ألا إن ليل الجهل أَسود دامسُ
لشاعر العراق جميل صدقي الزهاوي
ألا إن ليل الجهل أَسود دامسُ
وإن نهار العلم أَبيض شامسُ
تشق حياة ما لها من مدرب
وَتشقى بلاد ليس فيها مدارس
ومن لم يحط علماً بأمر محيطه
عداه الهدى أَو أَقلَقته الهواجس
تَنام بأمن أُمَّةٌ ملء جفنها
لها العلم إن لم يسهر السيف حارس
وَللعلم أَيام هي السعد كله
وأَمّا لَيالي الجهل فهي مناحس
وَلَيسَ كمثل العلم للمال حافظ
وَلَيسَ كمثل الجهل للمال طامس
وَنحن بعصر لَم يكن فيه مفلحاً
بأَعماله إلا الَّذي هُوَ دارس
إذا المرء فاِعلم طال في العلم باعه
تناول ما قد رامه وَهو جالس
قضى أن يعيش الناس في الأرض ربهم
وَذو الجهل مَرؤوس وَذو العلم رائس
إذا ما أَقام العلم راية أُمة
فَلَيسَ لها حتى القيامة ناكس
وَخير مرب للتلاميذ عارف
بما هُوَ في ذهن التَلاميذ غارس
ستأتي ثماراً يانعات عقولهم
إذا عولجت بالعلم تلك المغارس
وكائن لنا من عادة ساء أَمرها
وَلما يقبحْها إلى الشعب نابس
إذا خلق الثوب الَّذي يلبس الفَتى
فأخلق بأن يستبدل الثوب لابس
إلينا اِلتفت يوماً من الدهر واِبتسم
بأوجهنا يا علم فالجهل عابِس
أَلَم تجر عفواً في جوارك دجلة
فَقُل لي لماذا أَنت يا حقل يابس
يَلوح لعيني حيثما أَنا ناظر
معاهد علم في العراق دوارس
أَقمنا إذ الأقوام طراً تقدموا
بمنزلة فيها الرؤوس نواكس
يهدد بغداد اِختناق كأَنَّما
من الجهل قد سدت عليها المنافس
فَيا قوم من شر الجهالات فلنخف
فهن لنا هن الذئاب النواهس
لشاعر العراق جميل صدقي الزهاوي
ألا إن ليل الجهل أَسود دامسُ
وإن نهار العلم أَبيض شامسُ
تشق حياة ما لها من مدرب
وَتشقى بلاد ليس فيها مدارس
ومن لم يحط علماً بأمر محيطه
عداه الهدى أَو أَقلَقته الهواجس
تَنام بأمن أُمَّةٌ ملء جفنها
لها العلم إن لم يسهر السيف حارس
وَللعلم أَيام هي السعد كله
وأَمّا لَيالي الجهل فهي مناحس
وَلَيسَ كمثل العلم للمال حافظ
وَلَيسَ كمثل الجهل للمال طامس
وَنحن بعصر لَم يكن فيه مفلحاً
بأَعماله إلا الَّذي هُوَ دارس
إذا المرء فاِعلم طال في العلم باعه
تناول ما قد رامه وَهو جالس
قضى أن يعيش الناس في الأرض ربهم
وَذو الجهل مَرؤوس وَذو العلم رائس
إذا ما أَقام العلم راية أُمة
فَلَيسَ لها حتى القيامة ناكس
وَخير مرب للتلاميذ عارف
بما هُوَ في ذهن التَلاميذ غارس
ستأتي ثماراً يانعات عقولهم
إذا عولجت بالعلم تلك المغارس
وكائن لنا من عادة ساء أَمرها
وَلما يقبحْها إلى الشعب نابس
إذا خلق الثوب الَّذي يلبس الفَتى
فأخلق بأن يستبدل الثوب لابس
إلينا اِلتفت يوماً من الدهر واِبتسم
بأوجهنا يا علم فالجهل عابِس
أَلَم تجر عفواً في جوارك دجلة
فَقُل لي لماذا أَنت يا حقل يابس
يَلوح لعيني حيثما أَنا ناظر
معاهد علم في العراق دوارس
أَقمنا إذ الأقوام طراً تقدموا
بمنزلة فيها الرؤوس نواكس
يهدد بغداد اِختناق كأَنَّما
من الجهل قد سدت عليها المنافس
فَيا قوم من شر الجهالات فلنخف
فهن لنا هن الذئاب النواهس