الصحراء في جنح الدجـى *** هــي لاتــرى إلا الـضـيـاء الـســاري
وتـرى علـى طيـف المسافـر هـالـة *** بـيـضـاء تــســرق لـهـفــة الأنــظــارِ
وتـــرى عـنـاقـيـد الـضـيــاء ولــوحــة *** خـضـراء قـــد عـرضــت بـغـيـر إطـــارِ
هـي لاتــرى إلا طـلـوع الـبـدر فــي *** غسـق الدجـى وسـعـادة الأمـصـارِ
مـازلـت أسمعـهـا تـصـوغ سـؤالـهـا *** بـعــبــارة تـخــلــو مـــــن الــتــكــرارِ
هـل يستطيـع الليـل ان يبـقـى إذا *** ألـقــى الـصـبـاح قـصـيــدة الأنــــوارِ
مـاذا يقـول حـراء فـي الزمـن الـذي *** غـلـبـت عـلـيـه شـطــارة الـشـطّـارِ
مــــاذا يــقــول لـلاتـهــم ومـنـاتـهـم *** مــــاذا يــقـــول لـطـغـمــة الـكــفّــارِ
مــــاذا يــقــول ومــايــزل مـتـحـفّــزاَ *** مـتـطـلــعــاَ لـخـبــيــئــة الأقــــــــدارِ
طـــب يــاحــراء فللـيـتـيـم حـكـايــة *** نسـجـت ومـنــك بـدايــة الـمـشـوارِ
أو مـاتــراه يـجــيء نـحــوك عــابــداً *** مــتــبــتــلاً لــلـــواحـــد الـــقـــهـــارِ
أو ماتـرى فـي الليـل فيـض دموعـه *** أو مــاتـــرى نـــجـــواه بــالأســحــارِ
أسمعت شيئـاً ياحـراء عـن الفتـى *** أقـــــرأت عــنـــه دفــاتـــر الأخــيـــارِ
طـــب يــاحــراء فــأنــت أول بـقـعــة *** في الأرض سـوف تفيـض بالأسـرارِ
طب ياحـراء فأنـت شاطـىء مركـب *** مــــازال يــرســم لــوحــة الإبــحــارِ
ماجت بحار الكفر حين جرى علـى *** أمـواجـهــا الـرعـنــاء فــــي إصــــرارِ
وتسـاءل الكـفـار حـيـن بــدت لـهـم *** فـي ظلمـة الأهـواء شمعـة سـاري
مـــن ذلـــك الآتـــي يــمــد للـيـلـنـا *** قبسـاً سيكشـف عـن خبايـا الــدارِ
مــن ذلـــك الآتـــي يـزلــزل ملـكـنـا *** ويــــرى عـبـيــد الــقــوم كــالأحــرارِ
مـابـالــه يـتـلــوا كــلامـــا ســاحـــراً *** يـغـري ويـلـقـي خـطـبـة إستـنـفـارِ
هــــذا مـحـمــد يـاقـريــش كـأنـكــم *** لــــــم تــعــرفــوه بــعــفــة ووقــــــارِ
هـــذا الأمــيــن أتـجـهـلـون نــقــاؤه *** وصــــفــــاؤه ووفــــــــاؤه لـــلـــجـــارِ
هـــذا الـصــدوق تـطـهـرت أعـمـاقـه *** فــأتــى ليـرفـعـكـم عــــن الأقـــــذارِ
طـــب يـاحــراء فـأنــت أول سـاحــة *** ستـلـيـن فـيـهـا قـســوة الأحــجــارِ
سترى توهـج لحظـة الوحـي الـذي *** سـيـفـيــض بالـتـبـشـيـر والإنـــــذارِ
إقـرأ ألـم تسـمـع أمـيـن الـوحـي إذ *** نادى الرسـول فقـال لسـت iiبقـاريْ
