الكتاب: شرح التصريف
المؤلف: أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني (المتوفى: 442هـ)
https://2img.net/r/hpimg11/pics/3179202476367tycjypg9kt.png
وإن كان على لغة من قال: "قِيلَ" فالأصل فيه: "بُيِعْتُ" فسكّنوا الباء ونقلوا إليها كسرة الياء، فسكنت الياء ثمّ سقطت لسكونها وسكون ما بعدها.
وإذا كانوا قد أشاروا إلى الضّمّ في: "قِيلَ" وهو غير ملتبس، فالإشارة هاهنا إلى الضّمّ ألزم فيقولون: "بُعْتُ"، ليفرقوا بين كون التّاء فاعلة، وكونها اسم ما لم يسم فاعله.
وإذا كان الماضي على "فَعِلَ" نحو: "هابَ" أصله: "هَيِبَ" فانقلبت الياء ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ويدلُّك على أنّه "فَعِلَ" أنّ مستقبله "يَهابُ" وأصله "يَهِيبُ" فنقلت فتحة الياء إلى ما قبلها، ثمّ أتبعتها فانقلبت ألفًا.
فإن بنيت هذا لما لم يسمّ فاعله فقلت: "هِيبَ زيدٌ"، وأصله: "هُيِبَ" فسكّنوا الهاء، ونقلوا إليها كسرة الياء، فسكنت الياء فقيل: "هِيبَ زيدٌ"، ومنهم من يشير إلى الضّمّ ليدلَّ على الأصل فيقول: "قد هِيبَ".
ومنهم من يسقط الكسرة من الياء في: "هِيبَ" فتسكن الياء وقبلها ضمّة فتنقلب واوًا فيقول: "هُوبَ زيدٌ".
فإذا صار إلى المستقبل اتّفق المذهبان فقالوا: "يُهابُ زيدٌ".
فمن قال في الماضي: "هِيبَ" فأصل المستقبل: "يُهْيَبُ".
ومن قال في الماضي: "هُوبَ" فأصل المستقبل: "يُهْوَبُ".
إلاّ أنّه ينقل فتحة الواو والياء إلى ما قبلهما، ويقلبان ألفًا فيتساوى اللغتان.
فإن أسند "هابَ" إلى فاعل يسكن فيه ياؤه قلت: "هِبْتُ"، والأصل "هَيِبْتُ" فسكنت الهاء ونقلت إليها كسرة الياء ثمّ سقطت الياء لسكونها وسكون ما بعدها.
فهذا أعلّ من موضعه، ولم يكن له بناء غير هذا ينقل إليه ويعلُّ.
فإن كانت التاء اسم ما لم يسمّ فاعله كما قيل في الظّاهر: "هِيبَ زيدٌ" فالأصل فيه: "هُيِبَ" فاللغة الجيدة أن تسكن الهاء وتنقل إليها حركة الياء، وتسقط الياء لسكونها وسكون ما بعدها فيقال: "هِبْتُ".
والجيّد: أن تشير بضمّة ليفرق بين كون التّاء فاعلة، وكونها اسم ما لم يسمّ فاعله.
ويجوز: "هُبْتُ" والأصل: "هُيِبْتُ" فأسقط كسرة الياء، فلمّا سكنت وقبلها ضمّة انقلبت واوًا، ثمّ سقطت لسكونها وسكون ما بعدها.
وتقول في المستقبل: "أُهابُ" على اللغتين، والأصل: "أُهْوَبُ" و"أُهْيَبُ" على المذهبين، فنقل فتحة الياء والواو إلى ما قبلهما فانقلبتا ألفًا فتساوت اللغتان.
وقالوا: "خاف زيدٌ عمرًا" والأصل "خَوِفَ" فانقلبت الواو ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ويدلّك على أنّ الماضي: "فَعِلَ" قوله في المستقبل "يخافُ" وأصله: "يَخْوَفُ" فنقل فتحة الواو إلى ما قبلها فانقلبت الواو ألفًا.
وإذا بنيت هذا الفعل للمفعول قلت: "خِيفَ عمروٌ" والأصل: "خُوِفَ" فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
وفيهم من يشير إلى الضّمّ، ليدلَّ على الأصل فيقول: "خُيْفَ زيدٌ" كما قالوا: "قُيْلَ".
وفيهم من يقول: "خُوفَ" فأسقطوا كسرة الواو، فسكنت وقبلها ضمّة فصحّت، وقالوا في المستقبل على اللغتين: "يُخافُ"، وأصله: "يُخْيَفُ" و"يَخْوَفُ" فألقى فتحة الياء والواو على ما قبلهما فانقلبتا ألفًا إتباعًا للفتحة قبلهما.
فإن أسند: "خاف" إلى ضمير فاعل تسكَّن الفاء فيه قال: "خِفْتُ"، وأصله: "خَوِفْتُ" فسكّن الخاء، وألقى عليها كسرة الواو، فلمّا سكنت الواو وقبلها كسرة انقلبت ياء، ثمّ سقطت لسكونها وسكون ما بعدها، وبقيت الكسرة في الخاء تدلّ عليها.
