بسم الله الرحمن الرحيم
"لا يولي للزمن أهمية إلا كل لبيب"
وهذا حال حضارتنا العثمانية العريقة الذي فاجأني اهتمامها بالساعات بوصفها وعاء الزمن الأول، فقد افتتح أخيراً في مدينة إسطنبول التركية، أول متحف لساعات السلاطين العثمانيين، تعود بعضها لما قبل 150 عام، وذلك في قسم من قصر "دولمة بهتشه" العثماني المطل على مضيق البوسفور.
يضم المتحف 360 ساعة هي الأقدم من بين مجموع ثلاثمائة ساعة كانت تزيّن القصر متنوعة ما بين إنجليزية وفرنسية الصنع، وأخرى عثمانية مصنوعة بصورةٍ محليّة.
أمّا صانع الساعات فقد كان يستخدم خبرته وتجربته في وضع آلية عمل الساعة، ويلبسها من الخارج ثقافته التي تعكس المكان والزمان اللذين عاش فيهما.
تعكس هذه الساعات العثمانية التاريخية الثقافة الإسلامية والتركية في شكلها ومضمونها، إذ يحتوي كل منها على ساعتين واحدة بالتوقيت العالمي، وأخرى تسمى ساعة الأذان وتعتمد دائماً على كون الساعة الثانية عشرة موعد آذان المغرب وانتهاء اليوم.
ولا يقف الأمر عن هذا الحد فحسب بل إن الساعةٍ الشمسية الأولى في التاريخ والتي ظهرت في مصر وبلاد ما بين النهرين، قد طورت في الأناضول أيضاً، الأمر الذي يشير إلى اهتمام هذه الحضارة بالساعات بشكل كبير.
وبما إننا فتحنا الحديث عن تاريخ الساعات، دعوني أخبركم بعض المعلومات عنها؛ وهي أن أول من طوّر واستخدم الساعة الشمسية هم الرومان، تلاهم المسلمون الذين زودوا هذه الساعة بأول نظام متطور، لتتمكن من تحديد أوقات الصلاة الخمسة يومياً بدقة.
وإلى جانب الساعة الشمسية ظهرت الساعة المائية و الرملية أيضاً، وقد استعملت الساعات في الدولة العباسية والدول الإسلامية الأخرى في تحديد أوقات الصلاة، وكان يطلق عليها اسم "مؤقت"، أما المسؤولون عن ترميم الساعات والعناية بها فقد كانوا يقيمون في بيوت تقع جانب المساجد تسمى "موقت هانة" حيث يعملون هناك غالباً.
الزمن صاحبٌ جميل لو أحسنّا صحبته...فلننقش هذا في عقولنا من الآن فصاعداً .. اتفقنا؟
منقوول
والسلام ختام
"لا يولي للزمن أهمية إلا كل لبيب"
وهذا حال حضارتنا العثمانية العريقة الذي فاجأني اهتمامها بالساعات بوصفها وعاء الزمن الأول، فقد افتتح أخيراً في مدينة إسطنبول التركية، أول متحف لساعات السلاطين العثمانيين، تعود بعضها لما قبل 150 عام، وذلك في قسم من قصر "دولمة بهتشه" العثماني المطل على مضيق البوسفور.
يضم المتحف 360 ساعة هي الأقدم من بين مجموع ثلاثمائة ساعة كانت تزيّن القصر متنوعة ما بين إنجليزية وفرنسية الصنع، وأخرى عثمانية مصنوعة بصورةٍ محليّة.
أمّا صانع الساعات فقد كان يستخدم خبرته وتجربته في وضع آلية عمل الساعة، ويلبسها من الخارج ثقافته التي تعكس المكان والزمان اللذين عاش فيهما.
تعكس هذه الساعات العثمانية التاريخية الثقافة الإسلامية والتركية في شكلها ومضمونها، إذ يحتوي كل منها على ساعتين واحدة بالتوقيت العالمي، وأخرى تسمى ساعة الأذان وتعتمد دائماً على كون الساعة الثانية عشرة موعد آذان المغرب وانتهاء اليوم.
ولا يقف الأمر عن هذا الحد فحسب بل إن الساعةٍ الشمسية الأولى في التاريخ والتي ظهرت في مصر وبلاد ما بين النهرين، قد طورت في الأناضول أيضاً، الأمر الذي يشير إلى اهتمام هذه الحضارة بالساعات بشكل كبير.
وبما إننا فتحنا الحديث عن تاريخ الساعات، دعوني أخبركم بعض المعلومات عنها؛ وهي أن أول من طوّر واستخدم الساعة الشمسية هم الرومان، تلاهم المسلمون الذين زودوا هذه الساعة بأول نظام متطور، لتتمكن من تحديد أوقات الصلاة الخمسة يومياً بدقة.
وإلى جانب الساعة الشمسية ظهرت الساعة المائية و الرملية أيضاً، وقد استعملت الساعات في الدولة العباسية والدول الإسلامية الأخرى في تحديد أوقات الصلاة، وكان يطلق عليها اسم "مؤقت"، أما المسؤولون عن ترميم الساعات والعناية بها فقد كانوا يقيمون في بيوت تقع جانب المساجد تسمى "موقت هانة" حيث يعملون هناك غالباً.
الزمن صاحبٌ جميل لو أحسنّا صحبته...فلننقش هذا في عقولنا من الآن فصاعداً .. اتفقنا؟
منقوول
والسلام ختام