أهلاً بك في منتدى انكور التطويري

شرفتنا بحضورك لمنتدى انكور التطويري، المجتمع العربي للمحتوى المفيد والحصري حيث ستجد لدينا ما تحتاج لتزيد من معرفتك وخبراتك والمساحة الآمنة لنشر معرفتك ومشاركتها مع الاعضاء والزوار

الترويح عن النفس

عنوان المقال: الترويح عن النفس
ملخص المقال:
هدف المقال إلى إلقاء الضوء على الترويح عن النفس. وأوضح المقال أن تعاليم الدين الإسلامي تحث على الترويح عن القلوب والنفوس وحفظها، باعتبار ذلك من مقاصد الشريعة. أهمية الترويح عن النفس. سلبيات إهمال الإجازة وعدم الاستفادة القصوى منها. وأشار المقال إلى مدى تقديس واحترام الغرب للإجازات، وأسباب عدم احترام الإنسان العربي لأيام الإجازات. وتطرق المقال إلى مدى اختلاف مفهوم الترويح عن النفس في الدول العربية الإسلامية عن المفهوم العالمي. واختتم المقال بتوضيح أسباب الاكتئاب، وتمثلت أباب الاكتئاب في: الاستسلام للروتين اليومي في حياة الإنسان، وعدم الترويح عن النفس من خلال السياحة المشروعة، بالسفر إلى أماكن ذات طبيعة جميلة. وأفضل الطرق للترويح عن النفس طاعة الله، وعمل الخير، وإراحة البدن حتى ترتاح النفس. كُتب هذا المستخلص من قِبل دار المنظومة 2018​

رغم أن تعاليم الدين الإسلامي تحث على الترويح عن القلوب والنفوس وحفظها، باعتبار ذلك من مقاصد الشريعة، فإن هناك من المسلمين من يضيق على نفسه وعلى أهله وعلى المجتمع، ويرى أن الترويح عن النفس في الإجازة شيء من الترف، وقد يعده مضيعة للوقت، رغم أنه يحفظ الأثر القائل: "إن لبدنك عليك حقا"، وفي المقابل يقدس الإنسان الغربي الإجازة مثلما يقدس العمل، ليكسر الروتين ويتخلص من ضغوطات العمل، ويريح نفسه وذهنه بتغيير المكان والأشخاص والعادات اليومية.
"الوعي الإسلامي" التقت خبراء علم النفس والاجتماع والشريعة الإسلامية، وسألتهم عن أهمية الترويح عن النفس، وما الفرق بيننا وبين الغرب في فهم أهمية الإجازة وأثرها على النفس الإنسانية؟​

فكانت إجاباتهم في السطور التالية:​

بداية، يقول د. جميل المري أستاذ علم الاجتماع بجامعة الكويت: إن الترويح عن النفس ليس ترفا ولا مضيعة للوقت ولا قتلا للفراغ، بل هو ضرورة دينية ونفسية واجتماعية، فكما أن العمل عبادة فأيضا الترويح عن النفس عبادة. والنفس مثل الأبدان تتعب وتمل، فكما تريح جسدك عليك أن تريح نفسك بالترويح عنها، وفي الأثر "روحوا عن القلوب- أي النفوس- ساعة بعد ساعة، لأن القلوب إذا كلت ملت"، فالنفس الإنسانية تتعب، لذلك أخذ عطلة وإجازة من العمل ضروري لإراحة البدن والنفس معا، لأن الإنسان في أيام العمل المتواصلة يكون شديد التركيز بدنيا وذهنيا، مما يتطلب راحة لاستعادة قواه البدنية والنفسية.
وتابع: ومن سلبيات إهمال الإجازة وعدم الاستفادة منها انتشار الأمراض المزمنة ، مثل السكر والضغط والقلب، وسببها قلة الحركة وتراكم الهموم النفسية على الإنسان؛ نتيجة إهماله ممارسة الرياضة، خاصة المشي أو الخروج في رحلة لأماكن مفتوحة أثناء قضاء الإجازة.. أو الذهاب إلى أماكن الترفيه مع الأسرة.
وعن تقديس الغرب للإجازات قال المري: الإنسان في الغرب يعطي العمل حقه ويقدسه، لذلك يستفيد من الإجازة للترويح عن نفسه وإراحة بدنه ليعود للعمل أكثر نشاطا وإقبالا على وظيفته.. بينما نحن للأسف في العالم العربي لا نقدس العمل، رغم أن ديننا يحث على إتقان العمل، وفي الحديث الشريف: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه"، لذلك لا يقدس الإنسان العربي الإجازة، ورغم كثرة أيام الإجازات طوال العام -فضلا عن إجازة الصيف الطويلة- فإن معظم الموظفين والعاملين لا يهتمون بالإجازة، لأنهم لا يهتمون بجودة العمل بالأساس.. لذلك تكون النتيجة قلة الإنتاج، رغم استنزاف البدن والنفس معا، والإجازة تحولت إلى فرصة للكسل والنوم فقط، وليس للترويح عن النفس.​