وقالوا في المستقبل: "يخافُ" والأصل: "يَخْوَفُ"، فألقوا فتحة الواو على ما قبلها، ثمّ أتبعوها الفتحة فصارت ألفًا.
فهذا قد أُعِلَّ من "فَعِلْتُ" ولم يكن له أصل غير هذا ثمّ نقل إلى هذا
وأعلّ منه، وهو مُعَلٌّ من موضعه.
فإن جعلت التّاء اسم ما لم يسم فاعله كما قلت: "خِيف زيدٌ" فالأصل فيه: "خُوِفْتُ" ثمّ تسكن الخاء وتلقى عليها كسرة الواو، فتسكن الواو وقبلها كسرة فتنقلب ياء، ثمّ تسقط لسكونها وسكون ما بعدها، لأنّ الكسرة في الخاء تدلّ عليها.
ومنهم من يشير بضمّة ليدلّ على أنّه لما لم يسم فاعله.
ومنهم من يقول: أصله: "خُوِفَ" فأسقطوا الكسرة من الواو فسكنت الواو وقبلها ضمّة، ثمّ سقطت لسكونها وسكون ما بعدها.
وتقول في المستقبل: "يُخافُ" على اللغتين، والأصل: "يُخْوَفُ" و"يُخْيَفُ" فألقيت فتحة الواو والياء على ما قبلهما، وأتبعتهما الفتحة فصارتا ألفًا.
فعلى هذا تجري هذه الأفعال إذا اتّصلت بالفاعلين المضمرين، وسكن ما قبل الفاعل، والمفعول المضمر الذي يقام مقام الفاعل.
ولم يفعل هذا التّغيير والنّقل مع الأسماء الظّاهرة، لأنّه لو قيل في: "باع زيدٌ" "بِيع زيدٌ"، وفي "خاف زيدٌ": "خِيف زيدٌ" لالتبس الفاعل بما لم يسمّ فاعله، ولكنّهم فعلوا هذا في اسم واحد قال الشّاعر:
وكِيد ضباعُ القُفِّ يأكلن جثّتي ... وكيد خِراشٌ يوم ذلك ييتمُ
والأصل: "كَيِدَ" فسكّنوا الكاف، وألقوا عليها كسرة الياء فصار: "كِيدَ"، لأنّهم أرادوا أن يفرقوا بين "كاد يكادُ" من المقاربة، وبين "كاد يكِيدُ" من الكَيْد.
واعلم أنّ "فُعْلَى" تكون وصفًا، وتكون اسمًا، فإذا كانت اسمًا وعينها
ياء قلبت الياء لسكونها وانضمام ما قبلها واوًا فقالوا: "الكُوسَى" و"الطُوبى" وهما من "الكَيْس" و"الطِّيب".
فإن كانت لام "فُعْلى" واوًا واستعملت اسمًا قلبت واوها ياء قالوا "الدُّنيا" وهو من "دنا يدْنو" و"العُلْيا" وهو من "علا يَعْلُو".
وإنّما قلبوا ليفرقوا بين الاسم والصّفة، وكان التغيير في الاسم أولى من
الصّفة، لانّ الاسم على كلّ وجه أخفّ من الصّفة.
فلو بينت "فُعْلى" من "غَزَوْتُ" وجعلتها اسمًا لقلت: "الغُزْيا"، ولو جعلتها صفة لصحّحت الواو فقلت: "الغُزْوَى".
فأمّا قراءة من قرأ: (تلك إذا قسمة ضيزى) بغير همزة فهي "فُعْلى"، وأصلها: "ضُيْزَى"، وإنّما كسروا أوّلها، وأقرّوا الياء، لأنّهم أمنوا اللّبس من حيث لم يوجد في كلام العرب "فِعْلى" صفة، وإنّما تجيء الصفة على "فِعْلاة" نحو "امرأة سِعْلاة" للكثيرة الصّخب، و"رجل عِزْهاة" للذي لا يحب اللهو مع النساء.
فأمّا قراءة من قرأ: (ضِئْزَى) بالهمز فهو مصدر وصف به.
ولو كانت "الطُوبى" و"الكوسى" وصفين لقيل فيهما: "طيبى" و"كِيسى" كما قالوا: "ضِيزَى".
فإذا كانت "فَعْلَى" اسمًا ولامها ياء قلبوها واوًا ليفرقوا بين الاسم والصّفة قالوا: "تَقْوى" و"شَرْوَى" و"ثَنْوَى" وهو من "شَرَيْتُ" و"وَقَيْتُ" و"ثَنَيْتُ"، ولو كانت وصفًا لقالوا "شَرْيَا" و"تَقْيَا" و"ثَنْيَا" كا قالوا: "خَزْيَا".
