تهدف هذه السلسلة من المواضيع التي سأنشرها على منتدى انكور التطويري إلى رسم صورة شاملة لتطور الحضارات العالمية، بما تضمنته من اكتشافات علمية وابتكارات تكنولوجية، وذلك لإبراز تنوع أصول الثقافات الإنسانية المبكرة. فلا يمكننا فهم أنفسنا بوضوح إلا من خلال الفهم الكامل للعالم. وفي سلسلة المواضيع هذه، سيتم اختيار حضارات وأحداث ذات تأثير تاريخي عميق على المجتمع البشري وبالتركيز على توضيح أصول ومسارات تطور العلوم في مختلف الحضارات، إلى جانب أهمية بعض الأحداث المفتاحية في تطور الحضارة الإنسانية، فإن السرد التالي سيكون مختلفًا عن السرد التقليدي لتاريخ العالم. وهذا هو الموضوع الثالث من السلسلة بعد موضوع حوضا نهري السند والغانج، وهو السلالة الجديدة لبابل.
السلالة الجديدة لبابل
أنشأ الكلدانيون السلالة الجديدة لبابل، والتي حلّت محل آشور لتصبح القوة القائدة في منطقة بلاد الرافدين بين عامي 626 ق.م و538 ق.م، وهي فترة تعادل تقريبًا الحقبة بين دوق مملكة تشين "مو" والحكيم كونفوشيوس في الصين. ويُعد نبوخذ نصر الثاني أشهر حكام بابل الجديدة، وقد حكمها في فترة تلت بقليل حكم دوق هوان لمملكة "تشي" في الصين. وهو نبوخذ نصر الثاني الذي دمّر القدس وتسبب في محنة "السبي البابلي". كما أنه هو من طرد القوات المصرية من قارة آسيا. ويُقال إن "الحدائق المعلقة"، إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، قد أُقيمت بأمر منه. وفي نهاية القرن التاسع عشر، تم اكتشاف أنظمة كاملة لتزويد المياه وتصريفها في أطلال المدينة القديمة في بابل، مما قدم دليلًا هامًا على صحة هذه الأسطورة.
وقد تميزت بابل الجديدة بتطور علمي ملحوظ، وكان علم الفلك من أبرز العلوم فيها، وإنْ كان غالبًا ما يُخلط بعلم التنجيم. ففي تلك الفترة، كان البابليون قد تعلموا التمييز بين النجوم والكواكب، وقدموا مفاهيم مثل دائرة البروج و"البيوت الفلكية الاثني عشر"، كما حددوا طول السنة المدارية ووضعوا قواعد تحديد السنوات الكبيسة. ويُعتقد أن البابليين كانوا قادرين على التنبؤ بكسوف الشمس وخسوف القمر. أما نظام الأسبوع المكوَّن من سبعة أيام، والذي ما يزال مستخدمًا حتى اليوم، وكذلك الربط بين كل يوم من أيام الأسبوع وبين الأجرام السماوية السبعة: الشمس، القمر، الزهرة، المشتري، عطارد، المريخ، وزحل، فقد نشأ أيضًا خلال عصر بابل الجديدة.
وقد تميزت بابل الجديدة بتطور علمي ملحوظ، وكان علم الفلك من أبرز العلوم فيها، وإنْ كان غالبًا ما يُخلط بعلم التنجيم. ففي تلك الفترة، كان البابليون قد تعلموا التمييز بين النجوم والكواكب، وقدموا مفاهيم مثل دائرة البروج و"البيوت الفلكية الاثني عشر"، كما حددوا طول السنة المدارية ووضعوا قواعد تحديد السنوات الكبيسة. ويُعتقد أن البابليين كانوا قادرين على التنبؤ بكسوف الشمس وخسوف القمر. أما نظام الأسبوع المكوَّن من سبعة أيام، والذي ما يزال مستخدمًا حتى اليوم، وكذلك الربط بين كل يوم من أيام الأسبوع وبين الأجرام السماوية السبعة: الشمس، القمر، الزهرة، المشتري، عطارد، المريخ، وزحل، فقد نشأ أيضًا خلال عصر بابل الجديدة.