Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.

عناصر المقالة

Basil Abdallah

عضو جديد
عضو انكور
شروط المقالة : يجب أن تكون المادة واضحة لا لبس فيها و لا غموض ، و أن تكون بعيدة عن التناقض بين المقدمات و النتائج ، فيها من العمق ما يجتذب القارئ و فيها من التركيز ما لا يجعل من قراءتها هدراً للوقت ، و فيها وفاء بالغرض بحيث لا يصاب قارئها بخيبة أمل ، و أن يكون فيها من الطرافة و الجدة بحيث تبتعد عن الهزيل من الرأي، و الشائع من المعرفة ، و السوقي من الفكر ، و فيها من الإمتاع بحيث تكون مطالعتها ترويحاً للنفس أكثر مما تكون عبئاً عليها ، أن تكون المادة واضحة و صحيحة و عميقة و مركزة و وافية للغرض طريفة و ممتعة هذه شروط المادة في المقالة حتى تكون مادة قيمة يقبل عليها القارئ بنهم و شغف .

يقول أحد الكتاب إن مهمة الكاتب ليست في إضعاف النفوس بل في تحريك الرؤوس و كل كاتب لا يثير في الناس رأياً أو فكراً أو مغزى يدفعهم إلى التطور أو النهوض أو السمو على أنفسهم و لا يحرك فيهم غير المشاعر السطحية العابثة و لا يقر فيهم غير الاطمئنان الرخيص و لا يوحي إلا بالإحساس المبتذل و لا يمنحهم غير الراحة الفارغة و لا يغمرهم إلا في التسلية و الملذات السخيفة التي لا تكون فيهم شخصية و لا تثقف فيهم ذهناً و لا تربي فيهم رأياً لهو كاتب يقضي على نمو الشعب و تطور المجتمع هذه الكلمة لأحد الكتّاب يتحدث فيها عن مهمة الكاتب في مضمون المقالة أي في مادتها ، يجب أن تحرك الرؤوس لا أن تضعف النفوس ، يجب أن تثير المثل العليا لا الغرائز السفلى .

و العنصر الثاني في فن المقالة هو الأسلوب : و الأسلوب قبل أن نتحدث عن شروط الأسلوب ، الأسلوب في التعريف هو الصياغة اللغوية و الأدبية لمادة المقالة أو هو القالب الأدبي الذي تصب فيه أفكارها ، و مع أن الكتّاب تختلف أساليبهم بحسب تنوع ثقافتهم و تباين أمزجتهم و تعدد طرائق تفكيرهم و تفاوتهم في قدراتهم التعبيرية و أساليبهم التصويرية و مع ذلك فلا بد من حد أدنى من الخصائص الأسلوبية حتى يصح انتماء المقالة إلى فنون الأدب .