ولو بنيت "فَعْلى" اسمًا من "غَزَوْتُ" لقلت: "غَزْوَى" فصحّحت الواو، لأنّك إذا كنت تفرّ من الياء إلى الواو فينبغي أن تتمسّك بالواو إذا ظفرت بها.
ولو كانت "غَزْوَى" وصفًا لصحّت الواو أيضًا، لأنّهم فرّوا من الياء إلى
الواو في الاسم ليفرقوا بينه وبين الصفة، ولم يفرّوا من الواو إلى الياء.
فأمّا القصوى فكان ينبغي أن تكون "القصْيا" على مثال "الدّنْيا" ولكنّه شذّ، فأمّا: "رَيَّا" فهو من "رَوَيْتُ" وأصله: "رَوْيا" فلمّا اجتمعت الواو والياء، وسبقت الأولى بالسّكون قلبوا من الواو ياء، وأدغموا فقالوا: "رَيَّا"، ولو كانت "رَيَّا" اسمًا لقلبوا من الياء واوًا كما قالوا في: "شَرْوَى"، وأدغموا الواو الأولى فيها فكانوا يقولون: "رَوَّى".
فأمّا: "العَوَّى" في اسم النّجم فأصله "عَوْيا" من "عَوَى يعْوِي" ولكنّه اسم وليس بوصف؛ فلأجل هذا قلبوا من الياء واوًا، وأدغموا الواو الأولى فيها فقالوا: "العَوَّى".
فأمّا: "فَعْلاء" فإذا كان وصفًا ولامها واو صحّت الواو فيها قالوا:
"القَنْواء" و"العَشْواء" و"العَثْواء" فأمّا "العَلْياء" في قول الشاعر:
ألا يا بيتُ بالعلياء ... ... ...
فليس بتأنيث "الأعلى" كما قالوا: "الأحمر وحمراء"، لأنّ تأنيث "الأعلى": "العُلْيا" كما قالوا: "الأفضل والفُضْلى" فقلبوا واو "العُلْيا" ياء كما قلبوها في "الدّنيا".
فأمّا: "العَلْياءُ" فكان ينبغي أن يقال: "العَلْواءُ"، ولكن قلبوا الواو ياء لمّا استعملوها استعمال الأسماء، ليفرقوا بين الاسم والصّفة، ألا تراهم صحّحوا
الواو في "القَنْواء" و"العَشْواء" لمّا كانت صفة، ولم تستعمل استعمال الأسماء.
فأمّا رواية من روى: "العَوّاءُ" بالمدّ، وهو شاذٌّ فكان ينبغي أن يكون: "العَيّاءُ" كما قالوا "العَلْياءُ"، لأنّه اسم وأصله: "عَوْياءُ" فتقلب من الواو ياء، وتدغم في الياء التي بعدها، ولكنّه أشبع فتحة الواو الأخيرة فنشأت ألف، فلمّا اجتمع ألفان حرّك الأخيرة فانقلبت همزة فجاء اللفظ: "عَوَّاءُ".
فهذا أجود ما يصرف إليه هذا الشّذوذ إذا كان اسمًا وليس بوصف.
واعلم أنّه قد يجيءُ في الثّلاثيّ الفاء واللام من جنس واحد نحو: "سَلِسَ" و"قَلِقَ"، وقلّما يجيءُ مثل هذا في المعتلّ، إلاّ أنّه قد جاء حرف واحد قالوا: "يدَيْتُ إليه يدًا"، واليد مأخوذة منه، وأصلها: "يَدْيٌ" فحذفوا الياء الأخيرة تخفيفًا فقالوا: "يَدٌ".
ولم تجئ الفاء واللام واوين، وأمّا قولهم في هذا الحرف:
"واوٌ" فقال قومٌ أصله: "وَوَوٌ" كما قالوا: "بَبَّهْ" إلاّ أنّهم قلبوا الواو الوسطى ألفًا فقالوا: "واوٌ"، و"بَبَّةٌ" لا يقاس عليه، لأنّه صوت.
وقال قوم أصله: "وَيَوٌ" فحجزت الياء بين الواوين، ثمّ قلبوها ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
وقد تجيء الفاء "واوًا" واللام "ياءً" قالوا: "وَدَى: يَدِي" من الدِّيَة، و"وَأى: يَئِي" من "الوَاي" وهو الوعد، وقالوا: "وَشَى: يَشِي"
و"وَلِيَ: يَلِي" و"وَهى: يَهِي".
ولا تكون الفاء واللام واوين ليس في الكلام مثل: "وَعَوْتُ".
وقد تكون العين واللام ياءين نحو: "عَيِيَ" و"حَيِيَ".
ولا تكون العين واللام واوين فإن اتّفق مثل هذا بنوه على: "فَعِلْتُ"، لتنقلب الواو الأخيرة ياء، فرارًا من الواوين.
وقد تكون العين واوًا واللام ياء نحو: "طَوَيْتُ" و"شَوَيْتُ" و"رَوَيْتُ".