إقــــرأ فـديـتــك يـامـحـمـد عـنـدمــا *** واجـهـت هـــذا الأمـــر باستـفـسـارِ
وفـــديــــت صـــوتــــك إذ رددتـــهــــا *** آي مـــن الـقــرآن بـاســم الــبــاري
وفـديــت صـوتــك خـائـفـاً متـهـدجـا *** تـدعـو خديـجـة أسـرعـي بـدثــاري
وفديـت صوتـك نـاطـق بالـحـق لــم *** يـمـنـعـك مـالاقـيــت مــــن إنــكـــارِ
وفديت زهدك في مباهج عيشهـم *** وخـلـو قلـبـك مــن هـــوى الـديـنـارِ
يـــا سـيــد الأبـــرار حــبــك دوحــــة *** فـــي خـاطــري صـدّاحــة الأطــيــارِ
والـشــوق مــاهــذا بــشــوق إنــــه *** فــي قلـبـي الـولـهـان جـــذوة iiنـــارِ
حـاولـت إعـطـاء المـشـاعـر صـــورة *** فتهـيـبـت مــــن وصـفـهــا اشــعــارِ
ماذا يقول الشعـر عـن بـدر الدجـى *** لـمّــا يـضـتـيْ مـجـالـس الـسـمــارِ
يـاسـيــد الأبــــرار أمــتـــك الــتـــي *** حـررتـهــا مــــن قـبـضــة الأشـــــرارِ
وغسلـت مــن درن الرذيـلـة ثوبـهـا *** وصـرفــت عـنـهـا قـســوة الإعـصــارِ
ورفــعــت بـالـقــرآن قــــدر رجـالـهــا *** وسـقـيـتـهــا بــالــحــب والإيـــثــــارِ
يـاسـيــد الأبــــرار أمــتــك إلــتـــوت *** فــي عصـرنـا ومـضــت مـــع الـتـيـارِ
شربـت كـؤوس الـذل حيـن تعلقـت *** بـثـقــافــة مـسـمــومــة الأفـــكــــارِ
إنـي إراهــا وهــي تسـحـب ثوبـهـا *** مخـدوعـة فــي قبـضـة السـمـسـارِ
إنــي إراهــا تستـطـيـب خضـوعـهـا *** وتــلــيــن لـلــرهــبــان والأحـــبــــارِ
إنـــي أرى فـيـهــا مــلامــح خــطــة *** لـلـمـعـتـديـن غــريــبــة الأطـــــــوارِ
إنــي أرى بــدع الـمـوالـد اصـبـحـت *** داء يـــهــــدد مــنــهـــج الأخــــيــــارِ
وأرى القباب علـى القبـور تطاولـت *** تـغـري العـيـون بفـنـهـا المـعـمـاري
يـتـبـركـون بــهـــا تــبـــرك جــاهـــل *** أعـمــى البـصـيـرة فــاقــد الإبــصــارِ
فــــرق مـضـلـلـة تـجـســد حـبــهــا *** للمصـطـفـى بالـشـطـح والـمـزمــارِ
أنا لست أعـرف كيـف يجمـع عاقـل *** بــيـــن إمــتـــداح نـبـيـنــا والــطـــارِ
كـبــرت دوائـــر حـزنـنــا وتـعـاظـمـت *** فـــي عـالــم أضـحــى بـغـيـر قـــرارِ
إنــي أقــول لـمـن يـخــادع نـفـسـه *** ويـعـيــش تــحــت سـنــابــك الأوزارِ
سـل أيهـا المخـدوع طيـبـة عنـدمـا *** بـلـغــت مــداهــا نــاقــة الـمـخـتــارِ
ســل صوتـهـا لـمـا تعـالـى هـاتـفـاً *** وشــدى بـألـف قصـيـدة إستبـشـارِ
سل عن حنين الجذع فـي محرابـه *** وعن الحصى فـي لحظـة إستغفـارِ