لابد في أسلوب المقالة من الوضوح ، الوضوح كما شاهدتم في المخطط ، الوضوح لقصد الإفهام ، و القوة لقصد التأثير ، و الجمال لقصد الإمتاع ، لابد من الفهم ، و لابد من التأثر ، و لابد من الاستمتاع، فكل شرط من شروط الأسلوب يحقق غرضاً من أغراض الأسلوب ، الوضوح للفهم ، و القوة للتأثير ، و الجمال للإمتاع ، فماذا عن الوضوح وضوح الأسلوب في المقالة ؟ لابد في أسلوب المقالة من الوضوح بقصد الإفهام ، فالوضوح في التفكير أساس الوضوح في التعبير هذه حقيقة مسلم بها ، الوضوح في التفكير أساس الوضوح في التعبير ، مادامت الأفكار واضحة وضوحاً جداً في ذهن الكاتب فلابد أن تأتي أفكاره و أساليبه واضحة كذلك ، و معرفة الفروق الدقيقة بين المترادفات ثم استعمال الكلمة ذات المعنى الدقيق في مكانها المناسب فكلمة لمح كما تشاهدون و لاح و حدج و حدق و حملق و شخص و رنا و استشف و استشرف كل هذه الكلمات تعني النظر، و لكن لكل كلمة معنى دقيقاً جداً يتحدث عن حالة من حالات النظر ، فلمح شيء ظهر ، إنسان نظر ثم أعرض ، بينما لاح شيء ظهر و اختفى ، و أما حدج فهو الحديث و المستمع ممتلئ بالمحبة ، و أما حدق حينما تكبر حدقة العين فهذا هو التحديق ، و أما حملق حينما يظهر حملاق العين و هو باطن الجفن فهذا معنى كلمة حملق ، و أما شخص مع الخوف ، و أما رنا نظر مع السرور، بينما استشف نظر مع التفحص بالأصابع ، و استشرف نظر مع التمطي في الأرجل ، فإذا عرف الكاتب المعاني الدقيقة جداً للكلمات أمكنه أن يستخدمها في مكانها الصحيح و بهذا يسهم استخدام الكلمة بالمعنى الدقيق في توضيح المعنى ، المعنى الواضح يسهم في توضيح الأسلوب و معرفة الفروق الدقيقة بين المترادفات تسهم أيضاً في توضيح الأسلوب و في ذلك معرفة العلاقات في التراكيب و تحديدها تحديداً دقيقاً و عدم الوقوع في اللبس أي احتمال تركيب معنيين في وقت واحد هذا يسهم أيضاً في توضيح أسلوب المقالة .

فالعبارة يسمح مثلاً لو قال أحدهم يسمح ببيع العلف لفلان ، قد يفهم من هذه العبارة أنها سخرية أو استهزاء أو تقريع فكأن فلان حيوان ، بينما يقال يسمح لفلان ببيع العلف فهذه عبارة واضحة محددة ، لا يمكن أن تحتمل معنى آخر ما أراده الكاتب ، فتحديد المعنى من قبل الكاتب عن طريق دقة الصياغة هو الذي يسهم أيضاً في وضوح الأسلوب في المقالة .

كما أن الإكثار من الطباق يزيد المعنى وضوحاً و قديماً قالوا بضدها تتميز الأشياء ، و كذلك المقابلة و المقابلة كما تعرفون تشابك طباقين أو أكثر ، فالمطابقة كالحر و القر ، و الجود و الشح ، و الطيش و الحلم ، إيراد المعاني المتعاكسة في النص من شأنه أن يوضح المعنى توضيحاً جيداً ، أما استخدام الصور بعامة و الصور البيانية بخاصة فهو شيء أساسي في توضيح أسلوب المقالة ، مثال ذلك ، يقول أحد الكتاب معرفاً الأدب : الأدب اليوم عصا بيد الإنسانية بها تسير لا مروداً تكحل به عينيها شبه الأدب بالعصا التي تستعين الإنسانية بها و ليست مروداً و المرود هو ميل الكحل ، ليست مروداً تكحل به عينيها و هو نور براق يفتح الأبصار ، و ليس حلية بديعة ساكنة فوق الصدور .