ولا يجوز أن تكون العين ياء واللام واوًا، لأنّه ليس في كلام العرب مثل "حَيَوْتُ".
وقد تكون الفاء معتلّة، وتصحّ العين واللام نحو: "وَعَدْتُ".
وقد تصحّ الفاء واللام، وتعتلّ العين نحو: "قال" و"باع".
وقد تصحّ الفاء والعين، وتعتلّ اللام نحو: "غزا" و"رمى".
وعلى ما بيّنت لك تجري قواعد التصريف.
وقد ذكرت أنّ الياء والواو إذا وقعتا طرفًا بعد ألف زائدة وليس بعدها تاء التّأنيث فإنّ العرب تقلب منهما همزة في نحو: "رداء" و"كساء"، لأنّهما من "الرِّدْيَة" و"الكِسْوَة"، وقد ذكرت علّة قلبهما فيما تقدّم.
فإن وقعت بعدهما تاء التّأنيث فللعرب فيها مذهبان:
منهم من يصحّح الياء والواو، لأنّ تاء التأنيث قد صارت حرف الإعراب لأنّه بنى الكلمة على التّأنيث، وصارت التّاء لازمة للكلمة، فكأنّها ما انفكّت منها فقال: "عَبايَةٌ" و"صَلايَةٌ" و"شَقاوَةٌ" هذا مذهب.
والمذهب الثاني: أن تتصوّر الكلمة كأنّ الهاء ليست فيها، وكأنّ الاسم مذكّر، فكأنّه قال: "عَبايٌ" و"صَلايٌ" و"عَظايٌ" فهذا يقلب من الياء والواو همزة كما قلبها في "رداء" و"كساء" فيقول: "صَلاءَة" و"عَظاءة" والعلّة في قلبها كالعلّة في قلب "رداء" و"كساء" ثمّ يلحق تاء التّأنيث بعدما استقرّ القلب، ويؤنّث الاسم بعدما كان مذكّرًا فيقول: "عباءة" و"صلاءة" و"عَظاءة" و"شَقاءَة"، وكلّ شيء ورد من الأسماء من هذه الأمثلة فطريق همزه وتصحيحه ما بيّنت لك.
واعلم أنّ النّون قد شبّهوها بحروف المدّ واللّين ووجه شبهها بحروف المدّ واللّين: أنّها تكون علامة للجمع في: "قُمْنَ جواريك" كما قالوا: "قاموا إخوتك" على هذه اللغة.
وتكون النّون علامة للرفع في خمسة أمثلة من الأفعال وهي "تفْعَلِين، وتفعلان، ويفعلان، ويفعلون، وتفعلون"، كما تكون الألف علامة للرّفع إذا قلت: "الزّيدان" والواو علامة للرّفع إذا قلت: "الزّيدون"، والياء علامة للنّصب، والجرّ إذا قلت: "الزّيْدَيْن" و"الزَّيْدِينَ".
وتكون النّون ضمير الفاعلات إذا قلت: "الهنداتُ يقمن" كما تكون الواو ضمير الفاعلين إذا قلت: "الزّيدُون يقومون"، وتكون الياء ضميرًا للفاعلة إذا قلت للمخاطبة: "أنت تقومين".
وتحذف النّون تخفيفًا إذا قلت: "لم يكُ" كما تحذف الياء تخفيفًا إذا قلت: "لا أدْرِ" و"لا أبالِ".
وتسكن النّون في الأسماء المركّبة كما تسكن الياء قالوا: "سُوسَنْجِرْدُ" و"باذِنْجانُ" و"دَسْتَنْبُويَهْ" كما قالوا:
"مَعْدِي كَرِبَ" و"قالِيقَلا".
ويحذفونهما في الجزم في: "لم تفعلي" و"لم تفعلا" و"لم يفعلا" و"لم يفعلوا" و"لم تفعلوا" كما يحذفون الواو والياء والألف من قولهم: "لم يَرْمِ" و"لم يَدْعُ" و"لم يَسْعَ".
ويدغمونهما في الواو والياء بأن يقلبوها إلى جنسها قالوا: "زيد ومحمّد يقومان". (من يقول آمنّا)
وقالوا: "أناسِيُّ" وأصله: "أناسِينُ".
وقلبوا من النّون ألفًا في المنصوب المنصرف إذا قالوا: "لقيتُ زيدًا"، لأنّ التّنوين نون ساكنة.
وأبدلوا من نون التّوكيد ألفًا في الفعل إذا انفتح ما قبلها فقالوا: "اضْرِبا" وفي التنزيل: (لنسفعًا بالنّاصية).
وفي النّون غنّة كما أنّ في حروف المدّ لينًا.