مع العبادات​

بدوره قال أستاذ علم النفس بجامعة الكويت الدكتور بدر الشيباني: نحن في الدول العربية والإسلامية نفهم الترويح عن النفس بأسلوب مغاير للمفهوم العالمي، فعندنا الترويح عن النفس يعني الكسل، بينما الترويح عن النفس يمكن أن يكون خلال لحظات وساعات، وليس بأخذ إجازات بالأيام وانقطاع عن العمل فقط، والمفهوم العالمي للترويح عن النفس قد يكون من خلال تمرين رياضي معين يمارسه الإنسان، مثل المشي في الهواء الطلق.
وأضاف: ومشكلتنا أننا عكس الغرب في فهم أهمية وطبيعة الإجازة، ونحن نخلط بين المفهوم العقلي النفسي والمفهوم البدني للترويح والراحة، فبالنسبة لنا الراحة تكون بدنية لا نفسية، بينما في الغرب الراحة تكون نفسية أكثر منها بدنية، حيث يقطع الإنسان الغربي في أوروبا وأميركا مسافات طويلة ليقضي عطلته، ويغير المكان وطريقة الغذاء وأنواع الأطعمة، فيروح عن نفسه بالخروج عن المألوف والروتين.
وتابع: ومن المفاهيم غير الصحيحة لدى الإنسان العربي والمسلم أنه عندما يأخذ عطلة فإنه ينقل روتينه اليومي معه إلى حيث مكان العطلة، حيث يلتقي النوعية ذاتها من الأشخاص، ويتناول الأطعمة ذاتها، بل هناك من يصطحب معه في عطلته ذات الطعام الذي اعتاد عليه، ولا يغير في إجازته إلا النوم، بحيث ينام أطول فترة زمنية ممكنة، بينما من المفترض أن يكسر الروتين ليستفيد من العطلة ويروح عن نفسه.
وأضاف: في الغرب وأميركا يستغلون العطلات الأسبوعية والسنوية أفضل استغلال للترويح عن النفس، من خلال تغيير الأجواء والأماكن التي اعتاد عليها الشخص، وتغيير الأشخاص الذين حوله، فمثلا ينتقل من بيئة صحراوية إلى بيئة ساحلية، ويعيش بين أناس جدد، ويتعرف على عادات وتقاليد ونظام غذائي جديد، إنهم يكسرون الروتين.​

حفظ النفس​

من جانبه يقول د. سلمان العنزي الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت: إن الروح والنفس من الغيبيات، فهي تعريفات سماعية، لكن لا أحد يعلم عن الروح شيئا، يقول الحق سبحانه: (وَيَسْئلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) (الإسراء: 85). وأرى أن الروح والنفس لا فرق بينهما، وإن كان بعض الفلاسفة يفرقون بينهما، وكلها خلافات ظنية، ولا تصل إلى حد اليقين، وهذه حكمة من الله.
وأوضح العنزي أن من مقاصد الشريعة في الإسلام حفظ النفس بتحريم إيذائها، وعدم الإتيان بأشياء قد تؤدي إلى هلاك النفس، مثل المسكرات والمحرمات والانتحار، حيث يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: إن الشريعة الإسلامية جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها، وترجيح خير الخيرين إذا لم يمكن أن يجتمعا، ودفع شر الشرين إذا لم يمكن أن يندفعا. ومن مقاصد الشريعة الإسلامية المحافظة على الكليات الخمس التي تواترت رسل الله تعالى على وجوب المحافظة عليها، وهي الدين، والنفس، والعقل، والنسب، والمال، والعرض، ومنها اليسر ورفع الحرج والمشقة.
وتابع: والسنة النبوية مليئة بالأحاديث التي تتناول النفس الإنسانية والروح والقلوب وضرورة الترويح عن النفس حتى بالعبادات مثل الصلاة، إنها قرة عيون المؤمنين كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "وجعلت قرة عيني في الصلاة". (رواه أحمد والنسائي)، ولذا كان صلى الله عليه وسلم يقول: "أرحنا بها يا بلال". (كما عند أحمد وأبي داود).
فالصلاة راحة نفسية للإنسان المسلم، والرسول "صلى الله عليه وسلم" كان يمارس الرياضة مع السيدة عائشة للترويح عن نفسه وعن زوجته أم المؤمنين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يمزح مع الصحابة، وهذا أيضا جانب من الترويح عن النفس.
وقال العنزي: سبب الاكتئاب الآن هو الاستسلام للروتين اليومي في حياة الإنسان، وعدم الترويح عن النفس من خلال السياحة المشروعة، بالسفر إلى أماكن ذات طبيعة جميلة، مثل الأراضي الخضراء أو الساحلية، ومن جوانب الترويح عن النفس تقديم الهدية لمن تحب، فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يفرح بالهدية، وكان يهدي، لذلك من أفضل الطرق للترويح عن النفس طاعة الله، وعمل الخير، وإراحة البدن حتى ترتاح النفس.​

الناشر: وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية | المؤلف الرئيسي: إبراهيم، ربيع | المجلد/العدد: س52, ع594 | التاريخ الميلادي: 2014 | الصفحات: 18 - 19
 

✔ نبذة عنا

منتدى انكور التطويري لدعم وتطوير المواقع والمنتديات والمحتوى العربي. نسعى للارتقاء في المحتوى العربي وتقديم الخدمات المتنوعة لأصحاب المواقع والمنتديات بأحدث الامكانيات والشروحات مجانًا.
عودة
أعلى