آرسس هي رواية خيال علمي للكاتب السعودي أحمد آل حمدان، المعروف بأعماله الأدبية ذات الطابع المشوق والمختلف عن الروايات التقليدية في الأدب العربي. صدرت الرواية في 220 صفحة وتتناول أحداثًا تمزج بين الغموض والخيال العلمي والبعد الفلسفي. تتبع القصة العقيد هشام الذي يُكلف بمهمة سرية لاستكشاف جسم فضائي غامض ظهر في سماء السعودية، لكنه يجد نفسه عالقًا في تجربة استثنائية تشمل السفر عبر الزمن، ومواجهة كائنات من عالم آخر، بالإضافة إلى سلسلة من الأحداث التي تضعه في مواجهة مباشرة مع القضاء والقدر.
الجانب الإيجابي للرواية
تميزت آرسس بطرح جديد ومختلف عن السائد في الأدب العربي، حيث مزجت بين عناصر الخيال العلمي والتشويق. على الرغم من قلة الروايات العربية التي تتناول الفضاء والمغامرات الكونية، استطاع أحمد آل حمدان تقديم تجربة شيقة من خلال قصة العقيد هشام وسفره إلى المجهول. كما أن الرواية كانت سريعة الإيقاع، مما جعلها قابلة للقراءة في جلسة واحدة، وهو ما اعتبره بعض القراء نقطة إيجابية لمن يحبون القصص الخفيفة والمباشرة. اقتباسات الرواية أيضًا كانت ملفتة وجذابة، خصوصًا تلك التي تناولت الفلسفة الحياتية مثل "إذا أضعتني يومًا ففتش عني داخل الكتاب الذي أحبه"، ما أضفى عليها بعدًا تأمليًا ممتعًا.
الجانب المثير للجدل
على الرغم من الفكرة المبتكرة، واجهت الرواية انتقادات واسعة، أبرزها ضعف اللغة والأسلوب السردي، حيث رأى بعض القراء أن الحوار بدا غير متماسك وأقرب إلى نص سينمائي غير محكم. كما اعتُبر تسويق الرواية على أنها "خيال علمي" مبالغة، إذ أن عناصر الخيال العلمي لم تكن قوية بما يكفي، وتم استبدالها بلحظات تشويق سريعة وأحداث درامية غير منطقية. إضافةً إلى ذلك، أبدى البعض تحفظهم على المعالجة العقدية لبعض الأفكار، حيث طرحت الرواية تساؤلات فلسفية وجودية وصفها البعض بأنها قد تكون حساسة، خاصة فيما يتعلق بمفهوم القضاء والقدر والشخصية الغامضة "حورائيل"، التي أثارت جدلًا حول رمزيتها.
القيمة العامة للكتاب
بشكل عام، آرسس هي تجربة جريئة في الرواية العربية، وقد تكون ممتعة لمن يبحث عن رواية خفيفة وسريعة الإيقاع دون تعقيدات لغوية أو فلسفية عميقة. لكنها قد تخيب آمال القارئ الذي يبحث عن حبكة قوية وسرد متماسك أو يريد خيالًا علميًا حقيقيًا بدلاً من مجرد قصة مغامرات فضائية ذات طابع درامي. إضافةً إلى ذلك، هناك انتقادات تتعلق بطريقة بناء الشخصيات، حيث لم يتم تطويرها بشكل يجعل القارئ يرتبط بها عاطفيًا. في النهاية، قد تكون الرواية مناسبة لمن يستمتعون بالقصص السريعة والمشوقة، لكنها قد لا ترضي من يبحث عن رواية أكثر عمقًا وترابطًا.