فلمّا أشبهت النّون لحروف المدّ من هذه الوجوه أجروها مجراها، ومع هذا فلا بدّ أن يكون الفرع أنقص من الأصل، ولا يجوز أن يساويه
المؤلف: أبو القاسم عمر بن ثابت الثمانيني (المتوفى: 442هـ)
https://2img.net/r/hpimg11/pics/3179202476367tycjypg9kt.png
وإن كان على لغة من قال: "قِيلَ" فالأصل فيه: "بُيِعْتُ" فسكّنوا الباء ونقلوا إليها كسرة الياء، فسكنت الياء ثمّ سقطت لسكونها وسكون ما بعدها.
وإذا كانوا قد أشاروا إلى الضّمّ في: "قِيلَ" وهو غير ملتبس، فالإشارة هاهنا إلى الضّمّ ألزم فيقولون: "بُعْتُ"، ليفرقوا بين كون التّاء فاعلة، وكونها اسم ما لم يسم فاعله.
وإذا كان الماضي على "فَعِلَ" نحو: "هابَ" أصله: "هَيِبَ" فانقلبت الياء ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ويدلُّك على أنّه "فَعِلَ" أنّ مستقبله "يَهابُ" وأصله "يَهِيبُ" فنقلت فتحة الياء إلى ما قبلها، ثمّ أتبعتها فانقلبت ألفًا.
فإن بنيت هذا لما لم يسمّ فاعله فقلت: "هِيبَ زيدٌ"، وأصله: "هُيِبَ" فسكّنوا الهاء، ونقلوا إليها كسرة الياء، فسكنت الياء فقيل: "هِيبَ زيدٌ"، ومنهم من يشير إلى الضّمّ ليدلَّ على الأصل فيقول: "قد هِيبَ".
ومنهم من يسقط الكسرة من الياء في: "هِيبَ" فتسكن الياء وقبلها ضمّة فتنقلب واوًا فيقول: "هُوبَ زيدٌ".
فإذا صار إلى المستقبل اتّفق المذهبان فقالوا: "يُهابُ زيدٌ".
فمن قال في الماضي: "هِيبَ" فأصل المستقبل: "يُهْيَبُ".
ومن قال في الماضي: "هُوبَ" فأصل المستقبل: "يُهْوَبُ".
إلاّ أنّه ينقل فتحة الواو والياء إلى ما قبلهما، ويقلبان ألفًا فيتساوى اللغتان.
فإن أسند "هابَ" إلى فاعل يسكن فيه ياؤه قلت: "هِبْتُ"، والأصل "هَيِبْتُ" فسكنت الهاء ونقلت إليها كسرة الياء ثمّ سقطت الياء لسكونها وسكون ما بعدها.
فهذا أعلّ من موضعه، ولم يكن له بناء غير هذا ينقل إليه ويعلُّ.
فإن كانت التاء اسم ما لم يسمّ فاعله كما قيل في الظّاهر: "هِيبَ زيدٌ" فالأصل فيه: "هُيِبَ" فاللغة الجيدة أن تسكن الهاء وتنقل إليها حركة الياء، وتسقط الياء لسكونها وسكون ما بعدها فيقال: "هِبْتُ".
والجيّد: أن تشير بضمّة ليفرق بين كون التّاء فاعلة، وكونها اسم ما لم يسمّ فاعله.
ويجوز: "هُبْتُ" والأصل: "هُيِبْتُ" فأسقط كسرة الياء، فلمّا سكنت وقبلها ضمّة انقلبت واوًا، ثمّ سقطت لسكونها وسكون ما بعدها.
وتقول في المستقبل: "أُهابُ" على اللغتين، والأصل: "أُهْوَبُ" و"أُهْيَبُ" على المذهبين، فنقل فتحة الياء والواو إلى ما قبلهما فانقلبتا ألفًا فتساوت اللغتان.
وقالوا: "خاف زيدٌ عمرًا" والأصل "خَوِفَ" فانقلبت الواو ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها، ويدلّك على أنّ الماضي: "فَعِلَ" قوله في المستقبل "يخافُ" وأصله: "يَخْوَفُ" فنقل فتحة الواو إلى ما قبلها فانقلبت الواو ألفًا.
وإذا بنيت هذا الفعل للمفعول قلت: "خِيفَ عمروٌ" والأصل: "خُوِفَ" فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها.
وفيهم من يشير إلى الضّمّ، ليدلَّ على الأصل فيقول: "خُيْفَ زيدٌ" كما قالوا: "قُيْلَ".
وفيهم من يقول: "خُوفَ" فأسقطوا كسرة الواو، فسكنت وقبلها ضمّة فصحّت، وقالوا في المستقبل على اللغتين: "يُخافُ"، وأصله: "يُخْيَفُ" و"يَخْوَفُ" فألقى فتحة الياء والواو على ما قبلهما فانقلبتا ألفًا إتباعًا للفتحة قبلهما.
فإن أسند: "خاف" إلى ضمير فاعل تسكَّن الفاء فيه قال: "خِفْتُ"، وأصله: "خَوِفْتُ" فسكّن الخاء، وألقى عليها كسرة الواو، فلمّا سكنت الواو وقبلها كسرة انقلبت ياء، ثمّ سقطت لسكونها وسكون ما بعدها، وبقيت الكسرة في الخاء تدلّ عليها.
