Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.

موضوع الثقافة و السياسة

Basil Abdallah

عضو جديد
عضو انكور
بداية اشير الى ان الاهتمام في قضية الثقافة تعبير عن موقف فكري يرى في الثقافة عنصرا اساسيا من عناصر حياتنا التي تشمل جميع جوانب نشاطنا الانساني وهذا الاتساع في تحديد مفهوم الثقافة يتطلب ان نوحد في قراءتنا لواقع الثقافة الراهن بين ازمة المجتمع بعامة وازمة الثقافة بخاصة من خلال عرض الجوانب التي تتجسد فيها هذه العلاقة العضوية بين الثقافة وبين مختلف اشكال النشاط الانساني التي تتشكل فيها مجتمعة مع الثقافة مجمل قضايا بلادنا في واقعها الراهن وفي افاق تطورها اللاحق -فاذا تناولنا علاقة الثقافة بالسياسة نجد ان الثقافة بالمعنى الحديث بخاصة وفي شروط التبعية والانعتاق بعامة تستدعي السياسة وتتضمنها بل تشكل معها وحدة عضوية غير قابلة للانقسام حيث تلتقي العلاقتان في حقل التحويل المجتمعي حيث تنزع الثقافة الى انارة السياسة وتحويلها -وتتطلع السياسة الى تحويل جملة العلاقات الاجتماعية ومنها العلاقة الثقافية . ان حضور السياسة بالمعنى المجتمعي شرط لحضور الثقافة وفاعليتها مثلما يكون غياب السياسة بالمعنى المجتمعي ايضا مقدمة لتهميش الثقافة وتغييبها -هنا تتداخل سمات الثقافة والسياسة مع ان الثقافة يجب ان تكون مستقلة عن السياسة . ان وجود السياسة يفترض وجود ذات بشرية حرة وهي حرة لامتلاكها وعيا ثقافيا متطورا -يجعلها قادرة على التمييز والمقارنة والرفض والاحتجاج والقبول والاختيار والمبادرة -ااضافة لذلك فان مايؤشر لوجود الحياة السياسية في مجتمع معين يتحدد بالحركة والمبادرة الشعبية او بما اصطلح على تسميته بحوارية العلاقات الاجتماعية. وعلى هذا فان وجود الاحزاب السياسية ليس مؤشرا بالضرورة على وجود حياة سياسية طالما ان المؤشر الحقيقي للسياسة هو الحركة الشعبية. يمكن استنادا لما تقدم الاستنتاج بغياب السياسة او انطفائها في بلادنا وتفريغها من مضمونها الاساسي القائم على الثقافةوالمعرفة 0 ويعود ذلك لعاملين مترابطين -العامل الاول هو الانهيار للمشاريع الكبيرة ولمرجعياتها الفكرية الامر الذي حول السياسة بعيدا عن ميدانها الحقيقي وبعيدا عن قوانينها ومعاييرها وافرغها من محتواها الثقافي والانساني. العامل الثاني هو غياب الديمقراطية ومصادرة الحريات والارادة الشعبية وتسخير الاجهزة الامنية في عمل منضم هادف الى جعل كل شئ بما في ذلك الثقافة والمثقفين في خدمة السلطة الدموية. جدلية العلاقة بين الثقافة والسياسة تستدعي ايضا جدلية العلاقة بين المثقف والسياسي . ان معاناة المثقفين خلال العقود الاربعة الماضية تشير الى خلل كبير في العلاقة بين المثقف والسياسي على الصعيدين الرسمي وغير الرسمي, هذه العلاقة لم تكن متكافئة في اي وقت -فالسياسي صاحب القرار يعتمد على قوى تقليدية لاعلاقة لها بالثقافة بمفهومها المعرفي, وبالتالي فان السياسي المحترف لايتعامل مع المثقف بندية, بل يرى ان دور المثقف ينحصر في تبرير السياسة, في حين ان الابتعاد عن السلطة والاحتفاظ بمسافة بين المثقف وبينها حلم مطلوب وعقلاني اذا اتيحت الفرصة للمثقف في ان يقيم مثل هذه المسافة . السلطة التي اعنيها ليست مقصورة على النظام الحاكم وانما يشمل المؤسسة الحزبية حتى لو كانت في صفوف المعارضة والسلطة الدينية وسلطة الراي العام والتقاليد السائدة وسلطة الخطاب الثقافي نفسه, ولكن السؤال الذي يطرحه اكثر من مفكر هل يستطيع المثقف فعلا لاقولا ان يتحرر من قوة الولاء والتعصب لهذه الجهة او تلك وهو نتاج هذا المجتمع المتخلف ـوهل يستطيع زعمه التحرر من هذا الولاء ان يصمد امام المحك
 

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى