Announcement Title

Your first announcement to every user on the forum.

قصيدة الدهر لا تأمنه لقوة

Admin

مدير شركة انكور التطويرية
طاقم الإدارة
ادارة انكور
الدَهرُ لا تَأمَنُهُ لَقُوَةٌ
تَزُقُّ أَفراخاً لَها بِالسُلَيّ
تُضحِ الثَعالي خائِفاتٍ لَها
وَتُذعِرُ الخِشفَ وَأُمَّ الطُلَيّ
إِن يَرحَلِ الناسُ وَلَم أَرتَحِل
فَعَن قَضاءٍ لَم يُفَوَّض إِلَيّ
خُلِقتُ مِن بَعدِ رِجالٍ مَضَوا
وَذاكَ شَرٌّ لي وَشَرٌّ عَلَيّ

شرح القصيدة​

هذه الأبيات من شعر أبو العلاء المعري، أحد أبرز شعراء وفلاسفة العصر العباسي، وتُجسد رؤيته التشاؤمية للوجود والدهر، وتعبّر عن تأملاته في القدر، والضعف الإنساني، ومكانته بين من سبقوه. إليك شرحًا مفصلًا لكل بيت:

Gemini_Generated_Image_3e3j273e3j273e3j.png

البيت الأول والثاني​

الدَهرُ لا تَأمَنُهُ لَقُوَةٌ
تَزُقُّ أَفراخاً لَها بِالسُلَيّ
تُضحِ الثَعالي خائِفاتٍ لَها
وَتُذعِرُ الخِشفَ وَأُمَّ الطُلَيّ
- المعري يشبّه الدهر بكائن قوي، لكنه غير مأمون العواقب، حتى لو بدا أنه يطعم صغاره (الأفراخ) بلطف.
- "السُلَيّ" هو الغشاء الذي يحيط بالجنين، وهنا كناية عن الرقة والضعف.
- رغم هذه الصورة الحنونة، فإن هذا الكائن يُرعب الثعالب والخشف (صغير الظبي) وأمه، مما يدل على أن القوة لا تعني الطمأنينة، بل قد تكون مصدرًا للرعب.
- المعنى العميق: الدهر متقلب، لا يُعتمد عليه، حتى لو بدا رحيمًا في لحظة، فهو قادر على الإيذاء في أخرى.

البيت الثالث​

إِن يَرحَلِ الناسُ وَلَم أَرتَحِل
فَعَن قَضاءٍ لَم يُفَوَّض إِلَيّ
- هنا يتحدث المعري عن القدر، فيقول إنه لم يرحل كما رحل الآخرون (ربما يقصد الموت أو السفر)، لا لأنه اختار البقاء، بل لأن الرحيل لم يُكتب له بعد.
- "لم يُفوض إليّ" تعني أن الأمر ليس بيده، بل هو خاضع لقضاء الله أو القدر.

البيت الرابع​

خُلِقتُ مِن بَعدِ رِجالٍ مَضَوا
وَذاكَ شَرٌّ لي وَشَرٌّ عَلَيّ
- يعبر المعري عن شعور بالغربة الزمنية، إذ وُلد بعد زمن الرجال العظام الذين مضوا.
- يرى أن مجيئه بعدهم هو شرّ له لأنه لم يعاصرهم، وشرّ عليه لأنه يحمل عبء المقارنة أو الإرث الذي تركوه.
- هذا البيت يعكس نزعته الفلسفية التشاؤمية، حيث يرى أن وجوده في هذا الزمن هو عبء لا ميزة.


القصيدة تصور الدهر كقوة غامضة لا يمكن الوثوق بها، وتُبرز هشاشة الإنسان أمام القدر، وتُعبر عن شعور المعري بالاغتراب الزمني والوجودي. إنها ليست مجرد شكوى من الزمان، بل تأمل فلسفي في الضعف الإنساني، تقلبات الحياة، ومحدودية الإرادة.
 

ما هو انكور؟

هو منتدى عربي تطويري يرتكز على محتويات عديدة لاثراء الانترنت العربي، وتقديم الفائدة لرواد الانترنت بكل ما يحتاجوه لمواقعهم ومنتدياتهم واعمالهم المهنية والدراسية. ستجد لدينا كل ما هو حصري وكل ما هو مفيد ويساعدك على ان تصل الى وجهتك، مجانًا.
عودة
أعلى