قصيدة "اذا حضرت عندي الجماعة اوحشت" للشاعر والمفكر "ابو علاء المعري. هذه القصيدة تعبر عن مشاعر الشاعر تجاه العزلة وميله للابتعاد عن الناس، حيث يرى في الوحدة مصدرًا للراحة والسلام الداخلي، بينما يجد في صحبة الآخرين جلبًا للهموم وكشفًا للنقائص. يعبر الشاعر عن صراع داخلي بين التزامه بعهد يفرضه عليه عقله، وبين ميله أحيانًا للخروج عن هذا العهد، مع تأكيده على عدم حدوث ذلك بسبب الملل أو النسيان. كما أن الشاعر يظهر بعض التأمل الذاتي، فيتعجب من أخطائه المستمرة رغم خبرته ومعرفته بالناس، مما يعكس إحباطه من بعض قراراته أو تقييماته الشخصية.
تتضمن القصيدة كذلك جانبًا من النصائح والتحذيرات، حيث يوجه نصيحة إلى "أم البنات"، يحذرها فيها من الوساوس والأفكار الخبيثة التي تشبه الأفاعي الماكرة، ويدعوها إلى التركيز على الجوهر والابتعاد عن الانشغال بالمظاهر، خصوصًا فيما يخص تزيين ابنتها بالأحجار الكريمة والزينة. بهذه الأبيات، يعبر الشاعر عن عمق رؤيته للحياة وتقديره للعزلة باعتبارها ملاذًا للصفاء والطهارة، مع تفكيره الدائم في الناس وطبيعتهم المعقدة.
"إِذا حَضَرَت عِندي الجَماعَةُ أَوحَشَت فَما وَحدَتي إِلّا صَحيفَةُ إيناسي"
في هذا البيت، الشاعر يعبر عن شعور بالغربة عندما يكون مع الناس، حيث يشعر أن وجودهم لا يجلب له الراحة أو الأنس. ويشير إلى أن وحدته تمثل له نوعاً من الصحبة أو الأنس الحقيقي، فهي أفضل له من صحبة الآخرين.
البيت الثاني:
"طَهارَةُ مِثلي في التَباعُدِ عَنكُمُ وَقُربُكُمُ يَجني هُمومي وَأَدناسي"
يصف الشاعر نفسه بأنه يجد الطهارة والصفاء في الابتعاد عن الناس. بالنسبة له، الاقتراب من الآخرين يجلب له المتاعب والهموم ويُظهر عيوبه ونقائصه. ربما يعكس هذا البيتان ميل الشاعر للعزلة والنفور من المجتمع بسبب تأثيره السلبي عليه.
البيت الثالث:
"وَأَلقى إِلَيَّ اللُبَّ عَهداً حَفِظتُهُ وَخالَفتُهُ غَيرَ المَلولِ وَلا الناسي"
هنا، الشاعر يشير إلى أن عقله (أو فطنته) ألقى عليه عهداً أو وعداً تمسك به وحافظ عليه، لكنه في بعض الأحيان يخالف هذا العهد، لا بسبب الملل أو النسيان، بل لظروف أو أسباب أخرى. قد يكون العهد هنا يتعلق بالبقاء وحيداً أو عدم الثقة بالآخرين.
البيت الرابع:
"وَأَعجَبُ مِنّي كَيفَ أُخطِئُ دائِماً عَلى أَنَّني مَن أَعرَفِ الناسِ بِالناسِ"
الشاعر يتعجب من نفسه لأنه يقع في الأخطاء دائماً، رغم أنه يعتقد أنه يعرف الناس جيداً ويستطيع الحكم عليهم. ربما يعبر هنا عن إحباطه من عدم دقة تقديراته في التعامل مع الآخرين أو من الثقة الزائدة في نفسه.
البيت الخامس:
"نَصَحتُكِ يا أُمَّ البَناتِ فَحاذِري وَساوِسَ وَلّاجِ الأَساوِدِ خَنّاسِ"
في هذا البيت، الشاعر يوجه نصيحة إلى امرأة (أم البنات) ويحذرها من الوساوس والأفكار السلبية التي تشبه الحية أو الأفعى، والتي تدخل العقل وتسبب الفتنة والمشاكل. كلمة "الأساود" تشير إلى الثعابين، ويرمز بها هنا إلى المكائد أو الوساوس التي يجب الحذر منها.
البيت السادس:
"وَلا تُلبِسي الحِجلَينِ بِنتَكِ وَالبُرى لِتَشهَدَ عُرساً وَاِشغِلَنها بِعِرناسِ"
في هذا البيت، الشاعر ينصح أم البنات بألا تزين ابنتها بالحلي وتهتم بمظاهر العرس، بل يشير إلى ضرورة الانشغال بالأساسيات (العِرناس قد تعني الضروريات) بدلاً من الانشغال بالزينة والمظاهر الخارجية.
المعنى العام للأبيات:
تعكس الأبيات ميل الشاعر للابتعاد عن الناس والانطواء، حيث يجد الطمأنينة في العزلة أكثر من صحبة الآخرين. كما أنه يعطي نصائح معينة، ربما لأم بناته، حول ضرورة الحذر من الوساوس وعدم الانشغال بالمظاهر، ويعبر عن إحساسه بالإحباط من نفسه عندما يخطئ في الحكم على الناس رغم معرفته الجيدة بهم.
تتضمن القصيدة كذلك جانبًا من النصائح والتحذيرات، حيث يوجه نصيحة إلى "أم البنات"، يحذرها فيها من الوساوس والأفكار الخبيثة التي تشبه الأفاعي الماكرة، ويدعوها إلى التركيز على الجوهر والابتعاد عن الانشغال بالمظاهر، خصوصًا فيما يخص تزيين ابنتها بالأحجار الكريمة والزينة. بهذه الأبيات، يعبر الشاعر عن عمق رؤيته للحياة وتقديره للعزلة باعتبارها ملاذًا للصفاء والطهارة، مع تفكيره الدائم في الناس وطبيعتهم المعقدة.
اذا حضرت الجماعة عندي اوحشت
إِذا حَضَرَت عِندي الجَماعَةُ أَوحَشَت
فَما وَحدَتي إِلّا صَحيفَةُ إيناسي
طَهارَةُ مِثلي في التَباعُدِ عَنكُمُ
وَقُربُكُمُ يَجني هُمومي وَأَدناسي
وَأَلقى إِلَيَّ اللُبَّ عَهداً حَفِظتُهُ
وَخالَفتُهُ غَيرَ المَلولِ وَلا الناسي
وَأَعجَبُ مِنّي كَيفَ أُخطِئُ دائِماً
عَلى أَنَّني مَن أَعرَفِ الناسِ بِالناسِ
نَصَحتُكِ يا أُمَّ البَناتِ فَحاذِري
وَساوِسَ وَلّاجِ الأَساوِدِ خَنّاسِ
وَلا تُلبِسي الحِجلَينِ بِنتَكِ وَالبُرى
لِتَشهَدَ عُرساً وَاِشغِلَنها بِعِرناسِ
فَما وَحدَتي إِلّا صَحيفَةُ إيناسي
طَهارَةُ مِثلي في التَباعُدِ عَنكُمُ
وَقُربُكُمُ يَجني هُمومي وَأَدناسي
وَأَلقى إِلَيَّ اللُبَّ عَهداً حَفِظتُهُ
وَخالَفتُهُ غَيرَ المَلولِ وَلا الناسي
وَأَعجَبُ مِنّي كَيفَ أُخطِئُ دائِماً
عَلى أَنَّني مَن أَعرَفِ الناسِ بِالناسِ
نَصَحتُكِ يا أُمَّ البَناتِ فَحاذِري
وَساوِسَ وَلّاجِ الأَساوِدِ خَنّاسِ
وَلا تُلبِسي الحِجلَينِ بِنتَكِ وَالبُرى
لِتَشهَدَ عُرساً وَاِشغِلَنها بِعِرناسِ
شرح القصيدة
البيت الأول:"إِذا حَضَرَت عِندي الجَماعَةُ أَوحَشَت فَما وَحدَتي إِلّا صَحيفَةُ إيناسي"
في هذا البيت، الشاعر يعبر عن شعور بالغربة عندما يكون مع الناس، حيث يشعر أن وجودهم لا يجلب له الراحة أو الأنس. ويشير إلى أن وحدته تمثل له نوعاً من الصحبة أو الأنس الحقيقي، فهي أفضل له من صحبة الآخرين.