سـل صحبـة الصديـق وهـو أنيسـه *** فـــي دربـــه ورفـيـقـه فـــي الــغــارِ
سـل حمـزة الأسـد الهصـور فعـنـده *** خــبــر عـــــن الـجــنــات والأنــهـــارِ
سـل وجـه حنظلـة الغسيـل فربـمـا *** أفـضــى إلـيــك الــوجــه بــالأســرارِ
ســل مصـعـب لـمــا تـقـاصـر ثـوبــه *** عــن جسـمـه ومـضـى بنـصـف إزارِ
سل فـي ريـاض الجنـة إبـن رواحـة *** واســـأل جـنـاحـي جـعـفـر الـطـيـارِ
سـل كـل مـن رفعـوا شعـار عقيـدة *** وبهـا اغتنـوا عــن رفــع كــل شـعـارِ
سلهم عن الحـب الصحيـح ووصفـه *** فلـسـوف تسـمـع صــادق الأخـبــارِ
حــب الـرسـول تـمـسـك بشـريـعـة *** غــــرّاء فــــي الإعــــلان والإســــرارِ
حـــب الـرســول تـعـلــق بـصـفـاتـه *** وتــخــلــق بــخــلائـــق الأطـــهــــارِ
حــب الـرسـول حقيـقـة يحـيـا بـهـا *** قــلــب الـتـقــي عـمـيـقــة الآثـــــارِ
إحــيــاء سـنـتــه إقــامــة شــرعـــه *** فــي الأرض دفــع الـشــك بـالإقــرارِ
إحــيــاء سـنـتــه حـقـيـقــة حــبـــه *** في القلب في الكلمات في الأفكارِ
ياسـيـد الأبــرار حـبـك فــي دمـــي *** نـهـر عـلـى أرض الصـبـابـة جـــاري
يـامـن تـركـت لـنـا المحـجـة نبعـهـا *** نــبــع الـيـقـيــن ولـيـلـهــا كـنــهــارِ
سُحـب مـن الإيمـان تنعـش أرضنـا *** بالـغـيـث حـيــن تـخـلــف الأمــطــارِ
لــــك يـانـبــي الله فــــي أعـمـاقـنـا *** قــمــم مــــن الإجـــــلال والإكــبـــارِ
عـهــد علـيـنـا أن نـصــون عـقـولـنـا *** عــن وهــم مبـتـدع وظــنّ مـمـاري
علـمـتـنـا مـعـنــى الــــولاء لـربــنــا *** والـصـبـر عــنــد تــزاحــم الأخــطــارِ
ورسـمـت للتوحـيـد أكـمــل صـــورة *** نفـضـت عــن الأذهــان كـــل غـبــارِ
فــرجــاؤنـــا ودعـــاؤنــــا ويـقـيـنــنــا *** وولاؤنــــــــا لــلـــواحـــد الـــقـــهـــارِ
بانت سعاد فقلبـي اليوم متبــــول متيــم إثرهــا لــــم يـــــــفد مكبـــــــول
وما سعـاد غــداة البين إذ رحلــــوا إلا أغــــــنُّ غضيـضُ الطــرف مكحـــول
هيفـــــاء مقبلـــة عجزاء مدبــــــرة لا يشتكـي قصــــر منــــــها ولا طــــول
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت كـأنــــه منــــهـل بالـــــراح معـلـــــــول
شُجت بذي شبم مــــن ماء محنية صاف بأبطـــح أضحى وهـــو مشمـــول
تنفي الرياح القـذى عنـــه وأفرطه من صــــوب ســــــارية بيض يعــاليـــل
أكرم بهـا خُلــــــة لو أنهـا صـــدقت موعدها أو لـــــو أن النصــــح مقبــــول