وقالوا في المستقبل: "يخافُ" والأصل: "يَخْوَفُ"، فألقوا فتحة الواو على ما قبلها، ثمّ أتبعوها الفتحة فصارت ألفًا.
فهذا قد أُعِلَّ من "فَعِلْتُ" ولم يكن له أصل غير هذا ثمّ نقل إلى هذا
وأعلّ منه، وهو مُعَلٌّ من موضعه.
فإن جعلت التّاء اسم ما لم يسم فاعله كما قلت: "خِيف زيدٌ" فالأصل فيه: "خُوِفْتُ" ثمّ تسكن الخاء وتلقى عليها كسرة الواو، فتسكن الواو وقبلها كسرة فتنقلب ياء، ثمّ تسقط لسكونها وسكون ما بعدها، لأنّ الكسرة في الخاء تدلّ عليها.
ومنهم من يشير بضمّة ليدلّ على أنّه لما لم يسم فاعله.
ومنهم من يقول: أصله: "خُوِفَ" فأسقطوا الكسرة من الواو فسكنت الواو وقبلها ضمّة، ثمّ سقطت لسكونها وسكون ما بعدها.
وتقول في المستقبل: "يُخافُ" على اللغتين، والأصل: "يُخْوَفُ" و"يُخْيَفُ" فألقيت فتحة الواو والياء على ما قبلهما، وأتبعتهما الفتحة فصارتا ألفًا.
فعلى هذا تجري هذه الأفعال إذا اتّصلت بالفاعلين المضمرين، وسكن ما قبل الفاعل، والمفعول المضمر الذي يقام مقام الفاعل.
ولم يفعل هذا التّغيير والنّقل مع الأسماء الظّاهرة، لأنّه لو قيل في: "باع زيدٌ" "بِيع زيدٌ"، وفي "خاف زيدٌ": "خِيف زيدٌ" لالتبس الفاعل بما لم يسمّ فاعله، ولكنّهم فعلوا هذا في اسم واحد قال الشّاعر:
وكِيد ضباعُ القُفِّ يأكلن جثّتي ... وكيد خِراشٌ يوم ذلك ييتمُ
والأصل: "كَيِدَ" فسكّنوا الكاف، وألقوا عليها كسرة الياء فصار: "كِيدَ"، لأنّهم أرادوا أن يفرقوا بين "كاد يكادُ" من المقاربة، وبين "كاد يكِيدُ" من الكَيْد.
واعلم أنّ "فُعْلَى" تكون وصفًا، وتكون اسمًا، فإذا كانت اسمًا وعينها
ياء قلبت الياء لسكونها وانضمام ما قبلها واوًا فقالوا: "الكُوسَى" و"الطُوبى" وهما من "الكَيْس" و"الطِّيب".
فإن كانت لام "فُعْلى" واوًا واستعملت اسمًا قلبت واوها ياء قالوا "الدُّنيا" وهو من "دنا يدْنو" و"العُلْيا" وهو من "علا يَعْلُو".
وإنّما قلبوا ليفرقوا بين الاسم والصّفة، وكان التغيير في الاسم أولى من
الصّفة، لانّ الاسم على كلّ وجه أخفّ من الصّفة.
فلو بينت "فُعْلى" من "غَزَوْتُ" وجعلتها اسمًا لقلت: "الغُزْيا"، ولو جعلتها صفة لصحّحت الواو فقلت: "الغُزْوَى".
فأمّا قراءة من قرأ: (تلك إذا قسمة ضيزى) بغير همزة فهي "فُعْلى"، وأصلها: "ضُيْزَى"، وإنّما كسروا أوّلها، وأقرّوا الياء، لأنّهم أمنوا اللّبس من حيث لم يوجد في كلام العرب "فِعْلى" صفة، وإنّما تجيء الصفة على "فِعْلاة" نحو "امرأة سِعْلاة" للكثيرة الصّخب، و"رجل عِزْهاة" للذي لا يحب اللهو مع النساء.
فأمّا قراءة من قرأ: (ضِئْزَى) بالهمز فهو مصدر وصف به.
ولو كانت "الطُوبى" و"الكوسى" وصفين لقيل فيهما: "طيبى" و"كِيسى" كما قالوا: "ضِيزَى".
فإذا كانت "فَعْلَى" اسمًا ولامها ياء قلبوها واوًا ليفرقوا بين الاسم والصّفة قالوا: "تَقْوى" و"شَرْوَى" و"ثَنْوَى" وهو من "شَرَيْتُ" و"وَقَيْتُ" و"ثَنَيْتُ"، ولو كانت وصفًا لقالوا "شَرْيَا" و"تَقْيَا" و"ثَنْيَا" كا قالوا: "خَزْيَا".
