بسم الله الرحمن الرحيم
هذا يوم عيد ميلادي
بلغت أربعين عاما من عمري
غاب الصبا و الشباب يتناثر من أمامي
نظرت إلى صورتي المنعكسة في المرآة
تغيرت ملامحي و سكن الشحم بين أضلعي
و خصلات الشيب باتت تغزو أطراف شعري
أترابي ينعمون بحضن دافئ في عتمة الليالي
و صبيان تطوف حولهم و تسلي همومهم
أما أنا فحالي خالف حالهم و بت أعاني
من حرقة الغدر و طعون الوشاة
لكن و الله أحس أني أكثر سعادة منهم
و ربي أهداني بما أضاهي من آذاني
أردت أن أعتلي و أرتقي في العلم فاستجاب لي
فسخر لي طريقا لنهل العلوم بإتقان
تمنيت أن أصير من الرواة للقصص و من الشعراء
تحقق حلمي و كتاب نشر لي من أوان
سجدت للخالق و دعوته في الصبح و الليالي
أن تنجلي همومي و تغيب أحزاني
انتشلني من جرف هار كاد يميتني
و جمعت أشلائي و استعدت رشدي
و في يوم و ليلة لم تكن في الحسبان
صرت من الحافظين للقرآن وترتيله بإمعان
الله الله على نعمة الذكر و الإسلام
مهما ضاقت بك الدنيا و اشتدت المآسي
ما لك إلا أن ترفع يدك و تدعو مالك الأكوان
به نستعين و نرجو الرحمة و الغفران
أشكرك يا ربي على كل ما أنعمته علي
و أن تشد أزري حتى أواصل سعيي
في مناكب الحياة بكل عزم و ثبات
و أن أسير على خطى الحبيب
محمد سيد الخلق و المرسلين
#شبكة_انكور_التطويرية