لكنها خلة قد سيـــط من دمهــــــا فجــعٌ وولــــــعٌ وإخـــــــلافٌ وتبديــــــلُ
فما تدوم علـى حـــال تكــــون بها كمـــــا تلــــون في أثوابهـــــا الغـــــول
ولا تمسك بالعهـد الـــــذي زعمت إلا كمــــا يمســــــك المـــاء الغرابيــــل
فلا يغرنك ما منت ومـــــــا وعدت إن الأمانـــــــي والأحـــــــــلام تضليــ،ل
كانت مواعيد عرقـوب لها مثـــــلا ً ومـــــا مــــــواعيدهــــا إلا الأباطيـــــــل
أرجو وآمل أن تدنــــــو مودتهـــــا وما إخــــــال لدينــــا منـــــك تنويـــــــل
أمست سعـــاد بأرض لا يبلُغهــــا إلا العِتــــاق النّجيـــــــات المراسيــــــل
ولن يُبلِّغـــــــــها إلا غُـــــــــدا فرة لهـــــا علـــــــى الأين إرقالٌ وتبغيــــــلُ
من كل نضاخـة الذفرى إذا عرقت عرضتها طامـــــــس الأعلام مجهـــــول
ترمي الغُيُوب بعيني مفرد ٍ لهــقٍ إذا توقــــــدت الحــــراز والميــــــــــــــلُ
ضخمـٌ مُقلـــــــدها فَعمٌ مُقيدهــا في خلقـــها عن بنات الفحـــــل تفضيلُ
غلباءُ وجناء علكـــــــــومٌ مذكــرةٌ في دفـهــــــــا سعـــــــةٌ قدّامهــــا ميلُ
وجلدُها من أطــــــوم لا يؤيســــهُ طلــحٌ بضاحيــــة المتين مهــــــــــــزول
حرفٌ أخوها أبوهــــــا من مهجنةٍ وعمُّـــــها خالهـــــا قـــــوداءُ شمـــــليلُ
يمشي القرادُ عليهــــــا ثم يُزلقُهُ منهــــــا لبـــــــانٌ وأقـــــرابٌ زهاليـــــلُ
عيرانةٌ قذفت بالنحض عن عُرُضٍ مرفقُهـــــا عـــن نبــــات الزور مفتــــولُ
كأنما فــــــات عينيها ومذبحهـــــا من خطمـهـــــــا ومـــــن اللحيين برطيلُ
تمرُّ مثل عسيب النخــل ذا خُصلٍ في غـــــــارزٍ لـــــم تخوّنــــهُ الأحاليــــلُ
قنواء فــي حُريتهــــــا للبصيـر بها عتق مبيـــن وفــــي الخدين تسهيــــــلُ
تخذي على سيراتٍ وهي لاحقةٌ ذوابــــــل مسّــهُـــنَّ الأرض تحــــليـــــلُ
سُمرُ العجايات يتركن الحصى زيماً لـــم يقهـــــنّ رؤوس الأكــــــم تنعيـــــلُ
كأنّ أوب ذراعيـــــــها إذا عرقـــت وقـــد تلفّــــــع بالكـــــور العســاقيـــــلُ
يوماً يظلُّ بـه الحربـــــاءُ مصطخداً كـــــأن ضاحيــــــهُ بالشمسِ مملــولُ
وقال للقوم حاديهــم وقد جعلت وُرقُ الجنادب يركضـن الحصى قيلوا
شدَّ النهَّارُ ذراعــا ًعيطـــلٍ نصفٍ قامت فجــاوَبَهَـــــا نــًُــكدٌ مثاكيــــــــلُ
نوَّاحةٌ رخوةُ الضّبعين ليس لهـــــا لمــــا نعى بِكرَهَــــا النّاعون معقــولُ
تفري اللبَانَ بكفيهـــا ومدرعــهــــا مشقــــــقٌ عـــن تراقيهــــــا رعابيـــــل