ولو بنيت "فَعْلى" اسمًا من "غَزَوْتُ" لقلت: "غَزْوَى" فصحّحت الواو، لأنّك إذا كنت تفرّ من الياء إلى الواو فينبغي أن تتمسّك بالواو إذا ظفرت بها.
ولو كانت "غَزْوَى" وصفًا لصحّت الواو أيضًا، لأنّهم فرّوا من الياء إلى
الواو في الاسم ليفرقوا بينه وبين الصفة، ولم يفرّوا من الواو إلى الياء.
فأمّا القصوى فكان ينبغي أن تكون "القصْيا" على مثال "الدّنْيا" ولكنّه شذّ، فأمّا: "رَيَّا" فهو من "رَوَيْتُ" وأصله: "رَوْيا" فلمّا اجتمعت الواو والياء، وسبقت الأولى بالسّكون قلبوا من الواو ياء، وأدغموا فقالوا: "رَيَّا"، ولو كانت "رَيَّا" اسمًا لقلبوا من الياء واوًا كما قالوا في: "شَرْوَى"، وأدغموا الواو الأولى فيها فكانوا يقولون: "رَوَّى".
فأمّا: "العَوَّى" في اسم النّجم فأصله "عَوْيا" من "عَوَى يعْوِي" ولكنّه اسم وليس بوصف؛ فلأجل هذا قلبوا من الياء واوًا، وأدغموا الواو الأولى فيها فقالوا: "العَوَّى".
فأمّا: "فَعْلاء" فإذا كان وصفًا ولامها واو صحّت الواو فيها قالوا:
"القَنْواء" و"العَشْواء" و"العَثْواء" فأمّا "العَلْياء" في قول الشاعر:
ألا يا بيتُ بالعلياء ... ... ...
فليس بتأنيث "الأعلى" كما قالوا: "الأحمر وحمراء"، لأنّ تأنيث "الأعلى": "العُلْيا" كما قالوا: "الأفضل والفُضْلى" فقلبوا واو "العُلْيا" ياء كما قلبوها في "الدّنيا".
فأمّا: "العَلْياءُ" فكان ينبغي أن يقال: "العَلْواءُ"، ولكن قلبوا الواو ياء لمّا استعملوها استعمال الأسماء، ليفرقوا بين الاسم والصّفة، ألا تراهم صحّحوا
الواو في "القَنْواء" و"العَشْواء" لمّا كانت صفة، ولم تستعمل استعمال الأسماء.
فأمّا رواية من روى: "العَوّاءُ" بالمدّ، وهو شاذٌّ فكان ينبغي أن يكون: "العَيّاءُ" كما قالوا "العَلْياءُ"، لأنّه اسم وأصله: "عَوْياءُ" فتقلب من الواو ياء، وتدغم في الياء التي بعدها، ولكنّه أشبع فتحة الواو الأخيرة فنشأت ألف، فلمّا اجتمع ألفان حرّك الأخيرة فانقلبت همزة فجاء اللفظ: "عَوَّاءُ".
فهذا أجود ما يصرف إليه هذا الشّذوذ إذا كان اسمًا وليس بوصف.
واعلم أنّه قد يجيءُ في الثّلاثيّ الفاء واللام من جنس واحد نحو: "سَلِسَ" و"قَلِقَ"، وقلّما يجيءُ مثل هذا في المعتلّ، إلاّ أنّه قد جاء حرف واحد قالوا: "يدَيْتُ إليه يدًا"، واليد مأخوذة منه، وأصلها: "يَدْيٌ" فحذفوا الياء الأخيرة تخفيفًا فقالوا: "يَدٌ".
ولم تجئ الفاء واللام واوين، وأمّا قولهم في هذا الحرف:
"واوٌ" فقال قومٌ أصله: "وَوَوٌ" كما قالوا: "بَبَّهْ" إلاّ أنّهم قلبوا الواو الوسطى ألفًا فقالوا: "واوٌ"، و"بَبَّةٌ" لا يقاس عليه، لأنّه صوت.
وقال قوم أصله: "وَيَوٌ" فحجزت الياء بين الواوين، ثمّ قلبوها ألفًا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
وقد تجيء الفاء "واوًا" واللام "ياءً" قالوا: "وَدَى: يَدِي" من الدِّيَة، و"وَأى: يَئِي" من "الوَاي" وهو الوعد، وقالوا: "وَشَى: يَشِي"
و"وَلِيَ: يَلِي" و"وَهى: يَهِي".
ولا تكون الفاء واللام واوين ليس في الكلام مثل: "وَعَوْتُ".
وقد تكون العين واللام ياءين نحو: "عَيِيَ" و"حَيِيَ".
ولا تكون العين واللام واوين فإن اتّفق مثل هذا بنوه على: "فَعِلْتُ"، لتنقلب الواو الأخيرة ياء، فرارًا من الواوين.
وقد تكون العين واوًا واللام ياء نحو: "طَوَيْتُ" و"شَوَيْتُ" و"رَوَيْتُ".
