Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.

مقال حرب البث: كيف تتنافس نتفليكس ويوتيوب على شاشتك، وماذا يخبئ المستقبل لعمالقة الترفيه

Admin

مدير شركة انكور التطويرية
طاقم الإدارة
ادارة انكور
في المشهد المتطور باستمرار لخدمات بث الفيديو، تتصاعد المنافسة بين عمالقة الصناعة، حيث تسعى كل منصة للسيطرة على وقت المشاهدة واهتمام الجمهور. في حلقة حديثة من بودكاست "Behind The Numbers"، تعمق المضيف ماركوس جونسون، والمحللة ماريسا جونز، ونائب رئيس المحتوى بول فيرنا، في الديناميكيات المعقدة لهذه الحرب، مع التركيز بشكل خاص على التنافس بين يوتيوب ونتفليكس، ومستقبل استراتيجيات المحتوى والإعلانات لنتفليكس، وحتى مغامراتها في العالم المادي.

صراع العمالقة: يوتيوب يتصدر، ونتفليكس يلاحق​

تُظهر البيانات الحديثة من "Nielsen's Gauge" أن يوتيوب يتصدر حاليًا سباق وقت المشاهدة على أجهزة التلفزيون، مستحوذًا على 13% من إجمالي وقت مشاهدة التلفزيون، بينما تأتي نتفليكس في المرتبة الثانية بنسبة تزيد قليلًا عن 8%. ومع ذلك، تشير ماريسا جونز إلى أن نتفليكس لا تزال رائدة في عروض البث المدفوعة، مما يمنحها فرصة للحاق بالركب إذا "لعبت أوراقها بشكل صحيح".
حرب البث: كيف تتنافس نتفليكس ويوتيوب على شاشتك، وماذا يخبئ المستقبل لعمالقة الترفيه

يرى بول فيرنا أن المنافسة بين الشركتين مدفوعة بـ "الحسد المتبادل"، حيث ترغب كل منهما في أن تكون أكثر شبهاً بالأخرى. فبينما تسعى نتفليكس إلى تبني استراتيجيات يوتيوب الناجحة، مثل الاستثمار في بودكاست الفيديو وجذب المبدعين، فإن يوتيوب نفسها تعمل على تعزيز هيمنتها في مجال التلفزيون المتصل (CTV). على الرغم من أن نتفليكس متأخرة في عدد المستخدمين ووقت المشاهدة الإجمالي، إلا أنها لا تزال قوة هائلة، حيث يتوقع أن تضيف حوالي 100 مليون مشاهد عالمي شهري بحلول عام 2028، لتصل إلى حوالي 830 مليون مشاهد. ويشير فيرنا إلى أن الفجوة في وقت المشاهدة تضيق بشكل كبير خلال ساعات الليل، مما يؤكد مكانة نتفليكس كتجربة "غرفة المعيشة" المتميزة، بينما يعتمد يوتيوب بشكل أكبر على المبدعين والأحداث المباشرة ومقاطع الفيديو الموسيقية.​

نتفليكس تعيد تعريف المحتوى: من الدراما إلى الترفيه غير المكتوب​

في محاولة لتوسيع جاذبيتها، تستكشف نتفليكس بقوة مجال التلفزيون غير المكتوب، بما في ذلك عروض الموسيقى ومقابلات المشاهير وسلاسل الحفلات الموسيقية الحية والأفلام الوثائقية سريعة التحول. يصف بول فيرنا هذه الخطوة بأنها محاولة لـ "التوسع حول الحواف"، مؤكداً أن نتفليكس لديها بالفعل اهتمام الجمهور. ويشير إلى أن مقاطع الفيديو الموسيقية هي الأكثر أداءً على يوتيوب، وهو مجال لم تستكشفه نتفليكس بعد بشكل كامل، مما يجعل الشراكة المحتملة مع سبوتيفاي منطقية للغاية.

من جانبها، ترى ماريسا جونز أن هذا التوجه خطوة ذكية لنتفليكس، خاصة فيما يتعلق بزيادة مساحة الإعلانات. فالسوق غير المكتوب أقل تشبعًا بالإعلانات من سوق المحتوى المكتوب، وتكاليف الإنتاج فيه أقل، مما يجعله فرصة ممتازة لنتفليكس لبناء عروضها الإعلانية وجذب جمهور أكثر تنوعًا.​