تسعى الوشاةُ جنابيها وقولهُــــمُ إنك يا ابن أبـــــي سلمــــــى لمقتــــولُ
وقــال كـــــل خليــل ٍ كنتُ آمُلـــهُ لا ألهينـــك إني عنـــــك مشغــــــــــولُ
فقلتُ خلوا سبيلــــي لا أبالكــــم فكل ماقــــدَّرَ الــــرحمنُ مفعـــــــــــولُ
كلُّ ابن أنثى وإن طالــت سلامتُهُ يومــــا ً علــــى آلــةٍ حدباءَ محمـــــولُ
أُنبئتُ أنُّ رســــولَ الله أوعدنـــي والعفـــــو عنـد رســــول الله مأمـــــولُ
مهلاً هداك الذي أعطاك نافلةً الـ ـقـرآن فيـــهـــا مواعيــتظ ُ وتفضيـــــلُ
لا تأخذنــي بأقوال الوُشــــاة ولم أذنب وقـــــــد كثُـــرت فيٌّ الأقاويــــــلُ
لقد أقوم ُ مقامــا ً لـو يقـــــومُ به أرى وأسمع ما لـم يسمـــع الفيــــــــلُ
لظــلَّ يرعُــــــدُ إلاَّ أن يكــــون لــه من الرســــــــول بإذن الله تنويــــــــــلُ
حتى وضعــتُ يمينـــي لا أُنازِعُــهُ فـــي كــفِّ ذي نقمــــاتٍ قيلـــــهُ القيلُ
لتذاك أهيــبُ عنـــدي إذ أُكلِّمُــــهُ وقيــــل إنك منســــــــوبٌ ومســــــؤولُ
من خادرٍ من لُيوثِ الأُسدِ مسكنُهُ من بطـــن عـثَّـرَ غيـــــلٌ دُونــــهُ غيــــلُ
يغدو فيُلحمُ ضـرغــامين عيشُهُما لحمٌ مــــــن القوم مغفـــــــور خراديـــلُ
إذا يُســـــاور قرنا ً لا يحـــــلُّ لهُ أن يترك القِــــرنَ إلا وهـــــو مجــــدولُ
منه تظلُّ سِبتاعُ الجَـــوِّ ضامــــرة ولا تَمَشَّــــى بـــــواديه الأراجيـــــــلُ
ولا يــــزالُ بـــواديه أخــتــو ثقـــةٍ مُطـــــرَّحَ البَزَّ والدِّرســــانِ مأكــولُ
إن الرًّسُولَ لنور يُستضاءُ بِهِ مُهنَّـدٌ مــن سيــــــوف الله مسلــــــــولُ
في فتيةٍ من قريشٍ قال قائلهُـــم ببطـــن مكـــــة لما أسلمــــوا زُولــــــوا
زالوا فما زال أنكـــاسٌ ولا كشفٌ عند اللقـــــاءِ ولا ميـــــلٌ معـــــازيلُ
شُمُّ العرانين أبطـالٌ لبوسُهُـــــمُ من نسج ِ داودَ فــــي الهَيجَـــا سَرَابيـلُ
بيضٌ سوابغ ُ قد شُكت لهـــا حلقٌ كأنَّها حلــــقُ القفعـــــاءِ مَجـــــــدُولُ
يمشونَ مشيَ الجمالِ الزُّهرِ يعصمُهُم ضــربٌ إذا غـــرَّدَ السُّــودُ التَّنابيـلُ
لا يفرحـــون إذا نــالت رماحُهُمُ قومـــا ً وليسُوا مجازيعـــا ً إذا نيلُوا
لا يقـعُ الطعنُ إلا فــي نُحُورِهِمُ وما لهُـــم عن حياض ِ الموتِ تهليـــلُ
محمد أشـرف الأعـراب والعجــم محمد خير من يمشي على قدم
محمد باسـط المعــروف جـامعـه محمد صـاحب الإحسان والكــرم