و الآن ننتقل إلى العنصر الثاني في الأسلوب و هو القوة ، قوة الأسلوب تعني أن هذا الأسلوب شديد التأثير فإذا كان وضوح الأسلوب يحدث عند القارئ قناعة فإن قوة الأسلوب قد تحدث عند القارئ موقفاً ، و الموقف هو أن تقف باتجاه هدف معين و تتحرك نحوه ، إذا كانت العبارات الواضحة تُحدث قناعة فإن قوة الأسلوب تُحدث موقفاً عند القارئ ، و تأتي قوة الأسلوب من حيوية الأفكار و دقتها ، و متانة الجمل و روعتها ، و كذلك تسهم في قوة الأسلوب الكلمات الموحية و العبارات الغنية و الصور الرائعة و التقديم و التأخير و الإيجاز و الإطناب و الخبر و الإنشاء و التأكيد و الإسناد و الفصل و الوصل و كل هذه الكلمات عنوانات لموضوعات مرت بكم في البلاغة و لاسيما في علم المعاني ، مثال ذلك: إذا أردنا أن نعيش سعداء حقاً فما علينا إلا أن نراقب القمح في نموه و الأزهار في تفتحها و نستنشق النسيم العليل و لنقرأ و لنفكر و لنشارك تايلر في إحساسه إذ يقول سلبني اللصوص ما سلبوا و لكنهم تركوا لي الشمس مشرقة و القمر منيراً و المياه الفضية الأدين و زوجة مخلصة تسهر على مصالحي و تربية أطفالي و رفقاء يشدون أزري و يأخذون بيدي في كربي فماذا سلبني اللصوص بعد ذلك؟ لاشيء فها هو ثغري باسم و قلبي ضاحك و ضميري نقي طاهر .

و أما الجمال في الأسلوب و هو العنصر الثالث في الأسلوب الجمال من أجل الإمتاع فهو شيء أساسي أيضاً في الأسلوب حينما يملك الكاتب الذوق الأدبي المرهف و الأذن الموسيقية و القدرات البيانية يستطيع عندئذ أن يتحاشى الكلمات الخشنة و الجمل المتنافرة و الجرس الرتيب ، و حينما يواءم بين الألفاظ و المعاني و يستوحي من خياله الصور المعبرة يكون أسلوبه جميلاً ، لأضرب لكم مثالاً : يقول أحد الكتاب البرج العاجي الخلقي هو السمو عن المطامع المادية و المآرب الشخصية فليس من حق مفكر اليوم أن ينأى بفكره عن معضلات زمانه و لكن من واجبه أن ينأى بخلقه عن مباذل عصره و سقطاته، البرج العاجي عندي هو الصفاء الفكري و النقاء الخلقي و هو الصخرة التي ينبغي أن يعيش فوقها الكاتب ، مرتفعاً عن بحر الدنايا الذي يغمر أهل عصره لا خير عندي من المفكر الذي لا يعطي من شخصه مثلاً أعلى لكل شيء نبيل رفيع جميل .

و أما العنصر الأخير في المقالة فهو الخطة ، و الخطة كما سوف تعرفون مقدمة و عرض و خاتمة ، و يسميها بعضهم الأسلوب الخفيف و هي المنهج العقلي الذي تسير عليه المقالة ، فإذا اجتمعت للكاتب أفكار و آراء يريد بثها للقراء و كان له من الأسلوب ما يستطيع أن تشرق فيه معانيه وجب ألا يهجم على الموضوع من غير أن يهيء له الخطة التي يدفع في سبلها موضوعه ، و الخطة تتألف من مقدمة و عرض و خاتمة. فالمقدمة هي المدخل إلى الموضوع ، و تمهيد لعرض آراء الكاتب ، و يجب أن تكون أفكار مقدمته بديهية مسلماً بها و لا تحتاج إلى برهان و أن تكون شديدة الاتصال بالموضوع ، و أن تكون موجزة و مركزة و مشرقة ، و أما العرض فهو صلب الموضوع و هو الأصل في المقالة و فيه تعرض أفكار الكاتب عرضاً صحيحاً ، وافياً متوازناً مترابطاً متسلسلاً و يستحسن أن يمثل الكاتب لكل فكرة و يربطها بسابقتها و يذكر أهميتها و يشرحها و يعللها و يوازنها مع غيرها و يذكر أصلها و تطورها و يدعمها بشاهد أدبي أو تاريخي .

هذه طريقة عرض الأفكار و يفضل أن تعرض كل فكرة رئيسة في فقرة خاصة ، و في الخاتمة تلخص النتائج التي توصل إليها الكاتب في العرض و يجب أن تكون واضحة صريحة حازمة .
 

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى