أهلاً بك في منتدى انكور التطويري

شرفتنا بحضورك لمنتدى انكور التطويري، المجتمع العربي للمحتوى المفيد والحصري حيث ستجد لدينا ما تحتاج لتزيد من معرفتك وخبراتك والمساحة الآمنة لنشر معرفتك ومشاركتها مع الاعضاء والزوار

لا يذيب ثلج الزهرة الا ...هو.....!

majed

عضو جديد
عضو انكور
في ليلة شتاء باردة...ذات الفستان الحريري الابيض...

وقناع ابيض يخفي تلك العينان....

ذاك الغموض الجريء الباحث بنهم عن مَن يشبع تساؤلاته الغزيرة!

الغزيرة كأمطار الصيف العطشى...



أمشي بهدوء...في خطى مترددة .هادئة نحو تلك الحفلة....!

فجأة صرخ صوت من أعالي سكون السماء غاضباً.

مُعلناً انكسار الصمت،... لكنه لم يكن صراخي!

كان صراخ ألم السماء .. صوت الرعد !



فانهالت دموع الامطار التي كادت ان تُغرقني لولا ان ادركت باب الحفلة....



كان الكل بدون أقنعة...

كانت حفلة بدون أقنعة ! الا انا...



حلّ صمت رهيب غريب ما ان فتحت الباب..

الا وهي رهبة الجمال ؟ او رهبة القناع والغموض؟

شفاه صامتة تائهة لا تدري ما تقول !



قطع صوت الصمت أحدهم يمدّ لي يده الباردة :

ألا تريدين الرقص ؟ لكن لا اراقص من ترتدي قناعا..!



تجاهلته واستمررت خطواتي بكل ثبات وثقة ولمسات نسيم الحفلة تداعب بعضاً من خصلات شعري الناعمة ..!



فجأة..عُزفت الموسيقى....

وألقيت نظرة على الحاضرين...!



وبدت التساؤلات تعزف في تفكيري...!

لم انتبه الى كثيرين يحدّقون بي وكأنهم لأول مرة يَرون فتاة في حياتهم !

كنت انظر الى قلوبهم أكثر من وجوههم



ودارت بي الذكريات..

ذكريات كثيرة اخذت تغتصب تفكيري بدون استئذان !

وتذكرت وتذكرت..

كيف كثير من الناس أتقنت الخداع أكثر ما تبدع يد الفنان في رسم لوحة ..!

كيف كثير من الناس تبتسم لك ... وهي تكنّ لك تلك السكاكين الصغيرة ! تلك السكاكين التي كنت أظن ان فقط الاشرار هم يعبثون بها كما هي في حكايا الصغار!..



تقدّمت نحوي فتاة ..كانت تُحذرّني من ألا أقع بسبب ثوبي الحريري الطويل ... لكني انتبهت فيما بعد انها هي " مَن أخاطته لي " !

ابتسمت ابتسامة تختبىء وراء القناع .. وتقدمت نحو زاوية أخرى..



لمحت شابا من بعيد أعجبني وتمنيت لو يرقص معي...وحدث..

جاء يطلبني للرقص : وما ان رقصت معه قليلا حتى اكتشفت ان الايقاع الموسيقي بدا يصبح ضجيجا ! فأوقفت الرقص خارجا...



وفضللت أن أخرج خارجاً وان تغسلني الامطار الباردة على ان ابقى هناك...!



بقيت خارجا لا أدري كم..



5 دقائق..او عشرة..او ربما كانت ساعات...

والامطار تغسل كل شيء... حتى تلك القذارة على الارض قد رحلت! رغم انها امطار باردة...لكن غسلتها !

وبدأت أشعر بالبرد وارتعش...

فوجدت معطفاً يدفئني..كان أحدهم يضعهم لي بصمت وابتسام..!

قلت له وانا ناكرة للجميل : خذ معطفك ! لا أرتدي معطفا..اعطيته لغيري من الفتيات !



تجاهلته ورجعت داخل قاعة الحفلة..

ورجعت بنظراتي التائهة..

تبحث عن لا شيء..

وكل بضع دقائق والاخرى..ترجع تلك الذكرى، تسرقني ..

وتغتصب تفكيري مرة أخرى وأخرى..

فأحاول أن أصفع نفسي، او ارمي على نفسي مياه باردة..لكي استيقظ من تلك الذكرى....!



وهنالك .. تقدمت نحو شاب أعجبني..حاولت أن أعطيه تنبيها بريئا مني ، لاني وجدت بقعة غريبة من الخلف على قميصه. ف ظن بي الغلط وظن كنت اريد أذيته...!

تألمت منه وتركته ... !





وما هي عدة ساعات حتى لقيته يحضر لي وردة حمراء ويتصرف معي بكل لطف كأنه شخص آخر..

كنت اريد رفض الوردة، لكنه أخبرني لو رفضتها.. ستذبل الوردة !

فابتسمت وأخذتها....!



وكانت موسيقى ذات ايقاع جميل تلك المرة..!

ولمحت بعيدا ذاك الشاب من كان يريد ان يعطيني المعطف، لمحته ينظر لي بألم ...! فوقع في قلبي .. !

وقلت لعاطفتي : انتبهي عزيزتي... ! وابقي في السجن ! واصرخي كما تشائين..فقد جمّدت قلبي، واصبحت صمّاء العاطفة ..( واغتصبت تفكيري هنا بعض الذكريات المؤلمة ..) .. صفعت نفسي مرة اخرى لاستيقظ...ولا اريد ان اتذكر !



وفجأة ..رأيت كلهم ..كلهم تقريبا يقتربوني مني، منهم من يريد مراقصتي ، منهم من يسألني من الفتيات عن تسريحة شعري ! او ما لون عيناي ؟ او ما هي الموسيقا التي أحبها.... او ما هي ألوان الفساتين التي أعشقها...!...

فقررت الابتسام وان اتحدث معهم وكأن القناع لم يكن موجودا..رغم انه كان ...!

وانخرطنا بأحاديث كثيرة..انجرفت وراء الضحك وشراب الفراولة البارد ...والعيون الجميلة. وخصلات الشعر البريئة..والخدود التي ما زالت باردة ....!

...وبعد التعب من الحديث والضحك..

قررت ان اخرج خارجا ...

لاستريح من ضجة ما وراء القناع !

ضجة كادت تخنقني لا اعرف مصدرها...!



خرجت خارجا بسرعة وانا ممسكة ثوبي قدر الامكان ..وخصوصا ان الارض كانت مبتللة... لكي لا اتزحلق !

ما أصعب الوقوع في هذه الحياة !

...كل هذا الكلام واكثر.. ما زالت حرف من الحياة التي تعللمتها..

ما زالت نقطة من مياه المحيط المالحة التي سبحت فيها .. !





خرجت وقررت أن اشعل سيجارة !

سيجارة ليست حقيقة...

لكن تلك السيجارة تُطلق دُخانا يحكي عن آلام الناس...فيبتلعها الهواء...وكثير الكثير ..لا يعلم عنها ...!



وانقطع المطر فجأة...



انقطع...



لينزل ال.....ثلج...!

ذاك الثلج البارد القاسي ..

ك ريش ناعم ... لكنه قاسي ومؤلم !

لا يأبه ...لا يشفق.....!



فيصبح كل شي ابيضا جميلاً.....

لكنه قاسيا..ً......!



هنا شعرت شخصاً من خلفي في هذا البرد ...



وفجأة اصبح لون ثوبي أحمر...

أصبحت ..وردة حمراء في ذاك الثلج...

اصبحت زهرة الثلج....



أخذت تناديني رموشي ان أنظر ورائي...



فلمحت خيالاً ينظر لي...



لقد كان " بطلي "...



بطلي الذي يعرف حكايتي..

الذي كان يفهمني...

الذي يراقبني طوال الوقت..

الذي كان يشيل تلك الرماح والسهام التي تُرمى علي..

الذي رآني مربوطة ذات يوم والحريق حولي ...فلقد أنقذني وذهب دون ان اعرف من هو ؟ ..



انه هناك...



ذاك خياله....





انه ...........!!​
 

✔ نبذة عنا

منتدى انكور التطويري لدعم وتطوير المواقع والمنتديات والمحتوى العربي. نسعى للارتقاء في المحتوى العربي وتقديم الخدمات المتنوعة لأصحاب المواقع والمنتديات بأحدث الامكانيات والشروحات مجانًا.
عودة
أعلى