محمد تــــاج رســل الله قـاطبــة محمد صـادق الأقــوال والكلـــم
محمد ثـابـت الميثــاق حـافــظه محمد طـيب الأخلاق والشيــم
محمد خُـبِـيَت بالنــــور طــينتُـهُ محمد لم يـزل نــوراً من القِــدم
محمد حــاكم بالعدل ذو شـرفٍ محمد مـعـدن الأنعام والحكــم
محمد خير خلق الله من مضــر محمد خــير رسـل الله كلهـــم
محمد دينــه حــق نـديــن بـــه محمد مجملاً حقاً على علــم
محمد ذكــــــره روح لأنـفـسنـا محمد شكره فرض على الأمم
محمد زينــة الدنيــا وبـهـجتـهـا محمد كـاشف الغـمات والظلم
محمـد ســـيد طـابـت مناقـبـهُ محمد صــاغه الرحـمن بالنعم
محمد صـفــوة الباري وخيرتـه محمد طـاهــر من سائر التهم
محمد ضـاحـك للضيف مكرمه محمد جــاره والله لــم يضــم
محمد طـابـت الدنيــا ببعـثتـه محمد جــاء بالآيــات والحكـم
محمد يوم بعث الناس شافعنا محمد نـوره الهادي من الظلم
محمد قـائـم للـه ذو هــــمم محمد خـاتــم للرسـل كلهم
ريم على القاع بين البــان والعلم أحـل سفــك دمـي فــــي الأشهرالحرم
لما رنا حدثتنــــي النفـس قائلة! ياويـح جنبك بالسهــــم المصيـب رمــي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي جرح الأحبــة عنــــدي غيــــــر ذي ألم
يا لائمي في هـواه والهـــوى قدر لو شفـك الوجــد لم تعذل ولـم تلــم!
لقـــد أنلتــك أذنا غـيـــر واعيـة ورب مستمــع والقــــلب في صمــم!
يا ناعس الطرف لاذقت الهوى أبدا أسهرت مضناك في حفـظ الهوى فنم
يا نفس دنياك تخفــــي كل مبكية وإن بــــدا لك منهــــا حسن مبتســــم
صلاح أمـرك للأخــــلاق مرجـعـــه فقــــوم النــفس بالأخــلاق تستقـم
والنفس من خيرها في خيرعافية والنفس من شرهـا في مرتــــع وخـم
إن جل ذنبي عن الغفران لي أمل في الله يجعلنــي فــــي خير معتصـــم
ألقي رجائي إذا عـز المجير على مفرج الكــــرب في الــــدارين والغمـــم
إذا خفضت جناح الذل أسأله عـز الشفاعــــة لــــم أسـأل ســـوى أمـــم
وإن تقدم ذي تقـــوى بصـالحـــة قدمــــت بين يـــــديه عـبــــرة النــــدم
لزمت باب أمير الأنـبيــــاء ومن يمســــك بمفـتـــــاح باب الله يغتنــــــم
محمد صـفـوة الباري ورحـمتـــه وبغيـــة الله مــــن خلــــق ومـــن نسـم
ونودي إقرأ تعـالى الله قائـلهــــا لـــم تتصــل قبل مـــن قيلت له بفـــــم
هنــــاك أذن للرحمــــن فامتـلأت أسـماع مكـــة من قدسـيـــة النغــــم!
سرت بشائر بالهادي ومولده في الشرق والغرب مسرى النور في الظلم
أتيت والنـاس فوضى لا تمر بهـم إلا علـــى صنـم قد هــام في صنـــم!