البيت الثاني:
"طَهارَةُ مِثلي في التَباعُدِ عَنكُمُ وَقُربُكُمُ يَجني هُمومي وَأَدناسي"
يصف الشاعر نفسه بأنه يجد الطهارة والصفاء في الابتعاد عن الناس. بالنسبة له، الاقتراب من الآخرين يجلب له المتاعب والهموم ويُظهر عيوبه ونقائصه. ربما يعكس هذا البيتان ميل الشاعر للعزلة والنفور من المجتمع بسبب تأثيره السلبي عليه.
البيت الثالث:
"وَأَلقى إِلَيَّ اللُبَّ عَهداً حَفِظتُهُ وَخالَفتُهُ غَيرَ المَلولِ وَلا الناسي"
هنا، الشاعر يشير إلى أن عقله (أو فطنته) ألقى عليه عهداً أو وعداً تمسك به وحافظ عليه، لكنه في بعض الأحيان يخالف هذا العهد، لا بسبب الملل أو النسيان، بل لظروف أو أسباب أخرى. قد يكون العهد هنا يتعلق بالبقاء وحيداً أو عدم الثقة بالآخرين.
البيت الرابع:
"وَأَعجَبُ مِنّي كَيفَ أُخطِئُ دائِماً عَلى أَنَّني مَن أَعرَفِ الناسِ بِالناسِ"
الشاعر يتعجب من نفسه لأنه يقع في الأخطاء دائماً، رغم أنه يعتقد أنه يعرف الناس جيداً ويستطيع الحكم عليهم. ربما يعبر هنا عن إحباطه من عدم دقة تقديراته في التعامل مع الآخرين أو من الثقة الزائدة في نفسه.
البيت الخامس:
"نَصَحتُكِ يا أُمَّ البَناتِ فَحاذِري وَساوِسَ وَلّاجِ الأَساوِدِ خَنّاسِ"
في هذا البيت، الشاعر يوجه نصيحة إلى امرأة (أم البنات) ويحذرها من الوساوس والأفكار السلبية التي تشبه الحية أو الأفعى، والتي تدخل العقل وتسبب الفتنة والمشاكل. كلمة "الأساود" تشير إلى الثعابين، ويرمز بها هنا إلى المكائد أو الوساوس التي يجب الحذر منها.
البيت السادس:
"وَلا تُلبِسي الحِجلَينِ بِنتَكِ وَالبُرى لِتَشهَدَ عُرساً وَاِشغِلَنها بِعِرناسِ"
في هذا البيت، الشاعر ينصح أم البنات بألا تزين ابنتها بالحلي وتهتم بمظاهر العرس، بل يشير إلى ضرورة الانشغال بالأساسيات (العِرناس قد تعني الضروريات) بدلاً من الانشغال بالزينة والمظاهر الخارجية.
المعنى العام للأبيات:
تعكس الأبيات ميل الشاعر للابتعاد عن الناس والانطواء، حيث يجد الطمأنينة في العزلة أكثر من صحبة الآخرين. كما أنه يعطي نصائح معينة، ربما لأم بناته، حول ضرورة الحذر من الوساوس وعدم الانشغال بالمظاهر، ويعبر عن إحساسه بالإحباط من نفسه عندما يخطئ في الحكم على الناس رغم معرفته الجيدة بهم.