ولا يجوز أن تكون العين ياء واللام واوًا، لأنّه ليس في كلام العرب مثل "حَيَوْتُ".
وقد تكون الفاء معتلّة، وتصحّ العين واللام نحو: "وَعَدْتُ".
وقد تصحّ الفاء واللام، وتعتلّ العين نحو: "قال" و"باع".
وقد تصحّ الفاء والعين، وتعتلّ اللام نحو: "غزا" و"رمى".
وعلى ما بيّنت لك تجري قواعد التصريف.
وقد ذكرت أنّ الياء والواو إذا وقعتا طرفًا بعد ألف زائدة وليس بعدها تاء التّأنيث فإنّ العرب تقلب منهما همزة في نحو: "رداء" و"كساء"، لأنّهما من "الرِّدْيَة" و"الكِسْوَة"، وقد ذكرت علّة قلبهما فيما تقدّم.
فإن وقعت بعدهما تاء التّأنيث فللعرب فيها مذهبان:
منهم من يصحّح الياء والواو، لأنّ تاء التأنيث قد صارت حرف الإعراب لأنّه بنى الكلمة على التّأنيث، وصارت التّاء لازمة للكلمة، فكأنّها ما انفكّت منها فقال: "عَبايَةٌ" و"صَلايَةٌ" و"شَقاوَةٌ" هذا مذهب.
والمذهب الثاني: أن تتصوّر الكلمة كأنّ الهاء ليست فيها، وكأنّ الاسم مذكّر، فكأنّه قال: "عَبايٌ" و"صَلايٌ" و"عَظايٌ" فهذا يقلب من الياء والواو همزة كما قلبها في "رداء" و"كساء" فيقول: "صَلاءَة" و"عَظاءة" والعلّة في قلبها كالعلّة في قلب "رداء" و"كساء" ثمّ يلحق تاء التّأنيث بعدما استقرّ القلب، ويؤنّث الاسم بعدما كان مذكّرًا فيقول: "عباءة" و"صلاءة" و"عَظاءة" و"شَقاءَة"، وكلّ شيء ورد من الأسماء من هذه الأمثلة فطريق همزه وتصحيحه ما بيّنت لك.
واعلم أنّ النّون قد شبّهوها بحروف المدّ واللّين ووجه شبهها بحروف المدّ واللّين: أنّها تكون علامة للجمع في: "قُمْنَ جواريك" كما قالوا: "قاموا إخوتك" على هذه اللغة.
وتكون النّون علامة للرفع في خمسة أمثلة من الأفعال وهي "تفْعَلِين، وتفعلان، ويفعلان، ويفعلون، وتفعلون"، كما تكون الألف علامة للرّفع إذا قلت: "الزّيدان" والواو علامة للرّفع إذا قلت: "الزّيدون"، والياء علامة للنّصب، والجرّ إذا قلت: "الزّيْدَيْن" و"الزَّيْدِينَ".
وتكون النّون ضمير الفاعلات إذا قلت: "الهنداتُ يقمن" كما تكون الواو ضمير الفاعلين إذا قلت: "الزّيدُون يقومون"، وتكون الياء ضميرًا للفاعلة إذا قلت للمخاطبة: "أنت تقومين".
وتحذف النّون تخفيفًا إذا قلت: "لم يكُ" كما تحذف الياء تخفيفًا إذا قلت: "لا أدْرِ" و"لا أبالِ".
وتسكن النّون في الأسماء المركّبة كما تسكن الياء قالوا: "سُوسَنْجِرْدُ" و"باذِنْجانُ" و"دَسْتَنْبُويَهْ" كما قالوا:
"مَعْدِي كَرِبَ" و"قالِيقَلا".
ويحذفونهما في الجزم في: "لم تفعلي" و"لم تفعلا" و"لم يفعلا" و"لم يفعلوا" و"لم تفعلوا" كما يحذفون الواو والياء والألف من قولهم: "لم يَرْمِ" و"لم يَدْعُ" و"لم يَسْعَ".
ويدغمونهما في الواو والياء بأن يقلبوها إلى جنسها قالوا: "زيد ومحمّد يقومان". (من يقول آمنّا)
وقالوا: "أناسِيُّ" وأصله: "أناسِينُ".
وقلبوا من النّون ألفًا في المنصوب المنصرف إذا قالوا: "لقيتُ زيدًا"، لأنّ التّنوين نون ساكنة.
وأبدلوا من نون التّوكيد ألفًا في الفعل إذا انفتح ما قبلها فقالوا: "اضْرِبا" وفي التنزيل: (لنسفعًا بالنّاصية).
وفي النّون غنّة كما أنّ في حروف المدّ لينًا.
فلمّا أشبهت النّون لحروف المدّ من هذه الوجوه أجروها مجراها، ومع هذا فلا بدّ أن يكون الفرع أنقص من الأصل، ولا يجوز أن يساويه