أسـرى بك الله ليلا إذ ملائـــكــه والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لما خطرت بهم التفوا بسـيدهـم كالشهب بالبـدر أو كالجنـد بالعلــم
صلى وراءك منهـم كل ذي خطـر ومـــن يفــــــز بحـبـيــــب الله يـأتم
جبت السماوات أو ما فـوقهن بهم علــى مـنـــورة دريـــــة اللـجـــم
مشيئة الله الـبـــاري وصنعـتــه وقـدرة الله فـــوق الشــــــك والتهــم
حتى بلغت سماء لا يطـــار لهـــا على جنـاح ولا يسـعـــى علــى قدم
وقـيل كل نبـي عنــــد رتبـتــــه؟ ويا محمـــد هـــذا العـــرش فاستلـم
يا ربي هبـت شعوب مـــن منيتها واستيقـظت أمــم من رقـــدة العـــــدم
رأى قضـاؤك فينــــا رأي حكمتـــه فاكرم بوجهـــك مـن قــاض ومنتقـــم
فالطف لأجل رسول العالميـن بنا ولا تزد قـومــه هــدمــــــا ولا تـســـم
يارب أحسنت بـدء المسلمــين به فتمم الفضــــل وامنح حسن مختتـــــم
رسـول الله .. أنفسنـا فداكـا*** ولا سلِمت من السُّوأى عِداكـا
فُديتَ من الجنـاةِ وكـلّ نـذْل*** ٍتعمَّـدَ مـن سفاهتِـه أذاكــا
ألا شُلّت يـدٌ خطّـت خطايـا*** خيالاً حاقـداً زعمـوا حكاكـا
أرادوا النّيلَ من طـودٍ علـيّ *** ٍوقد نصبوا الحبائـلَ والشِّباكـا
وأنت البدرُ يسمو فـي عـلاه*** ولكن ما استضاؤوا من سناكـا
وأنت الشمـسُ أهدتهـم حيـاةً *** ولكن – حسرةً – جحدوا جداكا
وأنت البحرُ جُدَّت لهـم بـدُرّ *** ّفهل صادوا اللآلئَ من حشاكا؟
وأنت الدوحُ يمنحُهـم ظـلالاً *** ًوأثماراً فهم طعمـوا جناكـا!
وأنت الزهرُ يحبوهـم أريجـاً *** ًوقد نكِـرت أنوفهمـو شذاكـا
همو جهلوك فاشتطـوا عِـداءً *** فهل خبِروك فاكتشفوا فضاكا!
فضاؤك رائقٌ رحْـبٌ جميـل ***ٌ مهيبٌ لا تُطاولُ فـي عُلاكـا
رسولَ الله أنـت لنـا حبيـبٌ *** و ما بقلوبنـا بشـرٌ سواكـا
رسـولَ الله أنـت لنـا شفيـعٌ *** بإذن اللهِ نُحشـرُ فـي لِواكـا
فلا عشنا ولا دمنـا صِحاحـاً *** إذا لم نحمِ مـن كيـدٍ حماكـا
فعذراً يا رسول الله .. عـذرا *** ًفقوم السَّوْءِ قد خرقـوا مداكـا
فقد جعلوك للإرهـابِ رمـزا *** ًوهم عاشوا السَّلام على ذُراكا
وأنت مبَّـرأ مـن كـلِّ سُـوءٍ*** تبـارك مـن بقدرتـهِ براكـا
بنيت حضارةً في أرض قفـر*** وباديـةٍ فغـاروا مـن بِناكـا
حضارةَ رحمةٍ، عدلٍ، وطهـر *** ٍوإحسـانٍ أقامتـهـا يـداكـا
وحررت العقول بنـورِ علـم*** ٍفدُورُ العلم تقبسُ مـن هُداكـا
ملكت قلـوبَ أعـرابٍ جفـاةٍ *** أسرت اللُبَّ ممـن قـد رآكـا
ولسـت بغـادرٍ فـظٍّ غليـظٍ *** جهولٍ تظلـمُ الأعـدا سِواكـا
فـلا واللهِ لـم يُفلـحْ كـفـور *** ٌحقودٌ قـد أسـاءك أو قلاكـا
فقـل للحاقـدِ الموتـور تبّـا *** ًوتعساً أيُّ خزيٍ قـد دهاكـا!
