Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.

أينَ الله ممّا يحصل

Admin

مدير شركة انكور التطويرية
طاقم الإدارة
ادارة انكور
في بعض اللحظات تنال الخواطر من الإنسان فيقول, "أينَ الله ممّا يحصل", وقد لا يقصد بقوله أنَّ الله غير موجود, لكن مقصده أنَّ الليل أصبحَ حالكاً واستيأس الرسل وظنّوا أنّهم قد غُلِبوا, فمتى المدد يا الله! ..
سورة يونس تشرح شيئاً عظيماً في هذا المضمون, بل تكاد تكون درساً لكل من يقول "أين الله ممّا يحصل"
لم يؤمن من قوم سيّدنا موسى إلا فئة قليلة, وكان الخوف من فرعون قد سكن قلوبهم, ليس خوفاً على أنفسهم من الموت, بل خوفاً من فتنة الدين خاصّة بعد هزيمة سحرة فرعون أمام موسى, لذلك ذكر الله هذا التفصيل فقال:
"فما آمَنَ لمُوسى إِلا ذُرِّيَّةٌ من قَوْمِهِ على خَوْفٍ من فِرعَونَ ومَلَئِهِم أَن يَفتِنَهُم"
هل عابَ الله خوفهم؟ لا
بل شرحه, وبرّره, أكمل الله الآية بوصف شرّ فرعون وتسلّطه على الناس, وكأن الله يقول بأن حال هذه الفئة الضعيفة هو حال ليس بغريب على ضعيف وقعَ تحت سلطة ظالم.
يقول الله مُكملاً الآية السابقة:
"وإنَّ فِرعَونَ لعَالٍ فِي الأرضِ وإِنَّهُ لمِنَ المُسرفين"
كيف بدأ النصر؟ جاء دور الرسول ليثبّت قلوب الناس, ويبشّرهم رغم أنّ كل شيء حولهم يقول لهم أنّ العاقبة كارثيّة, فقال لهم موسى:
"وقالَ مُوسى يا قَومِ إِن كُنتُم آمَنتُم باللَّهِ فعليهِ توكَّلُوا إِن كُنتُم مُسلِمِين"
الموقف هنا مصيري, إيمانك كلّه ومعتقدك متعلّق بما ستفعل الآن, هل فعلاً تؤمن بهذا الرب وتوقن أنّه مُنجيك لا محالة, أم تستسلم للحقائق "الناقصة" التي تراها حولك والتي تقول لك أن فرعون هو الآمر الناهي في الأرض؟
كان هذا الامتحان الحقيقي لهذه الفئة المؤمنة, فثبتت على توكّلها على الله ووصف الله ذلك فقال في الآية التالية:
"فقالوا على اللهِ توكَّلنا رَبَّنا لا تجعلنا فِتْنَةً للقَومِ الظَّالمين - وَنَجِّنا برَحمَتِكَ مِنَ القَومِ الكافِرِين"
جاءت تعليمات الله لموسى وهارون عليهم السلام, اجعل قومك يصلّون في بيوتهم أمناً لهم من شرٍ يصيبهم, وبشّرهم.
"وأَوْحَيْنَا إلى مُوسَى وأخِيهِ أن تَبَوَّءَا لقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً واجعلوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وأقيمُوا الصَّلاة وبَشِّرِ المُؤمنين"
جاء دور الرسول مرّة أخرى
"وقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إنَّكَ آتيْتَ فِرْعَوْنَ ومَلأهُ زِينَةً وأَمْوَالاً في الحَيَاةِ الدُّنيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِس على أَمْوَالِهِم واشْدُد على قُلُوبهم فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَليم"
دعا موسى الله تعالى, وانظروا خاتمة دعاءه, فالله سيستجيب للدعاء بل سيتحقّق مطلب موسى كاملاً
"قالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُما فاستَقِيما ولا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الذِينَ لا يَعلمون"
يلحق جيش فرعون بالمؤمنين ويدخلون البحر, فيغرق الجيش ويغرق فرعون, وقبل موته بلحظات يناجي الله ويقول بأنّه آمن, آمنَ الآن, بعد أن رأى العذاب, تحقّقت دعوة سيّدنا موسى "فَلا يُؤمِنُوا حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَليم"
لكن ما فائدة إيمانك الآن وقد أرسلنا لك النذير مرّة تلو المرّة, فلم تستجب بل استكبرت في الأرض وظننتَ أنّ ربَّ موسى لا يقدر عليك, فانظر عاقبة ضلالك.
لعلَّ الآية التي تروي خطاب الله المباشر لفرعون من أكثر الآيات حزناً في القرآن, كم يعطي الله من فرص للناس, كم يصبر عليهم, كم يغفر ويعفو ويسامح, حتّى إذا استكبر الانسان جاء أمر الله .. يقول الله لفرعون:
"آلآنَ وَقَد عَصَيتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِين"
الآن يا فرعون! فات الأوان
"فَاليَومَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَن خَلفَكَ آيَةً وإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ عَن آياتنا لَغَافِلُون"
يختم الله هذه القصة بذكر حقيقة, حقيقة أنَّ فرعون بقي جسده إشارةً على ما فعله الله به.

- نور مشلح​
 

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى