طوال تاريخ الولايات المتحدة، كان على الأمريكيين التعامل مع النزعة الفئوية. يلاحظ "موس" في كتابه Democracy أن اتهامات الخلل الديمقراطي "قديمة قدم الجمهورية نفسها". في الواقع، من المتوقع حدوث الخلاف: الديمقراطية لا تعمل كآلة ذات نظام دقيق من الضوابط والتوازنات، بل هي "أشبه بكائن حي يتنفس" — وكائن هش في ذلك، دائم التعرض "للتفكك والانهيار والاضمحلال". يجادل "موس" بأن الأمريكيين لا ينبغي أن يخافوا من الصراع بل يجب أن يحتضنوه: إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، فإنه يتيح لأفضل الأفكار أن تسود، ويمنع طغيان الأغلبية، ويساعد على الحيلولة دون حصول جماعات المصالح الخاصة على قدر كبير من القوة.
يطرح "موس" هذا الحُجّة في فصوله التمهيدية والختامية الرائعة، بينما يتكون جوهر الكتاب من 19 حالة من تاريخ الولايات المتحدة تسلط الضوء على تعقيد الصراع السياسي.
"موس"، أستاذ في كلية الأعمال بجامعة هارفارد، يجلب منهج التدريس القائم على دراسة الحالات إلى دراسة التاريخ. إنه يتحدى القراء لتخيل أنفسهم كأطراف مشاركة في الحالات التاريخية التي يستخدمها لفهم أفضل للمهارات اللازمة لاتخاذ القرارات والحكم الذاتي. تغطي هذه الحالات مجموعة واسعة من المواضيع. يروي "موس" قصة النقاش الذي دار في المؤتمر الدستوري عام 1787 حول اقتراح جيمس ماديسون بأن يتمتع الكونغرس بسلطة نقض قوانين الولايات (رفض المؤتمر الفكرة). كما يعرض القرار الذي واجهه مارتن لوثر كينغ الابن عام 1965: هل يتحدى أمرًا قضائيًا فدراليًا ويقود حوالي 2000 متظاهر لعبور جسر إدموند بيتوس في سلمى، ألاباما؟ (قرر كينغ إعادة المتظاهرين، وبعد 12 يومًا، وبعد رفع أمر المحكمة، انطلقوا عبر الجسر إلى مونتغمري). يقدم "موس" كل حالة بتفاصيل غنية حتى يتمكن القراء من مواجهة الخيارات الصعبة التي واجهها الأشخاص في ذلك الوقت وتحديد كيف كانوا سيتصرفون.
معًا، توضح هذه الحالات أن الأمريكيين اليوم قد ورثوا ليس فقط مجموعة من المؤسسات الحاكمة ولكن أيضًا تقليدًا لحل النزاعات يعتمد على الأعراف الديمقراطية ويقويها من خلال الممارسة. التوترات هي عنصر دائم في التاريخ السياسي الأمريكي. والسؤال الحاسم هو ما إذا كان المواطنون قادرين على حلها بشكل بناء. يشير "موس" إلى أن الأمريكيين فقدوا رؤيتهم لما هو ضروري: الالتزام الأساسي بالمبادئ الديمقراطية للحكم الذاتي.
jتمت هذا المراجعة منقبل سوزان ميتلر على موقع ForeignAffairs