فسُنّةُ أحمد انتشـرت كضـوءٍ *** ودينُ محمَّـدٍ يمضـي دراكـا
ونفخُك ليس يطفئُ ضوءَ شمسٍ *** ألا فانفُخْ فقـد أجهـدت فاكـا
أردت النيل من مبعوثِ ربـي *** ولا والله لـن تُؤتـى مُنـاكـا
وعرضُ محمّدٍ إن نلـتَ منـه *** عراكَ الـذلُّ وانهـدت قواكـا
فمت بالغيظِ مذؤومـاً حقيـرا *** ًولُقيـتَ المـذلـةَ والهـلاكـا
فهـذي أمتـي هبـت كليـث *** ٍفعارِكْ إن أطقتَ لهـا عِراكـا
ولا خوفٌ عليك رسولَ أمـنٍ *** فـإن إلهَـك الأعلـى حماكـا
ألا صلى الإلـهُ عليـك دومـا *** ًمتى ما قيـل: أنفسُنـا فداكـا
تأبى الحُروفُ وتسْتعصي معانيها حتّى ذكَرْتُك فانْهالتْ قوافيها
(محمّدٌ) قُلْتُ فاخْضرّت رُبى لُغتي وسالَ نَهْرُ فُراتٌ في بواديها
فكيفَ يجْدِبُ حَرْفٌ أنْتَ مُلهِمُهُ وكيفَ تظمأ روحٌ أنتَ ساقيها
تفتحتْ زهرةُ الالفاظِ فاحَ بها مِسْكٌ من القُبّة الخضراء يأتيهأ
وضجّ صوتٌ بها دوّى فزلزلها وفجرّ الغار نبعا في فيافيها
تأبّدتْ أممٌ في الشركِ ما بقيتْ لو لمْ تكُن يا رسول الله هاديها
أنقذتَها من ظلام الجهلِ سرْتَ بها الى ذ ُرى النور فانجابت دياجيها
أشرقتَ فيها إماما للهُدى ،،علَماً ما زال يخفِق ُ زهوا في سواريها
وحّدْ ت بالدين والايمان موقفها ومنْ سواك على حُب يؤاخيها
كُنت الامامَ لها في كلّ معْتَرَكٍ وكنت أسوة قاصيها ودانيها
في يوم بدر دحرتَ الشركَ مقتدرا طودا وقفْتَ وأعلى من عواليها
رميتّ قبضة حصباءِ بأعْيُنها فاسّاقطتْ وارتوت منهُا مواضيها
وما رميتَ ولكنّ القدير رمى ولمْ تُخِب رمية ٌ الله راميها
هو الذي أنشأ الاكوانَ قُدرتُهُ طيّ السجل إذا ما شاء يطويها
ياخاتمَ الانبياءِ الفذ ّ ما خُلقتْ أرضٌ ولا تُبّتتْ فيها رواسيها
الاّ لانك آتيها رسولَ هُدىً طوبى لها وحبيب الله آتيها
حقائقُ الكون لم تُدركْ طلاسمُها لولا الحديثُ ولم تُكشفْ خوافيها
حُبيتَ منْزلة ًلاشيئَ يعْدلُها لأنّ ربّ المثاني السّبع حابيها
ورفْعة ًمنْ جبين الشمْس مطلعُها لا شيء في كوننا الفاني يُضاهيها
ياواقفاً بجوار العرْش هيبتُهُ منْ هيبة الله لا تُرقى مراقيها
مكانة لم ينلها في الورى بشرٌ سواكَ في حاضر الدُنيا وماضيها
بنيت للدين مجدا أنت هالتُهُ ونهضة لم تزل لليوم راعيها
سيوفُك العدلُ والفاروقُ قامتُهُ والهاشميّ الذي للباب داحيها
وصاحبُ الغار لا تُحصى مناقبُهُ مؤسسُ الدولة الكبرى وبانيها
وجامعُ الذكر عُثمانٌ أخو كرمٍ كم غزوة بثياب الحرْب كاسيها
ياسيدي يارسول الله كمْ عصفت بي الذنوبُ وأغوتني ملاهيها
وكمْ تحملتُ اوزارا ينوءُ بها عقلي وجسمي وصادتني ضواريها
لكن حُبّكَ يجري في دمي وأنا من غيره موجة ٌ ضاعت شواطيها
يا سيدي يا رسول الله يشفعُ لي اني اشتريتُك بالدُنيا وما فيها
#شبكة_انكور_التطويرية