تحدي الإعلانات: هل يتقبل الجمهور؟​

مع تحول نتفليكس نحو نموذج الإعلانات، يبرز تساؤل حول مدى تقبل الجمهور، خاصة جيل الألفية (Gen Z)، للإعلانات على خدمات البث. تشير الأبحاث إلى أن ثلثي المشاهدين الأمريكيين يجدون فواصل الإعلانات في التلفزيون المباشر أكثر احتمالًا من تلك الموجودة في البث عند الطلب. ومع ذلك، تعتقد ماريسا جونز أن تحول نتفليكس إلى الإعلانات يمكن أن يستمر دون انقطاع، مشيرة إلى أن معظم خدمات البث تقدم الآن طبقات مدعومة بالإعلانات بتكلفة أقل، وأن نتفليكس ستظل "واحدة من آخر الخدمات التي يقطعها الناس". يضيف بول فيرنا أن نتفليكس لا تزال توفر خيارًا خاليًا من الإعلانات لمن يرغبون في دفع المزيد، وأن جميع خطوات نتفليكس تهدف إلى تعزيز أعمالها الإعلانية. ومن المتوقع أن تحقق نتفليكس حوالي 4 مليارات دولار من عائدات الإعلانات هذا العام، وهو ما يمثل أقل من 10% من إجمالي إيراداتها المتوقعة.​

مفارقة الاشتراك: سهولة الدخول، صعوبة الخروج​

أحد الجوانب المثيرة للجدل في عالم الاشتراكات هو سهولة الاشتراك مقابل صعوبة الإلغاء. حاولت لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) تبسيط عملية الإلغاء من خلال قاعدة "النقرة للإلغاء"، والتي كانت ستمنع الشركات من إجبار العملاء على المرور عبر "عقبات" لإلغاء الخدمات. ومع ذلك، تم إحباط هذه القاعدة من قبل محكمة الاستئناف الفيدرالية.

توضح ماريسا جونز أن هذا القرار ليس انتصارًا للمستهلكين، بل هو حماية للشركات التي تعتمد على الاشتراكات لجمع بيانات الطرف الأول وتعزيز أنظمتها الإعلانية. يشبه بول فيرنا هذه الظاهرة بـ "طريقة ايكيا": "من السهل جدًا الدخول إلى ايكيا، ولكن حظًا سعيدًا في الخروج من هذا المتجر". وتشير الأرقام إلى أن إنشاء حساب أمازون يستغرق 10 نقرات، بينما يتطلب إلغاؤه 56 نقرة. وبالنسبة لنتفليكس، يستغرق الإلغاء ما يقرب من 20 نقرة. على الرغم من هذه الصعوبات، تظل نتفليكس تتمتع بأحد أدنى معدلات التوقف عن الاشتراك في الصناعة.​

"بيت نتفليكس": مغامرة في العالم المادي​

في خطوة مفاجئة، تستعد نتفليكس لافتتاح أول موقعين لـ "بيت نتفليكس" في دالاس وفيلادلفيا هذا العام، مع موقع ثالث في لاس فيغاس بحلول عام 2027. ستوفر هذه المواقع المادية تجارب غامرة للمعجبين، حيث يمكنهم تناول الطعام والتسوق لشراء البضائع والمشاركة في الأنشطة المستوحاة من أعمال نتفليكس الأصلية الشهيرة مثل "Wednesday" و"Stranger Things".

يرى بول فيرنا أن هذه الخطوة مثيرة للاهتمام، خاصة مع توفر العقارات التجارية الرخيصة في مراكز التسوق. ويعتقد أن نجاح هذه المبادرة سيعتمد على قوة الملكية الفكرية وجودة التجربة المقدمة. وتضيف ماريسا جونز أن نتفليكس هي واحدة من خدمات البث القليلة التي تتمتع بمكانة تسمح لها بتجربة شيء كهذا، نظرًا لامتلاكها عناوين قوية يمكن بناء تجارب حولها. هذه الخطوة تتيح لنتفليكس الاستفادة من "الشهية للتجارب" التي أظهرتها شركات مثل ديزني، ولكن بتكاليف تشغيل أقل.​

مستقبل متعدد الأوجه​

في الختام، تُظهر المناقشات في بودكاست "Behind The Numbers" أن نتفليكس لا تقف مكتوفة الأيدي في مواجهة المنافسة الشرسة. من خلال استراتيجياتها المتعددة الأوجه – بدءًا من التنافس المباشر مع يوتيوب في مجالات مثل بودكاست الفيديو والمبدعين، مرورًا بتوسيع محتواها ليشمل الترفيه غير المكتوب، ودمج الإعلانات بذكاء، وحتى مغامرتها في إنشاء مساحات مادية – تسعى نتفليكس إلى تعزيز مكانتها كقوة مهيمنة في عالم الترفيه. إن مستقبل البث يبدو ديناميكيًا، ونتفليكس مستعدة لتشكيل جزء كبير منه، سواء على شاشاتنا أو في العالم الحقيقي.​
 

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى